أمين الجميل: حكومة الأمر الواقع ستحدث ردة فعل من حاملى السلاح بلبنان

الأربعاء، 07 أغسطس 2013 09:40 ص
أمين الجميل: حكومة الأمر الواقع ستحدث ردة فعل من حاملى السلاح بلبنان الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميل
بيروت (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية، إن الطرح الخاص بتشكيل حكومة أمر واقع فى لبنان (أى دون توافق سياسى) هو آخر الحلول إذا تعذرّ تشكيل حكومة سياسية، مؤكدا أن ذلك يقتضى أخذ الحيطة، لأنه بدون توافق تكون هناك إمكانية حدوث ردة فعل من قبل الفريق الذى يمتلك السلاح ولا رادع أمامه، ولا احترام عنده لمؤسسات الدولة.

وأضاف الجميل فى حوار مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط فى بيروت، "أن هذا قد يؤدى بالتالى إلى مزيد من الانتكاسات، ولم ننس الأحداث التى شهدها لبنان فى 7 مايو 2008 عندما اقتحمت عناصر ميلشياوتية العاصمة بيروت، وتجربة القمصان السود إبان تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتى وغير ذلك من الأحداث الأليمة التى عاشها اللبنانيون".

وأكد الرئيس أمين الجميل أن المشكلة اللبنانية الأساسية هى وجود سلاح خارج إطار المؤسسات الدستورية اللبنانية، ووجود سيادة ذاتية لحزب الله على حساب السيادة الوطنية، وتورّط الحزب بحروب ليس للبنان علاقة بها.

وأشار إلى أن هناك تجارب متعددة حينما استعمل هذا الفريق ترسانته العسكرية التى يدعى أنها للدفاع عن لبنان بوجه إسرائيل، فى أغراض داخلية، وفى المعادلة السياسية، والتطاول على فئات من الشعب اللبنانى.

وشدد على أن تحالف 14 آذار باق، وحزب الكتائب مستمر فيه، وقال إن ما يجمعنا هو ثوابت واضحة ومبادئ أساسية ولايتأثر بعناصر ثانوية.

ونفى أن يكون هناك تمايز لدى الكتائب ضمن 14 آذار، مؤكدا أن ما يحدث هو أن بعض مكونات 14 آذار تخرج أحيانا عن مبادئ وثوابت وأهداف تحالف 14 آذار، مشيرا إلى أن شعارات الكتائب هى أساس شعارات14 آذار "سيادة، استقلال، حرية".

وشدد على أن الكتائب لم تحد قيد أنملة عن خطها السيادى الاستقلالى الميثاقى منذ تأسيسها فى عام1936، فى حين أن بعض الحلفاء بحجة الواقعية السياسية أو المصالح الآنية يسايرون فى مواضيع نعتبرها ثوابت وطنية، فالكتائب لا تنظر للسياسة بمنظار المصالح الأنية بل من الناحية المبدئية.

وقال "لذا نتشبث فى بعض المواقف التى يراها البعض تحتاج إلى مرونة، ولكن الاختلاف فى وجهات النظر لا يمس بجوهر حركة 14 آذار التى تجمع كل القوى السيادية والاستقلالية والسيادية فيها".

وشدد على أنه لا يمكن تحقيق مصلحة لبنان دون مشاركة كل مكوناته، ولذلك نصر على الحوار، وعلى أن يختار كل مكون من مكونات المجتمع اللبنانى ممثليه فى هذا الحوار.

وقال إن بعض الدول تدعم بعض القوى الداخلية بالمال والسلاح وكل أنواع الإمكانيات، من أجل تعطيل مسار لبنان الوطنى ومؤسساته، معتبرا أن بعض المسيحيين يتجاوبون مع هذه الدعوات المخلة بالمصلحة اللبنانية، ولولا هذه التأثيرات لبقيت اللعبة اللبنانية ضمن الإطار الدستورى، والبرلمان اللبنانى والمصلحة الوطنية.

وتابع قائلا "إن كل وسائل الضغط تستخدم لتغيير المعادلة اللبنانية بما فى ذلك القتل، ونعرف كم من الشهداء اللبنانيين سقطوا مؤخرا، نتيجة السياسة الرعناء المجرمة التى تمارس بحق الشعب اللبنانى، مثل اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى ورفقائه، ونجلى بيار الجميل وغيرهم".

وشدد على أن الاغتيال ليس من شيم الشعب اللبنانى وتقاليده، وهؤلاء الشهداء لم يسقطوا من أجل تطوير النظام اللبنانى، أو من أجل نزاع وطنى مشروع ضمن إطار المصلحة الوطنية الداخلية بل نتيجة طموحات وأهداف دول خارجية تسعى إلى فرض مصالحها على لبنان.

وحول موضوع تشكيل الحكومة وطرح 14آذار بقيادة تيار المستقبل بعدم مشاركة حزب الله، قال إن الطرح الذى يقول بتشكيل حكومة حيادية منطقى، مشيرا إلى أنه جرى الاتفاق فى إعلان بعبدا على حياد لبنان، ويعنى ذلك التزام كل الأطراف اللبنانية بعدم إقحام لبنان فى صراعات إقليمية، ورغم هذا الإعلان تورط حزب الله فى صراع ذى طابع مذهبى فى سوريا، وهذا خروج عن إعلان بعبدا وعن المصلحة الوطنية فإذن كيف يمكن الجلوس حول طاولة وهناك فريق لبنانى يخرج بشكل سافر وعلنى عن هذا التوافق الوطنى.

وأضاف "لكى نجلس حول طاولة حوار لبحث مصير الوطن يجب أن يكون هناك حد أدنى من الثقة والالتزام بما تم الاتفاق عليه".

وتابع قائلا "إنه من هنا نفهم موقف تيار المستقبل، ولاسيما أن كل هذا التورط أخذ منحى مذهبى إلى حد بعيد، ورغم ذلك فيجب أن نصل إلى توافق يحفظ البلد وينفذ الاتفاقات المعقودة والمواثيق الوطنية"، مضيفا أنه "من مصلحة الجميع أن يعودوا إلى كنف الدولة الوطنية اللبنانية، ويحترم آخر اتفاق وطنى، وهو"إعلان بعبدا".

وردا على سؤال بأن حزب الله يقول فى المقابل إن الحكومة لن ترى النور إلا بمشاركته، تساءل الرئيس اللبنانى الأسبق كيف يطبق ذلك.. هل بالسلاح؟، وهل يحكم أى بلد بسلاح غير السلاح الشرعى؟.

الظاهرة السلفية فى لبنان
وحول رأيه فى الظاهرة السلفية ومدى خطورتها فى لبنان.. قال الجميل "لا اعتقد أن ظاهرة أحمد الأسير تقتضى أن نعطيها أهمية أكبر مما تستحق، طالما أن مختلف القيادات المنتخبة ديمقراطيا فى مدينة صيدا، أو التى تمارس القيادة منذ عقود من الزمن، ترفض ظاهرة الأسير، وبالتالى لا يمكن أن نعتبر أن هذا التيار التكفيرى يعبّر عن مشاعر أهل صيدا(عاصمة الجنوب اللبنانى).

وحول المخاوف من ازدياد نفوذ جبهة النصرة فى سوريا، قال إن مثل هذه المخاوف موجودة فى سوريا ومصر وكل مكان، وهذه ظاهرة فرضت نفسها فى بعض المواقع فى العالم العربى، وانطلقت مع أسامة بن لادن، وهى حالة أمنية محصورة ولا أعتقد أن المسلم اللبنانى يمكن أن يتجاوب مع هذه الدعوات التى ستبقى معزولة.

وحول العلاقة مع العماد ميشال عون، قال الجميل إننا نتواصل مع الجميع خاصة فى مجلس النواب، ولكن تبقى هذه العلاقة فى إطار الضيق.

وردا على سؤال هل لو طرح فكرة التمديد للرئيس اللبنانى ميشال سليمان فى ظل حالة الفراغ الموجودة هل ستؤيده، قال "إن هذا من السابق لأوانه".

وحول هل يمكن أن يكون أمين الجميل هو المرشح التوافقى القوى القادم لرئاسة لبنان، أجاب قائلا: ليس أنا الذى يقرر كونى رئيسا توافقيا، بل إن القوى السياسية الوطنية هى التى تحدد من هو المرشّح التوافقى أو التصادمى، وعلى كل حال هذا ليس مطروحا فى الوقت الحاضر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة