إن السودان هي من دول أعالى النيل كما أن السودان هي ملتقى منابع وسريان كل من نهر النيل الأبيض ونهر النيل الأزرق بالقرب من مدينة الخرطوم السودانية، كما أن مصر والسودان هما من دول المصب لنهر النيل، كما أن السودان من الدول المطيرة والممطرة، كما أن السودان من الدول المعرضة للسيول والفيضانات المدمرة للمسكن والزرع والحرث والنسل وغيرها، من هنا فإن تفاقم خسائر الفيضانات في السودان يرجع إلي غياب وعجز الحكومة السودانية في تأمين الأليات والتقنيات والتكنولوجيات والإستعدادات والجاهزية اللازمة للتنبأ والإستشعار الإستبقاقي والوقائي بحدوث الفيضانات والكوارث المدمرة في السودان، كما يرجع إلي غياب وقصور وعجز الحكومة السودانية في هندسة تعظيم الإستفادة المثلي والإيجابية من مياه البحيرات والأنهار والفيضانات، كما يرجع إلي الصراع والإرث التاريخي والجغرافي الذي خلفه الإستعمار الأجنبي بين دول حوض نهر النيل المختلفة على حصص وموارد ومنابع ومصبات ومسارات نهر النيل المختلفة، علماً بأن الحكومة السودانية تفتقد إلي الرؤية الإستباقية والإستراتيجية لإدارة الكوارث والأزمات المائية والوطنية كما سيست كارثة الفيضانات الأخيرة جماهيرياً وإقليمياً ودولياً حتي لاتصبح حكومة فاشلة في إدارة الأزمات والكوارث، علماً بأن جميع البنية التحية للمنشآت المائية وجميع المنشأت المدنية وغيرها على إمتداد ضفاف بحيرات وأنهار النيل في السودان تفتقد إلي جميع المعايير والمقاييس ومعاملات الأمان الهندسية والفنية في مواجهة الكوارث والأزمات والفيضانات والسيول وغيرها في السودان، لذا يجب تقليل ومنع مخاطر وكوارث الفيضانات وذلك بدراسة إنشاء السدود والموانع والخزانات والهدارات والحواجز الميكانيكية الإيجابية اللازمة بما يعظم الإستفادة المثلي من مياه الفيضانات وبما يحقق زيادة حصص وموارد نهر النيل لكل من مصر والسودان معاً، علماً بأن مصر هي من عظمت وهندست الإستفادة المثلي من مياه مصبات ومصفات وفيضانات مياه النيل المدمرة للقري والمدن والزراعات وغيرها وكذا المهدرة في مياه البحر المتوسط كما قامت بتشييد وتخليد وبناء حضارات وادي النيل الخالدة على ضفاف مياه نهر النيل إلا أن مصر الأن معرضة لسنوات عجاف قادمة بسبب التهديدات الأثيوبية ببناء سد النهضة الأثيوبي والتحكم في منابع وحصص مياه نهر النيل، فماذا نحن الشعب والجيش والحكومة المصرية فاعلون في مواجهة تلك التحديات والمواجهات والسنوات العجاف القادمة لمصر وشعبها، فهل نحرم ونجرم وننبذ الإقتتال والتحارب والإنقسام المجتمعي والتناحر السياسي والتحزب الطائفي والصراع الدموي على مقاعد السلطة الزائلة ونكرس ونرسخ لأسس وقواعد الترابط والتسامح والتعاون والتكامل والمحبة بين جميع هياكل ومكونات المجتمع المصري كما نتكاتف ونتوحد جميعاً في صفاً واحداً في مواجهة حرب المياه القادمة من أجل بقاءنا وحياتنا وحاضرنا ومستقبلنا المهددة جميعها بالمخاطر والفناء ؟
د. حسن صادق هيكل يكتب: مواجهة المخاطر المائية وكوارث الفيضانات
السبت، 31 أغسطس 2013 03:03 ص