رصدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فى تقرير لها بعنوان "اعتصام رابعة والنهضة بين الحق فى التظاهر السلمى وحقوق السكان المحليين"، شهادة 15 مواطنا تم تعذيبهم داخل اعتصامى مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى بإشارة رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة.
فقد تعرض المواطن أحمد خالد إبراهيم - 20 سنة- للتعذيب على أيدى جماعة الإخوان المسلمين بميدان رابعة العدوية، وقال فى شهادته "كنت راجعًا من عند عمتى بمدينة نصر بعد صلاة العصر تقريبًا عندما وجدت مجموعة من الشباب حوالى عشرة أشخاص يرتدون ملابس متشابهة فسفورية ويضعون على رؤوسهم خوذات وماسكين فى أيديهم شوم وعصي استوقفونى فى الشارع وطلبوا منى أن أنضم معهم إلى اعتصام رابعة العدوية، وأكدوا لى أنهم سوف يقدمون لى وجبة إفطار شهية، وقالولى اللى أنت عاوزه هنعملهولك".
وأضاف إبراهيم قائلا: "ذهبت معهم إلى داخل الاعتصام وبعد ساعة حاولت أن أتركهم وأمشى لكى أعود إلى منزلى لكنهم رفضوا بشدة وتعاملوا معى بقسوة وأخذونا أسفل مكان يقفون عليه ويشبه خشبة المسرح وعرفت بعد ذلك أنها منصة رابعة العدوية، حيث وجدت أسفل هذا المكان ثلاثة أشخاص يقومون فيها بالتعذيب، وأدخلونى غرفة منها ووجدت فيها شخصا يقومون بتعذيبه، ووجدت فيها شخصا جسمه مليان، وأنا بشوفه فى التليفزيون ومحمد البلتاجى وشخص آخر أقل فى الجسم وأشرف الاثنان على عملية تعذيبى".
وقد عثر الأهالى على جثة عمرو مجدى سمك - 33 عاما- عامل نسيج، بجوار مسجد رابعة العدوية، وبها العديد من الإصابات تتمثل فى "كدمات متفرقة بجميع أنحاء الجسم وضرب بالعصى على الصدر والبطن وخلع بالأظافر، وأثار تعذيب شديد"، وتقدم أحمد عبد الحميد كامل 23 عاما «مسعف» ببلاغ إلى قسم شرطة مدينة نصر أول يفيد باستلامه جثة عمرو مجدى بها العديد من الإصابات من شخص يدعى الدكتور أحمد الذى قرر له أن سيارة ألقت الجثة بجوار مسجد رابعة العدوية.
ونقلت الجثة إلى مستشفى التأمين الصحى –حسب التقرير- وأفاد تقرير الطب الشرعى على أن "الوفاة نتيجة الصعق بالكهرباء وتقييده بالحبال، والاعتداء عليه بآلة حادة، كما وجدت آثار إصابات عبارة عن كدمات وسحجات متفرقة باليدين والصدر والظهر وآثار توثيق باليدين والقدمين نتيجة تعرضه للتعذيب، وأن أظافر قدمى القتيل قد تم نزعها من جسده، كما تبين وجود آثار تورمات فى رأسه وجروح متفرقة بالصدر والظهر".
كما تعرض النقيب محمد محمود فاروق، معاون قسم شرطة مصر الجديدة، وهانى عيد سعيد، مندوب شرطة، للتعذيب بالصعق بالكهرباء والضرب بالعصى والاحتجاز لمدة ساعتين بعدما طلب منه أحد الأشخاص بطاقته الشخصية فى حين تعرف عليه شخص آخر وقال للأول أنه شرطي، حيث كانا يتابعان مسيرة مؤيدى الرئيس المعزول التى كانت تسير فى شارع العروبة فى طريقها إلى مطار القاهرة، فتم اقتياده إلى داخل الاعتصام عن طريق سيارة سوزوكى لينالا نصيبهما من التعذيب والضرب لمدة 4 ساعات ثم أطلقوا سراحهما.
ورصد التقرير تعذيب أحمد حسن محسن بميدان رابعة العدوية، وتبين من خلال الكشف الطبى عليه إصابته بكدمات وسحجات وإصابات رضية فى الوجه وأغلب أجزاء الجسد إثر الاعتداء عليه من قبل مؤيدى الرئيس مرسى وأنصاره فى رابعة العدوية، وكذلك إصابته ببتر فى إصبعه"السبابة"، وتجمعات دموية غزيرة فى العين وبعض أجزاء الجسم، وبرروا ما فعلوه بأنهم اشتبهوا فى أنه يقوم بسرقة هواتف المعتصمين بميدان رابعة العدوية، ولذلك قاموا بمعاقبته.
وكشفت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تعرّض محمود سيد، أمين شرطة بقسم الأزبكية، لوصلة تعذيب على أيدى 30 معتصمًا، استمرت قرابة الـ7 ساعات، ذاق خلالها أنواعًا شتى من التعذيب، بدءًا من الضرب بالجنازير، والأسلحة البيضاء، والشوم، مرورًا بسكب الماء المغلى على جسده وصعقه، وتبين من التحريات أن عددًا من المعتصمين ادعوا أنهم من رجال القوات المسلحة، واصطحبوه إلى الاعتصام، وقاموا بسرقة سلاحه ودراجته البخارية، وألقوه فى مدافن الوفاء والأمل.
وأوضح التقرير أن أحمد زقزوق ذهب المذكور إلى ميدان رابعة العدوية للحصول على مبلغ مالى من أحد أصدقائهما المعتصمين بالميدان فشك فيهما المعتصمون واحتجزوهما فى إحدى الخيام واعتدوا عليهما بالشوم والسلاح الأبيض والركل قبل لحظات من الإفطار، ثم قاموا بلفهما فى الأجولة وألقوا بهما فى الشارع بعد أن لفظ أحدهما أنفاسه الأخيرة داخل الخيمة، وكان الثانى بين الحياة والموت، وعثر عليهما الأهالى ونقلوهما إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر وأجريت له عدة جراحات لإنقاذ حياته.
وفوجئ فتحى محمد مقبول – حسب التقرير - أثناء انصرافه بسيارته عقب إنزال 7 من الإخوان اصطحبهم من محافظة المنيا للمشاركة فى التظاهرات فى ميدان رابعة بمجموعة من الشباب المكلفين بتأمين المتظاهرين يلتفون حوله ويقولون له تعال معنا أنت بتقول شعر تهاجم فيه الدكتور مرسى ثم اصطحبوه إلى غرفة مصنوعة من الحديد ملاصقة لمسجد رابعة واستولوا منه على 1200 جنيه وهاتفه المحمول ووضعوا عصابة سوداء على عينيه، وانهالوا عليه بالضرب بالشوم وصعقه بالكهرباء بواسطة "إلكتريك" بعدما ألقوا عليه المياه.
وذكر عمرو محمد سالم إبراهيم، نجل حارس أحد العقارات، بمنطقة عزبة الهجانة، أن نجله اعتاد القيام ببيع الشاى للمعتصمين بمنطقة رابعة العدوية واختفى قبل يومين من العثور على جثته، واتهم قيادات جماعة الإخوان ومن بينهم محمد بديع مرشد الجماعة وعصام العريان وصفوت حجازى ومحمد البلتاجى بالتسبب فى وفاة نجله.
وكشف التقرير أن هانى موسى عبد العزيز، مساعد طباخ بفندق الماسة التابع للقوات المسلحة، تعرض للتعذيب من قبل معتصمى رابعة العدوية أثناء عودته من عمله، حيث وجدته مجموعة من الأهالى ملفوفًا فى ملاية وغارقا فى دمائه وينزف من كل مكان قائلا، ومصابا بـ 6 جروح نافذة فى الجمجمة وشرخ بالجمجمة نتيجة الطعن بآلة حادة وجرح نافذ بالرقبة وجرح نافذ بالبطن أدى إلى نزيف داخلى نتج عنه امتزاج البول بالدماء، بالإضافة إلى أكثر من 45 غرزة بالرأس حتى فقد النطق والوعى.
وعثر حراس مصنع 199 الحربى بحلوان على ياسر أحمد عبد العاطى محمود مصابًا بإصابات بالغة؛ جراء تعذيبه باعتصام رابعة العدوية، وهو يعمل خراطا بورشة كائنة بدائرة قسم شرطة منشأة ناصر ومقيم بقرية أبو صير بالبدرشين بالجيزة، مصابًا بكدمات متفرقة بالجسم وكسور متعددة بالقدم اليمنى وكسر برسغ اليد اليسرى وكدمات بالصدر وأسفل الحاجب الأيسر، وبه آثار توثيق حول المعصمين باليدين.
وأكد ياسر أحمد أنه كان فى طريقه للعمل بالورشة عمله، وحال نزوله من الميكروباص بجوار نادى السكة الحديد بدائرة قسم شرطة ثان مدينة نصر، شاهد مسيرة لأنصار مرسى، فتحدث مع شخص يسير بجواره، مستنكرًا السير والهتافات المناهضة للقوات المسلحة، فقام أحد المتواجدين وآخرون باصطحابه رغمًا عنه إلى اعتصام رابعة العدوية.
وأضاف المجنى عليه أن المذكورين قاموا بالتعدى، عليه بالضرب وتوثيقه داخل خيمة بجوار إحدى محطات الوقود، بمعرفة عدد من المشايخ الذين لا يعرفهم، اعتقادًا منهم أنه "مرشد" واستولوا منه على هاتفه المحمول، وقاموا بتعصيب عينيه واصطحابه فى سيارة وإلقائه بجوار مصنع 199 الحربى بحلوان، إلى أن عثر عليه حراس المصنع وطلبوا له الإسعاف.
وتضمن التقرير تعرض الطفل أحمد رضا البالغ من العمر 15 عامًا أثناء سيره بشارع الطيران تقابل معه مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان، طلبوا منه الحضور لميدان رابعة العدوية للإفطار بصحبتهم، وعقب تناوله لطعام الإفطار وقيامه بمحاولة الانصراف رفضوا، وتعدوا عليه بالضرب وأحدثوا إصابته واحتجازه داخل احدى الخيام بالميدان وتعذيبه، مما أدى إلى إصابته بجروح قطعية بالجسم ونزع ظفر الإصبع الأكبر للقدم اليمنى وكدمات متفرقة بالجسم.
ذهب حسين نادى على مصطفى إلى منطقة رابعة العدوية– حسب التقرير- لمعرفة ما الذى يحدث هناك، وحال ذلك سمع بعض الأشخاص يقومون بسب الشرطة والجيش وأنصار السيسى، فقام بمناقشة مع أحد الأشخاص فتطورت إلى مشاجرة قاما على إثرها أنصار الرئيس المعزول بأخذ المذكور داخل إحدى الخيام بالتعدى عليه بالضرب وتعذيبه، مما أدى إلى إصابته بتورم بالعين اليمنى وسحجات بالظهر وكدمات متفرقة بالجسم.
وقام أنصار الرئيس المعزول بتعليق الطفل محمد صبحى البالغ من العمر 13 عاما من قدميه وضربه فى جميع أنحاء جسده – وفقا لما ورد بالتقرير-، فضلًا عن الاعتداء على والده الذى يبلغ من العمر 67 عامًا، وأكد فى شهادته أنهم "سحلونى إلى المنصة أمام باب جامعة القاهرة ولم أستطع التعرف على ابنى من وسط أكثر من 30 شابًّا تحت المنصة، مرميين وغارقين فى دمائهم، إلى أن وجدت رأسه بلا جلد من شدة الضرب بالمطاوى عليه"، مضيفًا "قيّدوا يدى ورمونى بجوار ابنى وانهالوا علينا بالضرب".
تعرض جابر محمد للتعذيب لمدة سبع ساعات، حيث قال فى شهادته على أن "كنت باتسحر مع أصدقائى فى بين السرايات، وبعد صلاة الفجر كنت فى طريقى إلى منزلى بالعمرانية، فوقفنى شيوخ وسألونى عن بطاقتى الشخصية، وظننت فى البداية إنها لجان شعبية لتأمين الاعتصام ولم أخوّنهم، فأظهرت بطاقتى، فطلبوا منى الحضور معهم لمكتب الأمن التابع للجان الشعبية ليسألنى سؤالين، فذهبت معهم دون أن يخطر فى بالى الفظائع التى يمكن لهم اقترافها، إلى أن فوجئت بظهور الأكمنة، التى يقف عليها اللجان الشعبية ورجال ملثمون يحملون أسلحة.
وأضاف محمد قائلا: "إن معتصمى النهضة انهالوا علىّ بالضرب وسحلونى إلى داخل حديقة الأورمان.. دخلت حديقة الأورمان مسحولا على أيدى أكثر من 6 شيوخ، ثم اتجهوا بى إلى يمين الحديقة حيث توجد كافتيريا من دور واحد كانت هى مقر التعذيب، صعدت السلالم إلى سطح الكافتيريا واستقبلنى أكثر من 15 شخصا منهم ملثم مسلح ومنهم ملتحٍ يحمل الشوم والصواعق الكهربائية.. وانهالوا علىّ جميعا بالضرب بعد أن قيدوا رجلى ويدى وغموا عينى".
وأشار المذكور إلى أنهم كانوا يتبادلون الأدوار عليه، وكل واحد منهم يذكّر الآخر بالاستغفار بعد الانتهاء من نصيبه فى تعذيبه، علاوة على ترديد جملة «الله أكبر الله أكبر» وهم يعذبونه، موضحًا «الشيخ يقول للشيخ استريّح أنت وأنا هأكمّل عليه، ويبدأ بالتكبير وينهال بالضرب، وعندما أقول لهم حرام أو أنطق بكلمة كانوا يرشون فى عينى وفمى وأنفى غازات تسبب الاختناق وضيق التنفس وتشل الأعصاب".
"المصرية لحقوق الإنسان" ترصد شهادات المعذبين فى"رابعة" و"النهضة".. العثور على عمرو مجدى جثة هامدة بعد تعذيبه وخلع أظافره.. و30 معتصما يتناوبون على تعذيب أمين شرطة لمدة 7 ساعات
الأربعاء، 07 أغسطس 2013 05:46 م