الإخوان والخروج من الأزمة

الأربعاء، 07 أغسطس 2013 09:42 م
الإخوان والخروج من الأزمة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يفقد الإنسان عقله فلا تثريب عليه فيما يأتى أو يدع، لأن العقل هو مناط التكليف فى الإنسان. وفقدان العقل لا يُرَى وإنما تُرَى آثاره ونتائجه فى سلوك الإنسان وتصرفاته. فمن خلال مراقبة سلوك أى إنسان أو تصرفاته يمكن الحكم، بالملاحظة، على هذا السلوك وتلك التصرفات، وما يسرى على الإنسان الفرد يسرى كذلك على الجماعات والمجتمعات.

ومن يراقب سلوكيات وتصرفات جماعة الإخوان يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الجماعة قد فقدت عقلها ورشدها بعد ما فقدت السلطة والحكم. قد تكون سلوكياتها وتصرفاتها من الأمور المتفق عليها والمخطط لها سلفاً والمعدة من قِبَلِ قادة التنظيم الدولى، إلا أن ذلك لا ينفى عنها فقدان العقل والجنون.

فعندما يدعو المنظر الأكبر لفكر الجماعة د. القرضاوى كل دول العالم الإسلامى للاستشهاد داخل مصر من أجل عودة حلم عمره الذى تهاوى أمام ناظريه وفى حياته فلا شك أن دعوته تلك، فضلاً عن انطوائها على خيانة وطنية إلا أنها دلالة واضحة على فقدان العقل. وعندما يزيدنا من الشعر بيتأ بدعوته المصريين شباباً وشيوخاً ونساءً وأطفالاً للاحتشاد بميدانى رابعة والنهضة لمناصرة المعتصمين، وأن ذلك الأمر فرض عين على كل مسلم..

ولا أدرى ما وجه الفرضية فى ذلك؟ ثم يقال أنه فرض عين كالصلاة وليس فرض كفاية إذا نهض به البعض سقط إثمه عن الباقين، فمن أين أتى الشيخ الجليل بهذا الحكم؟! وما أدلته الشرعية على فتواه إن جاز أن يطلق على هذا الكلام فتوى؟!.

وأنا لا أظنها فتوى وإنما رأى سياسى يتسربل بالدين حتى يكتسب كلامه قداسة ليست له، فالفتاوى فى الإسلام كما ذهب الشيخ الشعراوى ليست تفصيلاً وإنما الفتاوى جاهزة. فإذا كان هذا حكم الإسلام فى مناصرة معتصمى الإخوان، فما حكمه فيمن خرج على نظام الإخوان وأسقطه؟. فهل تناسى الشيخ أن من يناشدهم قد خرجوا على حلمه وأسقطوه لأنه جدير بأن يسقط؟.

أنا أعلم بأن هذا الأمر موجع لك ولقيادات الإخوان فى الداخل والخارج، وقد عبرت أنت عن ذلك بقولك فبعد أن حلمنا سنوات طويلة بالحكم وعندما وصلنا بعد عام واحد فقط أخذوا مننا هذا الحلم، يا حسرة على العباد، أحلمك الفاشل الساقط الذى تهاوى أمام مشاكل المصريين وطموحاتهم وتطلعاتهم وحلمهم بثورتهم الحقيقية أعز عليك من دماء المسلمين التى تراق ليل نهار. أى دين هذا الذى تدينون به؟. أى دين هذا الذى يدعوك إلى توجيه نداء لجنود الجيش أو الداخلية بعدم إطاعة الأوامر؟! أليس فى تلك الدعوة خيانة للوطن وللدين؟!.

لا تقل لى أن مشروعك كان اسلامياً إنما كان تصوراً لك ولجماعتك عن الإسلام. وعندما تقول عمن أسقط حكم الإخوان بأنهم: "لا ذمة لهم ولا ضمير ولا أخلاق". وهم يتعدون الملايين فعن أى شعب تتحدث؟ وأى مسلمين؟ وعندما تناشد المسلمين للاحتشاد أمام السفارات المصرية فى جميع دول العالم للدعاء ومناشدة هذه الدول بالكف عن الظلم.

فلا ريب أن فى ذلك خيانة فضلا عن فقدان العقل البين فيما تنطوى عليه تلك الدعوة من مخاطر على الوطن وعلى الدين. وعندما تطالب الغرب، الشيطان الذى يخطط لضرب المشروع الإسلامى، بالوقوف فى وجه الظلمة قائلاً لهم: حرام عليكم. فعن أى حرام تتحدث؟!. أين العقل والشرع فى التحليل والتحريم الذى تدعونا إليه؟!. ما أنتم يا سيدى سوى أناس قد شاخت عقولهم بعد ما اختلط عليكم الأمر فخلطتم بين الإخوان والدين وصارا أمراً واحد. وقد اتخذتم الإرهاب سبيلاً لفرض رؤيتكم على الإسلام والمسلمين، سلاحكم فيه التكفير وقتل المخالفين.

وقد أدخلتم بفكركم شباب الإخوان المغرر بهم فى نفق مظلم لا خروج منه ولا نجاة من تبعاته بتصويركم المريض للأمر على أنه لا إسلام خارج إطار الجماعة. والمخرج الوحيد من ذلك هو عودة شباب الإخوان إلى حضن المجتمع المصرى بمسلميه ومسيحييه، فحتى المسيحى مسلم الثقافة والهوى. عد لتمارس شعائر دينك دون وصاية ولا كهنوت ولا صكوك غفران يوزعها مكتب الإرشاد وتنظيمه الدولى عليك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة