واصلت الصحف اللبنانية اهتمامها بالضربة العسكرية الغربية المحتملة لسوريا وتداعياتها على لبنان. وقالت صحيفة السفير اللبنانية إن ما وصفته بالخريطة الفرنسية للضربة العسكرية يتضمن أن تعبر صواريخ توماهوك كروز الأمريكية من فوق جبال لبنان فى اتجاه دمشق، موضحة أن السيناريو الهجومى الذى ترجحه مصادر عسكرية فرنسية لأهداف سورية، يضع لبنان فى مقدمة المشهد الحربى، باحتشاد البوارج الأمريكية على الخاصرة الشرقية للمتوسط، لضرب الغرب السورى والوسط، عبر جبال لبنان، بحسب جنرال فرنسى.
وتتضارب التوقعات فى الدوائر الفرنسية حول توقيت الضربة المحتملة، وكان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أعلن أن الضربة الأمريكية قد تتحقق قبل حلول يوم الأربعاء المقبل، سابقة بذلك يوماً واحداً «قمة مجموعة العشرين» فى سان بطرسبرج، لتلافى وضع الملف السورى على طاولة المساومات مع قادة «الثمانية»، أو تحويل الرئيس أوباما هدفا لضغوط روسية أو أممية لتأجيل الضربة، وتشتيت ما تبقى من احتمالات أمام الخيار العسكرى.
ويقول خبير أمنى فرنسى، إن الأجهزة الفرنسية تعتقد أن أوباما سيكون مجبرا على انتظار انقضاء مؤتمر بطرسبرج، وعدم الوصول إليه محاربا، ومحملاً بنتائج غير معروفة ومؤكدة مسبقة لعملية عسكرية تنطوى على الكثير من المخاطر الإقليمية وتطال أمن لبنان وسوريا والأردن وإسرائيل.
ويقول مصدر أمنى فرنسى، إن الصواريخ الأمريكية ستضرب أهدافا تتراوح بين 30 إلى 50 هدفا، وأن العملية لن تدوم أكثر من ساعات قليلة، وأن أكثر هذه الأهداف عسكرية سياسية تقع خارج المدن وتشمل مواقع لفرق النخبة، وبعض الثكنات، ومستودعات الذخيرة، والبنى التحتية، والقيادات السياسية والحكومية.
وأشار المصدر فرنسى إلى أن معظم الأهداف التى برمجتها الصواريخ الأميركية، يعلم بها الروس، وقد قاموا بنقل معلوماتهم إلى السوريين عنها، لإخلائها منذ الساعات الأولى، أما خبراء الأركان الفرنسيين، فيتوقعون عملية صاروخية أوسع قد تشمل أكثر من مئة هدف سورى ثابت.
ويقول مصدر عسكرى إن معظم هذه الأهداف قد تمت برمجتها فى الصواريخ الأمريكية منذ بدء الحديث عن العملية العسكرية فى سوريا، وقد تدوم أكثر من ليلة. وأضاف المصدر أن العملية ستكون سهلة وسريعة، لأنها لا تتطلب أى تدخل برى، ولن تطال أهدافاً متحركة.
وقالت الصحيفة إن الصواريخ الأمريكية ستضرب نوعين من الأهداف سياسية رمزية تشمل قصوراً رئاسية ومراكز حكومية، وأخرى عسكرية، من بينها ملاجئ الطائرات المقاتلة وتحصيناتها ومستودعات الذخيرة، وتجمعات الجيش، ومراكز الاتصال، وهيئات الأركان.
على صعيد متصل، نقلت الصحيفة عن الخبير الأمريكى فى الشئون العسكرية بروكس تجنر، الرجل كبير خبراء مؤسسة «أمن أوروبا»، ومحلل فى أسبوعية «جينس» الأميركية الشهيرة والمتخصصة بالشؤون الدفاعية، إنه فى غياب الأدلة "الشكوك ستبقى تراودنى بأننا أمام عراق آخر. أنا لا أقول إن الولايات المتحدة وحلفاءها يفعلون ذلك، لكن هذه الذاكرة التاريخية تبقى قضية حساسة، وعليهم دحض فكرة أنها محاولة لخدعة أخرى».
واعتبر فى تصريح للسفير أن القول بأن من وصفهم بـ"المتمردين لا يمكنهم الحصول على الأسلحة الكيميائية ليس سوى حجة زائفة. فمثلا غاز السارين، فمن جهة صنعه سهل، ويمكن نقله وإدخاله إلى البلد، ثم أن أنظمة ضربه ليست بالضرورة معتمدة على معدات عسكرية كبيرة ومعقدة ومتطورة، إذ يمكن تركيبه على أنظمة أسلحة صغيرة نوعاً ما، أو يمكن استخدامه عبر جهاز موقّت».
الصحف اللبنانية تواصل إهتمامها بالضربة المحتمله على سوريا
السبت، 31 أغسطس 2013 10:15 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة