ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية اليوم الثلاثاء إنه بعد مرور قرابة عام على تهديد تركيا بشن عمل عسكرى ضد جماعة كردية فى سوريا، تسعى أنقرة الآن إلى تعزيز علاقاتها مع الأكراد وسط مخاوف من أن قتالهم مع الإسلاميين المتشددين قد يزعزع استقرار وأمن تركيا بل ويقوض أيضا الجهود الرامية للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى إلى أن التحركات التركية تأتى ضمن جهودها لتعزيز اتصالاتها مع الجماعات الكردية فى أنقرة وعبر المنطقة بأسرها حيث من المنتظر أن توقع تركيا الشهر القادم اتفاق للطاقة مع الحكومة الإقليمية الكردية فى شمال العراق ،التى كانت دوما تندد بها، والتى أصبحت الآن حليفا وثيقا لها.
وأوضحت الصحيفة أن تركيا دخلت أيضا فى عملية سلام مع حزب العمال الكردستانى الذى حاربته لمدة ثلاثة عقود ،كما بدأ مقاتلو الحزب الانسحاب من المنطقة التركية وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذى ابرم منذ شهور ماضية رغم حالات التوتر والشك المتبادلة.
وأضافت الصحيفة أن المسئولين الأتراك لطالما تعاملوا بحالة من الشك العميق تجاه أكراد سوريا لأنهم ،خلافا لأكراد شمال العراق، منبثقون عن حزب العمال الكردستانى فى تركيا. والمح رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان منذ عام مضى إلى اللجوء إلى استخدام الخيار العسكرى عندما قال " لن نسمح بجماعة إرهابية أن تقيم خياما فى شمال سوريا وتهدد تركيا".
ولفتت الصحيفة إلى أن القتال العنيف بين حزب الاتحاد الديمقراطى والجماعات الجهادية وعلى الأخص، جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، على الحدود أزعج الحكومة التركية التى تريد الإطاحة بالرئيس السورى لكن تركيا لم تشعر بالاستياء فقط من آثار الدمار الناتج عن القتال الدائر على حدودها ومقتل عدد من مواطنيها، بل رأت أيضا أن هذه المناوشات قد منعت الجيش السورى الحر من إرسال تعزيزات إلى مناطق قتال حاسمة فى محافظتى حلب وحمص.
وتابعت الصحيفة أن الحكومة التركية دعت الشهر الماضى صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطى للقاء مسئولين فى أجهزة الأمن والاستخبارات بهدف " محاولة ضم أكراد سوريا إلى المعارضة المسلحة ضد الرئيس الأسد، والاعتراف بهم كلاعب أساسى فى الحياة السياسية فى سوريا".
ونقلت الصحيفة عن صالح مسلم قوله إنه " الأسلحة التركية لاتزال تتدفق إلى المنطقة وبخاصة إلى جماعة جبهة النصرة إلا انه أكد على أنه لا يثق فى نوايا تركيا".
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة أن عددا كبيرا من الأكراد يتهمون تركيا، التى فشلت فى وقف محاولات الولايات المتحدة فى إدراج جماعة جبهة النصرة فى قائمة الجماعات الإرهابية، بدعم الجهاديين على الحدود وهو ما تنفيه أنقرة.
الفاينانشال تايمز: تركيا تسعى لتعزيز العلاقات مع أكراد سوريا لتبديد مخاوفها الأمنية
الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 11:09 ص
الرئيس التركى عبدالله جول
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة