قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولى، إن التصريحات التى ساقها عضو مجلس الشيوخ الأمريكى جون ماكين ووصف فيها الوضع الحالى فى مصر بـ"الانقلاب" وتطرق فيها إلى تسوية الأزمة السياسية المحتقنة – تؤكد انحيازه المسبق لطرف من أطراف النزاع وهو جماعة الإخوان المسلمين.. مشددا على أنه كان حريا بماكين منذ البداية أن يتوخى النزاهة والجدية فى أعماله وأقواله وأن يتجرد فى مقاصده حين يحاور الآخرين سواء فى مؤتمره الصحفى أو مباحثاته المختلفة فى مصر.
وأشار سلامة –– إلى أن السيناتور ماكين عمد إلى "لى الحقائق"، ورغم أنه لا يمثل الإدارة الأمريكية وفقا لتصريحاتها قبل مجيئه إلى مصر إلا أنه لا يمكن تجاهله كونه عضوا بالكونجرس أى ممثلا للشعب الأمريكى، وهو الأمر الذى من شأنه أن يجعل التصريحات التى أدلى بها قد تؤدى إلى تعكير صفو العلاقات بين الشعبين المصرى والأمريكى، وهو ما حدا بالرئاسة المصرية أن تصف عباراته ومغالطاته بالتصريحات الخرقاء.
وأضاف أن ماكين تجاهل عمدا البون الشاسع بين الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية، موضحا أن الاختلاف بين الانقلاب والثورة لا يكمن فى المصدر الذى يقوم بالحركة وإنما فى نوع الهدف الذى يرمى إليه كل منهما باعتبار أن الثورة تهدف إلى تغيير الحكام والنظام السياسى والاجتماعى والاقتصادى وإقامة نظام جديد بينما الانقلاب فيقتصر غالبا على تغيير الحكام أو استبدال حاكم بآخر والاستئثار والتشبث بالسلطة بعد اغتصابها دون التعرض لنظام الحكم.
وقال إن ماكين لا يعد مبعوثا خاصا من الرئيس أو الحكومة الأمريكية، وإلا اعتبر بموجب أحكام القانون الدولى ممثلا رسميا للدولة الأمريكية شأنه فى ذلك شأن رئيس الدولة ووزير الخارجية ورئيس الوزراء والسفراء المعتمدين والمبعوثين الخصوصيين، ومن ثم لزم عدم التعويل على التصريحات "الموتورة" فى وصفه لما جرى فى 30 يونيو بـ"الانقلاب العسكرى".