حينما نتأمل ساحات الصدام والقتل والدماء والسب العلنى لقادتنا على لسان قيادات الإخوان وحلفائهم فى رابعة العدوية والنهضة، وغيرها من بؤر الإرهاب، نشعر أن الأمن القومى المصرى أصبح مستهدفاً فى مقتل، ومن مظاهر تهديد الأمن القومى: أولا شعور المواطن بأنه مهدد فى أمنه وأحياناً حياته، بل حتى فى حركته اليومية ورغبته فى الانتقال والمرور، أى أنه يعيش غريباً فى بلد يحكمها من احتلوا المكان وفرضوا السيطرة وارتكبوا الجرائم التى لم ترها مصر على مدى تاريخها. ثانيا من دخلوا رابعة العدوية أو النهضة من غير الإخوان هم رهائن لا يملكون حق الخروج ولا الحركة إلا بالأمر والطاعة بعد أن سحبت منهم بطاقات تحقيق شخصياتهم. ثالثاً بلغ جبروت «المحتلين الجدد» أن يفرضوا تهديد الأمن القومى على أطفال مصر الأبرياء، وأن يقتلوا طفولتهم بأن يجبروهم على حمل أكفانهم. رابعاً أما التهديد الأكبر فكان خلق حالة من الفوضى والقلق التى تسببت فى حرمان مصر من السياح الذين عشقوا هذا البلد واعتادوا أن يأتوا إليه بالملايين بالخير الوفير على الغطاء النقدى بالبنك المركزى.. وحزنت وأنا أستمع للوزير القدير زعزوع وهو يصارح الرأى العام أن مناطق كثيرة من بلدنا الذى أبهر شعوب العالم لم يأت إليها سائح واحد، كيف يغفر الله لمن سمحوا لأنفسهم بتخريب هذا البلد وعملوا على إفقاره؟ وهنا يكمن خطر تهديد الأمن القومى الاقتصادى والمالى. خامسا، هناك تهديد من نوع جديد لأمن واستقرار دولة القانون والعدالة بهذه الحملة الشرسة فى الداخل والخارج التى تطالب بالإفراج عن قيادات إخوانية متهمة بجرائم خطيرة مثل التجسس وتجنيد آلاف من رجال القاعدة والجهاديين ليهددوا سيناء، واستهداف رجال الشرطة والجيش، وكان من الغرابة بمكان أن تأتى قيادات من ألمانيا وفرنسا التى تحمى وتفتخر باحترامها للقانون والقضاء لتطالب بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى دون احترام لاستقلال وقدسية عدالتنا. سادسًا سقط فى ساحة المعركة كثير من الشهداء من أبناء الشرطة والجيش، ولكن الظالمين والمعتدين رفضوا أن يعطوا لهؤلاء الشرفاء لقب الشهداء وهم يدافعون عن هذا الوطن وعن أنفسهم فى أداء مهمتهم.
وسمح الانحطاط الخلقى لبعض من كانوا فى رابعة العدوية أن يهاجموا ويسبوا أبطال مصر من القوات المسلحة ورئيسهم الفريق السيسى الذى أحبه الناس ورئيس الأركان المحترم الفريق صدقى صبحى، وكذلك وزير الداخلية القدير على لسان صفوت حجازى.
وأرجو من المسؤولين عن كرامة مصر وجيشها ألا يتهاونوا فى رد الاعتبار لجيشنا واتخاذ ما يلزم حيال ذلك من إجراءات قانونية، لأن هيبة الجيش والشرطة من هيبة الدولة، وحماية هيبة الدولة هى أساس لحماية الأمن القومى.رحم الله عملاق الأمن القومى اللواء الراحل عمر سليمان الذى كشف مسبقاً وكأنه كان يرى ما سيصيبنا من أذى ممن هربوا من السجون وتعاونوا مع الخارج وأعدوا العدة للتخريب الممنهج.
الخلاصة، إننى أعلم تماما أن الثلاثين مليونا من الوطنيين المخلصين، وعلى رأسهم حركة تمرد الذين نزلوا لتفويض الفريق السيسى وقيادات الجيش بتنفيذ مطلب شعبى لعمل ما يلزم للقضاء على الإرهاب، شعر جزء مهم منهم أن قرار مجلس الوزراء بإنهاء احتلال رابعة العدوية والنهضة من الإرهابيين والخارجين عن القانون، قد تأخر بعض الوقت، وكنت أخشى أن ينفد صبر هؤلاء الوطنيين الذين يريدون سرعة استعادة الوطن لكرامته وعافيته وسحق خطر الإرهاب كما أشرت فى مقالى السابق، ويهمنى على مسؤوليتى الخاصة أن أطمئن هذه الشريحة الشريفة من شعبنا أن القيادة السياسية ووزير الداخلية سينفذون ما وعدوا به لأنه كان «وعد شرف».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة