أحمد دومه

عن فضّ الاعتصام.. وأشياء أخرى!!

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 02:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقبع الكثيرُ من أبناءِ الثورةِ الآن فى منطقةٍ رماديّة لا تنتمى لأىّ المعسكراتِ الواضحة فى المشهد الآن، ضبابيّة المشهد والخصومة السابقة مع كلا الفريقين «الدولة - الإخوان» تجعل اتّخاذ موقفٍ واضحٍ أمراً غايةً فى الصعوبة والقسوة على نفوسهم، خاصّة أن قراراً ما بفضّ الاعتصامات- المسلّحة- فى رابعة العدويّة والنهضة قد صدر، والجميع يدلو بدلوه ما بين مؤيّدٍ لإبادة المعتصمين عن بكرة أبيهم أو على الأقلّ تفويض «السيسى» للتعامل مع الأزمة، وبين معارضٍ يرى أن مؤسسات الدولة ليسوا سوى مجموعة من القتلة الذين يجب ألا نسمح لهم باستخدام القمع والعنف الذى كانوا يستخدمونه ضدّنا حتى لو كان ذلك فى مواجهة الإخوان، وبين الرأيين يقفُ آخرون- وأنا منهم- يبحثون عن حلٍّ ثالثٍ لا يُفرِّط فى دماء من سقطوا قديماً من رفاق الثورة وصحبة الدرب، وفى الوقتِ ذاته لا يسمح بهدم آخر الحصون فى مواجهة «الإرهاب المتأسلم» سواء القوات المسلّحة أو الداخليّة - كمؤسسات!!
المعضلةُ الأصعب تكمن فيما لو وافقت السلطةُ على ما اقترحناه سابقًا بحصار الاعتصامات وتجفيف منابعها لمنع وصول أى شكل من أشكال دعم لوجيستى لها، مع تفتيش الخارجين منها بحثاً عن سلاح ثم تركهم بسلام، ومنع خروج أيّة مسيرات خارج إطار الاعتصام، ماذا لو تمّ تطبيق هذا المقترح- وهو الأمثل فى رأيى- ثمّ بدأت قوّات من الجيش والشرطة فى عمليّة الحصار فبادرها المعتصمون بإطلاق الرصاص- وهو الأكثر توقّعاً- فتردّ القوّات الاعتداء بمثله ويتحوّل الأمر إلى «مجزرة» هل سندعم حقّ «الدولة» فى فضّ الاعتصام بالقوّة أم سنكرر الحديث عن رفض الحلول الأمنيّة فى التعامل مع الاعتصامات؟! أظنّ أنّ الخروج من هذه المتاهة يحتاج للإجابة على عدّة تساؤلات: هل يصحّ أن نساوى بين الاعتصامات السلميّة التى تطالب بحق وبين التجمّعات المسلّحة التى تهدد أمن الوطن؟! هل نحن ضد وجود الدولة كفكرة أم أن مشكلتنا مع منهجها فى التعامل مع المواطنين وسياساتها وانحيازات السلطة فيها؟! هل الوقت مناسب الآن لإنهاء حساباتنا القديمة مع من أجرموا فى حقّ الثورة والوطن من الشرطة والمجلس العسكرى السابق، أم أن المعركة الآنيّة تحتم علينا تأجيل الصراع لحين الإبقاء على الوطن الذى سنتصارع فيه على هذه الحقوق؟! هل- فعلاً- كلّ الدم حرام، أم أنّ هناك من لا يستحقّون الحياة نظيراً لما اغتصبوه من حقوق غيرهم فى الحياة؟! كيف تدخل الأسلحة إلى مقار الاعتصامات؟ ولماذا لا تمنع الداخليّة الحافلات القادمة من الأقاليم والصعيد من الوصول للاعتصامات إذا كانت فعلاً تريد إنهاء الأزمة وليس تأجيجها؟! أظنّ أنك- عزيزى القارئ- ستكون قادراً على اتّخاذ موقفٍ فور الإجابة عن هذه التساؤلات، رغم أنّ فى أجوبتها كثيرا من المسؤوليّة التى ستقع على عاتقك فور ما تتخذ موقفاً تقتنع به!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة