نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن علاج بعض ضحايا الحرب الأهلية السورية فى مستشفيات إسرائيلية، وقالت إنه مع احتدام القتال بين قوات الحكومة السورية والمعارضة فى الأشهر الأخيرة فى مناطق قريبة من مرتفعات الجولان السورية، فإن عشرات من الضحايا السوريين توجهوا سرا عبر الحدود المعادية من أجل الحصول على علاج لإنقاذ الحياة فى بلد وصف دائما بالعدو، وهو إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن أغب السوريين الذين يعالجون فى مستشفيات إسرائيلية من الرجال فى العقد الثالث والرابع من العمر، والعديد منهم مصاب بأعيرة نارية ممن يفترض أنهم شاركوا فى القتال ، لكن فى الأسابيع الأخيرة كان هناك المزيد من المدنيين الذين عانوا من جروح التفجيرات وبينهم نساء وأطفال وصلن وحدهن وفى حالة صدمة، مشيرة إلى إن إسرائيل أعلنت مرارا سياسة عدم التدخل فى الحرب الأهلية السورية، بغض النظر عن استعداداها لضرب مخازن الأسلحة التى تعتبرها تهديدا لأمنها، كما أوضح المسئولون أن إسرائيل لن تفتح حدودها المحصنة بشكل متزايد أمام تدفق اللاجئين مثلما فعلت تركيا والأردن، نظرا لأن إسرائيل وسوريا لا تزالان فى حالة حرب.
إلا أن السلطات الإسرائيلية وافقت على هذه الاستجابة الإنسانية البسيطة للمأساة التى تحدث فى سوريا، لتوازن عقود من العداء مع مطالب القرب والجوار.
ويقول مسعد برهوم، المدير العام لمستشفى الجليل الغربى فى نهاريا التى تبتعد بنحو ستة أميال عن الحدود اللبنانية، إن أغلب من يأتون إلى المستشفى يعانون من إصابات فى الرأس وهم فاقدون الوعى، لافتا إلى أنهم يستيقظون بعد بضعة أيام ويسمعون لغة غريبة ويرون أشخاصا غرباء، ولو كانوا قادرين على الكلام، فإن أول سؤال يطرحونه هو "أين نحن؟".
ويضيف قائلا "إنهم يكونوا فى حالة من الصدمة الأولى عندما يسمعون إنهم فى إسرائيل"، ومضت الصحيفة قائلة إن هوية المرضى تظل تحت حراسة مشددة لضمان ألا يكونوا فى خطر عندما يعودون لسوريا.
ويجلس جنود أمام العنابر لحماية البالغين من التهديدات المحتملة والصحفيين المتطفلين، لكن الأطباء سمحوا بالدخول للأطفال فى العناية المركزة بشرط ألا تنشر تفاصيل يمكن أن تضر بسلامتهم.
ومثل العديد من المستشفيات الإسرائيلية، فإن هذا المستشفى يضم مزيجا من العرب واليهود، وبعض الموظفين والأطباء وممرضات وفريق عمل يتحدثون العربية.
وتحدثت الصحيفة عن بعض الأطفال الموجودين فى هذا المستشفى ومنهم فتيات واحدة عمرها 3 سنوات عانت من آثار انفجار، وأخرى عمرها 13 عاما تتعافى منذ أكثر من شهر من إصابات تطلبت جراحة معقدة لوجهها وذراعها وساقها، وكان شقيقها قد ذهب إلى السوبر ماركت فى قريتهم عندما سقطت قذيفة، حيث قتل شقيقها فى الهجوم.
نيويورك تايمز: سوريون من ضحايا الحرب الأهلية يتلقون علاجا فى إسرائيل
الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 10:26 ص