إن محمد مرسى شخص عادى من عموم الشعب المصرى ليس له تاريخ سياسى، فقد ظهر على مسرح الأحداث فجأة وبدون مبرر، إلا لمجرد ترأسه لحزب الحرية والعدالة الذى تم تأسيسه بسرعة فى أعقاب ثورة 25 يناير للرد على عدم قانونية جماعة الإخوان.
وهو ليس زعيما وطنيا بقامة أحد زعماء الحركة الوطنية المصرية على مدار تاريخها، فأين هو من عمر مكرم والشيخ حسن العطار وأحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وجمال عبد الناصر هذا الزعيم الملهم لكل حركات التحرر فى العالم الثالث، والذى تندر عليه فى أعقاب استيلائه على السلطة عن طريق صندوق الانتخابات، واقفا فى ميدان التحرير وقائلا عبارته الشهيرة (الستينات وما أدراك ما الستينات).
أين هو من أنور السادات، أحمس القرن العشرين الذى حرر الأرض المصرية وأعاد الكرامة والمجد.. كل هؤلاء ناضلوا من أجل الوطن وغيرهم كثير، ناضلوا من أجل الشعب المصرى، لا من اجل قضية يؤمن بها هو وجماعته ألا وهى الاستيلاء على السلطة وكرسى الحكم ومد سلطانهم على الدول العربية المجاورة لإنشاء الدولة الدينية المزعومة والإمبراطورية الوهمية، واستعادة أساليب إدارية وسياسية من القرون الوسطى، لإدارة وقيادة دولة تعيش فى ظل القرن الواحد والعشرين، قرن الحداثة والتقدم التكنولوجى المذهل.
لم يكن محمد مرسى قائدا ثوريا، قاد ثورة 25 يناير وخطط لها، لأنه بمنتهى البساطة قفز عليها ببراشوت عن طريق وبواسطة عشيرته (الذين هو من ضمنهم عضو ضمن كثير من الأعضاء فى مكتب الإرشاد) بعد ثلاثة أيام من اندلاعها، ولأن ثورة 25 يناير كانت انتفاضة شعبية بكل المقاييس بلا قيادة ولا قائد، بل كانت مظاهرة ضد الشرطة فى عيدها خطط لها الشباب للتعبير عن الممارسات الخاطئة واللاإنسانية، تحولت إلى ثورة بفضل عناد السلطة الحاكمة، ولم يحمى الثورة الإخوان ولا شبابهم بل سرقوها، والذى حمى الثورة هى العناية الإلهية التى أرادت لدولة الظلم إن تنقضى ويقوض بنيانها على أيدى صغيرة شابة، طاهرة وبريئة.
لم يكن محمد مرسى رجل أعمال وطنيا ولا اقتصاديا كبيرا يدعم الاقتصاد الوطنى مثل طلعت حرب وغيره من رجال الاقتصاد الوطنيين، ساهم فى نهضة وطنه وتقدمه ورخائه، وضحى بثروته، بل على العكس كانت تسعى الجماعة وهو من داخلها من عام 1928 وحتى الآن، لإفقار الدولة وذلك بزعزعة السلام الاجتماعى وخلق حالة من عدم الاستقرار وهروب رأس المال، وذلك لأضعاف السلطة ثم الانقضاض عليها واستحواذها لأنفسهم، هو صراع على السلطة، هو استبدال محض للاستبداد السياسى بالاستبداد الدينى أو الاستبداد الذى يرتدى قناع الدين!!
والسؤال الآن:
إذا لم يكن له تاريخ سياسى ولا زعيما وطنيا ولا قائدا ثوريا وليس له فضل من قريب أو من بعيد على الشعب أو الثورة، فلماذا نتمسك به؟
لماذا لا نغيره؟
أو بالأحرى لماذا لا تغير جماعة الإخوان مندوبها فى قصر الرئاسة؟؟
إبراهيم البسطانى يكتب:طالما لا هو زعيم وطنى ولا ثورى فلماذا نتمسك به؟
الأربعاء، 07 أغسطس 2013 02:08 م
صورة أرشيفية