أحمد راتب.. "الفيلسوف الشعبى" الذى أبكى الجمهور بعد سنوات الكوميديا

الأربعاء، 07 أغسطس 2013 01:10 م
أحمد راتب.. "الفيلسوف الشعبى" الذى أبكى الجمهور بعد سنوات الكوميديا أحمد راتب
كتب محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى..
اعتاد الجمهور كثيرا أن يرى الفنان أحمد راتب فى أدوار كوميدية، والجميع يتذكر دوره الشهير فى مسرحية «سك على بناتك» والتى قدم فيها شخصية دكتور سامح ضعيف الشخصية، كما أنه قدم عدة أدوار كوميدية مع النجم عادل إمام الذى كان يجد فيه الرفيق المناسب لأفلامه والذى يضيف بريقا خاصا لها بأداء كوميدى سلس بعيد عن المبالغة أو الاستظراف، ليثبت أنه فنان كوميدى من طراز خاص لا يقدم البطولات المطلقة، ولكن السينما لا تستطيع أن تنجب فنانا كوميديا مثله ليظل أداؤه السلس وصوته المميز علامة كوميدية فارقة فى السينما.

وبنفس الأداء السلس والبعيد عن التكلف يفاجئنا أحمد راتب بأدوار فى دراما رمضان الحالى بعيدة عن الكوميدية، ليجعلنا نندهش ونتساءل كيف لهذا النجم خفيف الظل أن يقدم لنا شخصيات تجعلنا نبكى أحيانا، ونتعاطف معها فى أحيان أخرى، خصوصا دوره المميز فى مسلسل «الداعية» حيث يجسد شخصية «عم عبده» وهو والد الداعية يوسف أو هانى سلامة فى المسلسل، وبدت الشخصية فى الحلقات الأولى للمسلسل شخصية مثيرة للانتباه، فابنه يتبرأ منه، وفى المنزل ومع زوجته الثانية نجده صاحب مزاج ويثور وينفعل بين الحين والآخر، لكنه طيب القلب أيضا ويحب أبناءه، ويشعر أنه قام بغلطة كبيرة فى شبابه، ولكنه يحاول أن يتأقلم مع حياته فى الوقت الحالى، وتكمن صعوبة تلك الشخصية فى أنها ليست أحادية بل يكمن فى داخلها الكثير من المشاعر المتناقضة، فهو أخطأ فى حق أولاده ويشعر بالندم وفى الوقت نفسه يعيش لمزاجه، ويحب زوجته الجديدة، وأيضا يغضب عليها كثيرا وهو ما برع فى نقله أحمد راتب للمشاهد، لنرى فيلسوفا شعبيا جار على شبابه فجارت عليه شيخوخته، ولعل المشهد الذى يظهر فيه جالسا فى ورشته ويدندن أغنية «بين شطين وميه» يوضح لنا الكثير من تفاصيل تلك الشخصية المحبة للفن والمتعلقة بالماضى والتى تدافع عن القيم الباقية فى حياتنا.

وتتلامس تلك الشخصية مع شخصية أحمد راتب الحقيقية، فهو محب للغناء والفن القديم، ويدافع دائما عن القيم الأصيلة التى يرى أنها لا ينبغى أن تتوارى فى مجتمعنا المصرى.

ولشدة حبه للفن لا يفرق راتب - ورغم مكانته الفنية - بين دور كبير أو صغير فى أى عمل فنى، بل ينظر فقط إلى قيمة ذلك الدور، وهو ما دفعه للظهور فى مشاهد قليلة بمسلسل «بدون ذكر أسماء» مجسدا شخصية اللواء رشدى حافظ، ذلك الرجل المسن والفاقد للبصر والذى يستعين بأحمد الفيشاوى أو «عاطف» ليقرأ له الصحف لمعرفة ما يدور فى العالم من حوله، وأيضا يتحسر على الأوضاع التى آلت إليها البلاد.

ويبدو أن راتب رفض أن يمر رمضان هذا العام دون أن يغلبه الحنين إلى الأعمال الكوميدية، حيث يشارك فى بطولة مسلسل «حاميها حراميها» مع الفنان سامح حسين، ليشبع طاقته الكوميدية التى عرفه الجمهور من خلالها فى بداية تألقه الفنى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة