يتميز التاريخ السياسى الحديث للدولة المصرية بحالة من الاستهداف الخارجى وكثافة الضغوط على القرار السياسى المصرى والتدخل الأجنبى الدائم فى شؤون الكنانة، حدث ذلك فى مواجهة الدولة التوسعية «لمحمد على» باتفاقية لندن 1840 كما حدث مرة أخرى فى مواجهة الدولة القومية «لجمال عبد الناصر» بهزيمة 1967، ولأن «مصر» دولة ملتقى، ولأنها كيان مؤثر فى كل من حولها فقد خضعت دائماً لمحاولات التدخل فى شؤونها، والتأثير فى قرارها، ورغم أن المصريين يملكون إرادة مستقلة تظهر عند اللزوم، خصوصاً عند الأزمات وأمام المحن إلا أن محاولة توجيه سياساتها تأتى من أهمية دورها باعتبارها دولة مركزية محورية تؤثر فى المنطقة كلها، أقول ذلك بمناسبة ما أراه من محاولة دس الأنوف فى الشأن المصرى من كل من له وزن دولى أو إقليمى وأيضاً ممن لا قيمة له بالمرة!