جورجيا ما زالت تضمد جراحها بعد خمس سنوات على الحرب مع روسيا

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 12:33 م
جورجيا ما زالت تضمد جراحها بعد خمس سنوات على الحرب مع روسيا رئيس الوزراء الجورجى بيدزينا إيفانشفيلى
غوغوتيانكارى (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تدم الحرب الروسية الجورجية فى 2008 سوى خمسة أيام لكن بعد خمس سنوات ما زالت جورجيا التى تكبدت هزيمة نكراء فى نزاع بدأته تبيليسى فى محاولة استعادة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية، تضمد جراحها، ولا تزال أثار الحرب واضحة فى قرية غوغوتيانكارى الصغيرة.

وتقطع البساتين أسلاك شائكة يبلغ ارتفاعها مترا، وتقسم المنطقة إلى قسمين، واحدة تسيطر عليها اوسيتيا الجنوبية المدعومة بموسكو بينما تخضع الثانية إلى إدارة جورجيا، ويخص الأمر شخصيا أميران غوغوتيشفيلى- احد الجورجيين القلائل جدا الذين بقوا فى هذه المنطقة بعد حرب 2008- إذ أن بستانه الذى كان مورد عيشه الوحيد تقريبا فى السابق أصبح الآن فى الجانب الآخر من الأسلاك الشائكة.

وقال الرجل (67 سنة) لوكالة فرانس برس وهو ينظر إلى حطام محروقة لما كان فى الماضى منزل احد أفراد عائلته "اشعر وكأننى أعيش فى سجن"، وقال غوغوتيشفيلى متنهدا أن خفر الحدود الروس المنتشرين فى اوسيتيا الجنوبية منذ الحرب الخاطفة، هم فقط الذين يدخلون بستانه مع كلابهم، واوسيتيا الجنوبية المستقلة عمليا منذ النزاع المسلح خلال التسعينيات، كانت قبل الحرب مجموعة من القرى تسكنها قوميتان واحدة من اوسيتيا والثانية من جورجيا يتعايش سكانها وحتى يتزوجون من بعضهم البعض.

وبعد الهجوم الذى شنته جورجيا ليل السابع إلى الثامن من أغسطس ردت روسيا بعملية عسكرية واسعة النطاق اجتاحت خلالها قسما من جورجيا، وبعد الحرب التى استمرت خمسة أيام اعترفت روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، وهى منطقة انفصالية جورجية أخرى وأقامت فيهما قواعد عسكرية، وتركت معظم القرى الجورجية ودمرت منازلها أو أحرقت.

وقال غوتشا مركيشفيلى (28 سنة) الذى تعبر قريته خورفاليتى أيضا أسلاك شائكة أن "كل الذين كانت لديهم أماكن يلجأون لها (فى مكان أخر) رحلوا"، لكنه أضاف "أنا لم يكن لى أى مكان آخر فاضطررت إلى البقاء"، واستقر سكان آخرون مثل ليلى بريدزى فى مخيمات إقامتها السلطات الجورجية قرب الحدود.

وأصبحت المعلمة السابقة تعيش فى منزل صغير من الاسمنت فى مخيم يأوى حوالى ألفى لاجئ فى تسيروفانى، وقالت المرأة التى اضطرت إلى مغادرة منزلها بعد ان احتلت القوات الروسية والاوسيتية مسقط رأسها فى اخالغورى "أكيد أن الأفضل هو الإقامة فى مسقط الرأس".

وبعد خمس سنوات أعلن وزير إعادة الاندماج الجورجى باتا زكاريشفيلى حصيلة محبطة للحرب وقال أن محاولة الرئيس الجورجى ميخائيل ساكاشفيلى فى 2008 تسوية هذا النزاع الحدودى بالقوة أدت بالنهاية إلى "نتيجة غير متوقعة: وهى حرب حقيقية ومزيد من اللاجئين ومن المعاناة البشرية"، وصرح الوزير لفرانس برس "لم يحصل أى طرف من هذا النزاع عما كان يريده"، وقد تغير المشهد السياسى فى جورجيا اليوم.

وتشهد البلاد مرحلة تعايش صعبة بين الرئيس الموالى للغرب ميخائيل ساكاشفيلى ورئيس الوزراء الثرى بيدزنا ايفانيشفيلى الذى فاز ائتلافه المعارض بالانتخابات التشريعية فى أكتوبر 2012.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة