الجولة الرابعة من المفاوضات بين الإخوان والجيش برعاية عربية وأمريكية.. قطر تدخلت فى المفاوضات لقرابتها من الإخوان وتأثيرها على القيادات للقبول بالحل السياسى.. وجميع المبادرات تمر عبر بشر ودرّاج

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 07:48 ص
الجولة الرابعة من المفاوضات بين الإخوان والجيش برعاية عربية وأمريكية.. قطر تدخلت فى المفاوضات لقرابتها من الإخوان وتأثيرها على القيادات للقبول بالحل السياسى.. وجميع المبادرات تمر عبر بشر ودرّاج لقاء هشام قنديل وقيادات إخوانية مع المسئولين الأمريكيين
تحليل- محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ تاريخ إعلان عزل الدكتور محمد مرسى من رئاسة الجمهورية وتكليف المستشار عدلى منصور برئاسة مصر مؤقتا لحين إجراء انتخابات رئاسية، أعقبها بدء اعتصام أنصار الرئيس السابق فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة واعتصام آخر بميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة ثم توالت الاعتصامات بعدد من المحافظات ودخلت القاهرة بعد ذلك كعاصمة عربية وعالمية محورا وبؤرة أحداث العالم يتوافد عليها كبار ساسة الدنيا لوضع حل للأزمة الراهنة بين الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس السابق محمد مرسى من جهة والرئاسة والمجلس العسكرى من جهة أخرى.

كان ضمن الزيارات المكوكية التى تتوافد على القاهرة من الشخصيات العربية والدولية زيارة وزير الخارجية القطرى وهى الأولى لمسئول قطرى بعد عزل مرسى، وإجراؤها فى هذا الوقت يعكس اعتراف دولة قطر بثورة 30 يونيو وبالنظام الجديد للحكم فى البلاد، وهو تطور مهم على الصعيد الدبلوماسى خاصة أن قطر كانت تمثل الدعم فى معونات مالية وخدمات مباشرة طيلة عام كامل من حكم مرسى.

تزامن زيارة وزير خارجية قطر مع زيارة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان فى يوم واحد فى القاهرة هو بداية لجولة جديدة من المفاوضات يمكن أن نطلق عليها بالمفاوضات العربية للوساطة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الجيش لحل الأزمة المصرية.

فهم آلية دخول مصر وقطر فى المفاوضات، يرتبط بشكل أساسى بفهم كواليس محادثات رؤساء وزعماء العرب فى الأسبوع الماضى، فقبل يومين زار الشيخ تميم بن حمد آل ثان أمير قطر، المملكة العربية السعودية، وتناول وجبة السحور مع العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، فى حضور أحد قيادات قناة الجزيرة القطرية، وتناولا الحديث بشأن مجريات الأحداث فى الوطن العربى، وتحديدا الوضع المصرى والصراع القائم فى مصر، وبعد هذا اللقاء بساعات أعلنت الدوحة زيارة وزير خارجيتها للقاهرة.

الاتفاق الثنائى بين السعودية وقطر، جاء بعد ترتيبات مسبقة مع دولة الإمارات العربية والتى تدعم النظام المصرى الجديد من أول يوم لدرجة أن حكومة الإمارات أسست صندوقا داخليا بالإمارات لجمع التبرعات لصالح الشعب المصرى.

الترتيبات التى تعدها الإمارات لم تكن معلنة قبل أسبوع مضى، حتى ظهر على الساحة خبر منع الدكتور محمد على بشر من السفر إلى دبى، وهو الخبر الذى لم يفسره كثيرون وقتها، غير أنه بعد انكشاف أغلب المعلومات على المشهد بدا واضحا أن زيارة بشر لدبى كانت للقاء مسئولين إماراتيين يسعون للوساطة بين الإخوان والجيش.

تكامل المشهد العربى والمتجسد فى مثلث الخليج العربى السعودية والإمارات وقطر، يمثل الورقة الأخيرة للمفاوضات وحل النزاع القائم فى مصر، خاصة أن كل طرف من الأطراف يتميز بقدرات نسبية فى التفاوض عن الآخر، فقطر قريبة من الإخوان المسلمين وترتبط بروابط قوية مع قياداتها، والإمارات ترتبط بروابط قوية مع قيادات النظام الجديد، والمملكة السعودية هى رمانة الميزان بينهما فى التفاوض.

بدء الجولة الرابعة من المفاوضات برعاية عربية من السعودية والإمارات وقطر لم يأت فقط من رغبة الحكام العرب فى لعب الدور، إنما جاء أيضا بترتيب مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، فهو يوصف فى قاموس العمل الدبلوماسى بأنه تحرك إقليمى بمطلب أوروبى أمريكى، خاصة أن هذا التحرك تزيد نسبة نجاحه عن أى تحرك سبقه على الصعيد الدولى.


المتابع للساحة المصرية يجد أن جولات المفاوضات بين الإخوان والجيش مرت بـ4 مراحل تفاوضية دولية فى 10 أيام، وشهدت 5 اقتراحات بمبادرات محلية، وتميزت بتغير نسبى فى مطالب المتفاوضين بداية من عودة الشرعية إلى الإفراج عن الرئيس إلى ضمان الخروج الآمن للمعتصمين.

المراحل التفاوضية بدأت بزيارة كاثرين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، إلى القاهرة ومقابلة كل أطراف اللعبة السياسية بداية من حزب النور وتمرد وجبهة الإنقاذ، مرورا بمجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية والفريق أول عبد الفتاح السيسى ونهاية بالرئيس السابق الدكتور محمد مرسى.

مفاوضات آشتون ترتب عليها نتائج إيجابية فى القضاء على مصطلح الانقلاب coup تماما من قاموس دول الاتحاد الأوروبى فى تعاملها السياسى مع الوضع المصرى، وهو ما ظهر فى أن أغلب الدول الأوروبية بعد زيارة آشتون اعترفت بأن 30 يونيو ثورة شعبية خالصة انحاز لها الجيش.

بالتزامن مع وقت مغادرة آشتون للقاهرة، كان وفد من حكماء أفريقيا يتجول فى القاهرة ويتقابل مع مسئولين عدة من أطراف اللعبة السياسية أيضاً، برئاسة أفا عمر كونارى رئيس مالى السابق، وتقابل الوفد مع الرئيس السابق محمد مرسى فى مقر حبسه بالفيلا العسكرية.

وقال كونارى إن هناك حاجة لإعادة النظر فى قرار الاتحاد الأفريقى بتعليق عضوية مصر.

هذه التصريحات القوية من رئيس لجنة وفد حكماء أفريقيا تعكس نظرة أفريقيا للثورة المصرية، وبالتالى فإن النتيجة الأكيدة هى أن أوروبا وأفريقيا أصبحتا لم يعد لديهما لبس فى الفهم والاقتناع بأن ما حدث بمصر هو ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا، ويتبقى الجانب الأمريكى الذى بدا متذبذباً فى بداية الأمر، ثم توقف عن التصريحات، ثم قال إنه لن يتدخل فى الشأن المصرى.


موقف الإدارة الأمريكية من القاهرة ظهر مع تحركين فى غاية الخطوة، أولهما قرار الخارجية الأمريكية بتغيير سفيرتها فى القاهرة آن باترسون والتى أخفقت فى مهمتها كسفيرة فى دولة محورية بالمنطقة ولم تقدر الوضع السياسى ولم تقدم الرؤية الحقيقية عن الوضع المصرى وساندت الإخوان المسلمين رغم فشلهم فى الحكم على حساب ثورة الشعب المصرى.

التحرك الأمريكى الثانى الأهم خطوة هو زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكى وليام بيرنز للمرة الثانية، وذلك لاستكمال مساعى الحلول السياسية فى مصر بعد مفاوضات كاثرين آشتون ووفد حكماء أفريقيا، فضلاً عن اعتراف جون ماكين بأن ما حدث فى مصر بـ30 يونيو ثورة شعبية أيدها الجيش بعيدا تماما عن أى مفهوم للانقلاب العسكرى.

بالتزامن مع المفاوضات الدولية الأربعة والوسطاء الدوليين، يوجد وسطاء محليون يلعبون دور التوفيق بين جميع الأطراف، ويعد هشام قنديل ومحمد سليم العوا وطارق البشرى أبرز الوسطاء الذين قدموا مبادرات للخروج من الأزمة، وبالفعل كان للأطراف الثلاثة دور أيضا فى الشراكة بين الوساطة المحلية والوساطة الدولية، حيث اجتمع قنديل بكل الوفود الأجنبية التى زارت القاهرة، والتقى آشتون وبيريز وبيرنارد ليون، وشخصيات أخرى تقوم بدور وساطة قوية.

واستطاعت أن تجلس مع طرفى الأزمة الحقيقيين الإخوان المسلمين والفريق أول عبد الفتاح السيسى، الشيخ محمد حسان، التقى أيضا بقيادات رابعة وبقيادات المجلس العسكرى واتفق على عدم فض الاعتصام بالقوة، بالإضافة إلى ذلك يلعب الدكتور محمد البرادعى دور الوساطة، ولكن بدبلوماسية رفيعة، ففى حوارين أجراهما البرادعى أحدهما مع الواشنطن بوست والآخر مع قناة الحياة، أكد أنه مع الحل السياسى السلمى ولا يميل إلى فض الاعتصام بالقوة ويأمل فى المصالحة الوطنية الحقيقية القائمة على عدم إقصاء أى فصيل.

ومن الطرف الآخر يمثل الدكتور محمد على بشر وعمرو دراج رأس الحربة فى جميع مفاوضات جماعة الإخوان المسلمين مع باقى الأطراف، فلم يخل أى لقاء من حضورهما، ولم يصدر أى تصريح عن التفاوض، ولا تقدم مبادرات إلا عبرهما، خاصة أنهما كلفا من قبل مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين باتخاذ جميع الإجراءات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة