معصوم مرزوق

زهرة مصرية على مقبرة تونسية

الأحد، 04 أغسطس 2013 09:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مدينة سيدى بوزيد التى أشعل فيها محمد البوعزيزى شعلة الثورة العربية بجسده.. بين الآلاف من الجماهير التى احتشدت هاتفة باسم مصر وناصر والشعب العربى الواحد، ألقيت كلمة تأبين للشهيد محمد البراهمى الذى اغتالته رصاصات غادرة، قلت: «لم آت لأنعى الشهيد محمد البراهمى، وإنما لأقول له إننا على خطاه، وإنه سيبقى خالداً ليس فقط فى كتاب التاريخ التونسى وإنما فى كتاب التاريخ العربى، بل وفى الضمير الإنسانى الحر».

لن أنسى هذه اللحظات، وهتافات التونسيين تهدر بشعارات الوطن العربى الواحد، ثم اللقاءات التى جمعتنى بقيادات الثورة التونسية وزوجات الشهداء.. وعندما همسوا بوصول معلومات عن احتمالات للاغتيال أو التعرض بأذى للوفد المصرى، هتفت فى الحضور؛ «إنهم يظنون حين يقتلوننا أنهم يطفأون جذوة الحرية، ولكنهم لا يعرفون أنهم كلما أراقوا قطرة دم فإنها تتحول إلى زيت إضافى فى القناديل التى تضىء طريق الحرية».

قال لى بعض ثوار تونس، إنهم يعتقدون أن اغتيال الشهيد محمد البراهمى جاء رداً من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين على نجاح الثورة المصرية فى إزاحة حكم الإخوان عن مصر، وانتقامًا من إعلانه عن تشكيل التيار الشعبى التونسى على غرار التيار الشعبى المصرى، وقد علقت على ذلك بأنه كما يجمعنا الأمل، فإن الألم أيضًا يجمعنا، ولدينا الثقة فى الانتصار النهائى لقوى الحرية والاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية.
رأيت الدموع فى أحداق بلقيس وسارة ابنتى الشهيد المناضل التونسى محمد البراهمى، وحرمه أم عدنان.. ذلك الوحش الذى اغتاله رشق جسده بأربعة عشر طلقة، وحرمهن من أب حنون وزوج رائع.. قلت لهم: «إنها تونس الخضراء التى أهدت الثورة العربية محمد البوعزيزى الذى أشعل بجسده شعلة الحرية فى العالم العربى، فرأينا ضوءها فى القاهرة.. وهى تونس التى لا تزال تقدم الشهداء من أجل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.. شكرى بلعيد، ومحمد البراهمى.. نحنى الرأس لهؤلاء الذين قادوا الأمة العربية إلى طريق الحرية».
قالت لى ابنة الشهيد محمد البراهمى بلهجتها التونسية المحببة: «بابا كان بيحبكم بارشا يامصريين.. كان بيحب عبدالناصر»، وقالت لى زوجة الشهيد وهى تحتجز فى أحداقها فيضان الدموع: «أرجوكم.. لا تجعلوا استشهاده يخيفكم.. واصلوا النضال.. ذلك هو ما يخفف أحزانى».
شاركت فى مسيرة من أجل الشهداء فى سيدى بوزيد القرية التى أنجبت البوعزيزى ومحمد البراهمى.. كى نقرأ الفاتحة على كل شهداء النضال العربى، ونهتف ضد الإرهاب الأعمى، وفى صباح اليوم التالى وقفت أمام مقبرة الشهيد، تذكرت صورته الدافقة المتوهجة، وهو يخاطب شعب تونس ويحدثهم عن الأمل فى غد أفضل، وعن أحلامه لأرض تونس الخضراء، وقد امتلأت خيراً وعدلاً ونماء، وكأنه يبتسم وهو ينظر لى من تحت الثرى، ويقول كنت أخطط لزيارتكم فى مصر، ولكن شاء الله أن تسبقونى بالزيارة.. رأيت تلك الابتسامة الواثقة تنتشر فى كل ربوع تونس وهى تهتف بعزم: «لا شرعية بعد الدم».. رحم الله محمد البراهمى وكل شهداء الحرية بطول وعرض الوطن العربى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

المسلم من سلم الناس من لسانه ويده

عدد الردود 0

بواسطة:

المصري افندي

يا سيد معصوم

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

ياأيها الملأ أفتوني في أمري...ما حكم الكذب في نهار رمضان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة