أحمد ماهر

الداخلية تانى

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 02:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان سلوك وزارة الداخلية من الأسباب الرئيسية لقيام ثورة 25 يناير 2011، والجدير بالذكر أن 25 يناير كان عيد الشرطة، وأنه قد تم تنظيم عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية ضد انتهاكات الشرطة فى 25 يناير 2009 و2010، فمهما زاد التضليل لا أحد يستطيع إنكار ما كان يميز عهد مبارك طوال الـ30 عاما من الاعتقالات والتعذيب وحصار النشاط السياسى وتقييد حرية الرأى والتعبير والتنصت على المواطنين وتنظيم المؤامرات للأحزاب والتحكم الكامل فى كل وسائل الإعلام وإغلاق الصحف وحبس الصحفيين وتلفيق التهم.

وبعد 25 يناير، حاول الكثير من الباحثين والحقوقيين العمل على إصلاح المنظومة الأمنية، ولكن للأسف فشلت كل الجهود وقوبلت بالعبارة الشهيرة أن كلمة «تطهير» عيب، وأن الداخلية هاتصلح نفسها بنفسها، بالإضافة لتجاهل من فى السلطة لكل مجهودات إصلاح الداخلية سواء المجلس العسكرى أو الرئيس المعزول محمد مرسى.

وفى 25 يناير 2013 وفى خطاب مرسى لقوات الأمن المركزى، قال مرسى خطابا مثيرا للجدل، حيث ظل يغازل الداخلية والأمن المركزى، قائلاً: إن الداخلية فى القلب، وإنها شريك فى ثورة 25 يناير، ظنا منه أن مغازلة الداخلية ستحمى نظام الإخوان، وأن إطلاق يدها فى قمع معارضيه سوف يقلل الاحتجاجات ضده، ففعل كما فعل مبارك فكانت 30 يونيو.

وكان خطاب مرسى مستفز للقوى الثورية، فإذا كرم مرسى قيادات الداخلية وأعطى لمحمد إبراهيم كل الصلاحيات لقتل واعتقال المعارضين وأعطاهم الحماية والأمان من أى محاسبة، وإذا أشاد مرسى بدور الداخلية وتملقهم طلبا لحمايتهم له فمن الذى قتل ثوار 25 يناير؟ ومنذ أيام كان هناك مؤتمر صحفى لوزير الداخيلة الجديد «نفس الوزير القديم فى عهد مرسى» وفاجأنا بعبارة أن الداخلية لم تطلق النار أبدا على أى متظاهر طوال تاريخها!
ربما يرى البعض فى محمد إبراهيم الوزير الشجاع الذى وقف مع الشعب ضد الإخوان، ولكن هناك من لن ينسوا أبدا أنه هو أيضا من كان يطوع الداخلية فى يد مرسى ويساهم فى بطش كل معارضى مرسى، وهو من أعطى أوامر بإطلاق النار على معارضى مرسى، ربما يرى البعض أنه لابد من ترك الداخلية «بعبلها» لأن محمد إبراهيم وقف ضد مرسى فى آخر لحظة ولولاه لما نجحت موجة 30 يونيو، ولكن هناك أيضا من لن ينسى أن محمد إبراهيم نفسه أعاد نفس الأساليب القديمة، وكلنا سمعنا أخبارا وشاهدنا فيديوهات تتحدث عن عودة التعذيب فى أقسام الشرطة وعودة المعاملة السيئة للمواطنين فى عهد مرسى وقت أن كان محمد إبراهيم وزير داخلية محبوبا لدى مرسى، وهناك من لن ينسى تعذيب وحبس- وأحيانا قتل- معارضى مرسى، وهناك من لن ينسى كريستى والجندى وعشرات غيرهما من معارضى مرسى استشهدوا برصاص الشرطة فى عهد محمد إبراهيم، كيف لم تطلق الداخلية رصاصة واحدة ضد الثوار؟ من قتل الثوار فى 28 يناير 2011، ومن قتلهم فى أحداث محمد محمود فى نوفمبر 2011، ومن قتلهم فى المظاهرات ضد مرسى فى 2013، نعم جميعنا يرغب فى وجود شرطة قوية ومحترمة وتراعى حقوق الإنسان وتعمل بالأساليب العلمية الحديثة، نعم كلنا نريد وزارة داخلية منظمة ومنضبطة وبها آلية واضحة للمحاسبة والشفافية.. نعم كلنا نرغب فى إعادة الأمن للشارع المصرى وفى تطبيق العدالة وعودة دولة القانون وعودة الانضباط وعودة الاستقرار، لكن بالتأكيد لن يتحقق شىء من هذا فى ظل وجود نفس هذه المنظومة وفى ظل وجود نفس الأشخاص.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة