فى ظل ما تشهده مصر من أزمات سياسية، بين ما يصفه البعض بثورة الشعب ضد نظام الإخوان المسلمين، وما يصفه البعض الآخر من انقلاباً عسكرياً، دعونا نبحث عن أسباب وجذور الأزمة وليس تداعياتها، فالبحث أو الحديث عن التداعيات كما يفعل البعض الآن ما هو إلا مضيعة للوقت لن تجدى نفعاً.
حيث إن حل الأزمة السياسية أو تسويتها يبدأ من البحث فى أسبابها أولاً وثانياً البحث عن سبل الحل أولاً: أسباب الأزمة هناك فى علم السياسية وأسس التفاوض، مبدأ يٌسمى ب (فرًق تسد )، وهو يعنى أنه عندما تكون مسؤول، لابد وان تمنع الفرصة لتكاتف وتكاتل المعارضين ضدك، وإذا حدث ذلك نتيجة أخطائك، فعليك أولاً أن تسعى لتفتيت معارضينك وتفريقهم ثم معالجة أخطاؤك وبتطبيق هذا المبدا على الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات جماعاته نجد الأتى..1- منذ اعلان نتيجة الانتخابات وفوز الدكتور محمد مرسى، كان هناك 12 مليون مواطن ضده تماماً، فبدلاً من يعمل على احتوائهم وتقليلهم إلى 3 مليون مثلاً، وتعزيز شعبيته، قام بالتكسير والتفتيت فى شعبيته بالأساس، من خلال التحالف الخاطئ مع الجماعات الدينية المتشددة وترك التيار المدنى. 2- ارتكاب الأخطاء الفادحة فى إدارة البلاد خاصة فى فترة ما بعد الإعلان الدستورى، وعدم السماع للآخرين من التيار المدنى، والاستمرار فى الخطأ معتمداً 3- قيام الجماعات الاسلامية بما فيهم الاخوان المسلمين بالتأييد المطلق والقبول التام لسياسات مرسى وهذا فى حد ذاته يخالف طبيعة النفس البشرية. 4- قيام جماعة الاخوان بالتشويه فى أى معارض لها واتهامه بأنه متآمر ولا يفهم شئ ً. 5- ومع ارتكاب العديد من الأخطاء بداية من الاعلان الدستورى وادارة ازمته، ومروراً بتصريحات قيادات الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية – المستفزة – والتى تنم عن جهل تام بثقافة الاحتواء وأساليب ادارة الدولة، ومروراً أيضاً بأخطاء الدستور وفضيحة المؤتمر الوطنى على الهواء مباشرة، واقترب الموعد، اقترب يوم 30 يونيو، وبعض الشخصيات كانت تحث الرئيس على فعل شئ لاحتواء الشارع قبل تفاقمه والرئيس لم يستجب، من هنا الخلل يا سادة.- لما صفوت حجازى يكون على المنصة وطائرة القوات المسلحة تحلق فوقهم ويقول للناس ارفعوا اصابعكم السبابة وقولوا اللهم أسقطها فسوف تسقط، وتلغى الناس عقولها كالعادة وكل الناس ترفع أصابعها وتدعى، من هنا الخلل يا سادة.- لما الإخوان نزلوا فى ميدان النهضة وقالوا إنهم 6 مليون وفيه من قال 10 مليون وأقسم محافظ الجيزة إن الميدان لم يستوعب أكثر من 40 ألف فرد وقالوا عليه باطل وكداب ودلوقتى بيقولوا إن ميدان التحرير لا يتحمل اكثر من 200 ألف فرد، ونفس الناس بتردد الكلام الذى ينفى ما قالوه سابقاً، من هنا الخلل يا سادة. -لما قيادات الإخوان والجماعات الإسلامية يطلعوا ويقولوا للناس إنها مؤامرة على الشريعة الإسلامية، إنها مؤامرة لترسيخ العلمانية ونحن على حق نحن نريد الله بهذا، والناس تصيح وتقول، نحن فى سبيل الله قمنا، الله مولانا ولا مولى لهم، ولما يواجهوا جيش بلدهم تجد انهم يقولون، نحن فى سبيل الله، الله اكبر، فمن هنا الخلل يا سادة.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة