أكرم القصاص - علا الشافعي

على درويش

الرجل الطيب والمعروف الذى لا يضيع

السبت، 31 أغسطس 2013 02:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلست مع أحد رجال التصوف الذين عرف عنهم الصلاح، وحبهم الشديد للخير، وحبهم لفعل كل ما ينفع الناس، كما كان يتمتع هذا الرجل الطيب ببصيرة، وحكمة، وفهم عميق لأحوال الدنيا والبشر بكل أنواعهم، وأيضا بخصالهم الطيبة والشريرة.

تناقشنا فى أحوال الدنيا، وما يجرى فيها على يد أهل الخير، وعلى يد أهل الشر والظلام. وأثناء الحديث الهادئ الأخوى قال الرجل الطيب بصوت وقور كأنه عزف ناى قديم قدم الزمن: «دعنى أقص عليك قصة تعليمية تمزج بين الأسطورة والحقيقة»، قلت له وأنا فى شوق لسماع القصة لعلى أتعلم منها شيئا: «أنا كلى آذان صاغية». قال الرجل الطيب: «كان هناك رجل يدعى عمار يعمل بالتجارة، وكان أمينا حتى أنه عرف باسم عمار الأمين، ولقد شعر الشيطان الملعون بالغيظ والحقد لإصرار عمار على الأمانة رغم الإغراءات التى قذفها الشيطان فى طريقه.. كان عمار ينجح والشيطان يفشل فى مهمته بجدارة. وتفتق ذهن الملعون عن فكرة، وبدأ فى تنفيذها.. اعتاد عمار أن يخرج إلى الصحراء ليتعبد مرة كل شهر، وعندما خرج وبدأ يصلى إذا بحية تهرع إليه وتطلب منه أن يخفيها، لأن هناك من يريد أن يقتلها، فقال لها عمار: «اختبئى فى جيبى»، فردت قائلة: «إنهم سيجدوننى، أخفنى فى بطنك ولن أضرك»، ووافق عمار على هذا، وفتح لها فمه، وتسللت الحية إلى أعماقه، ومضى وقت قليل، وجاء إبليس فى صورة رجل، وسأل عن الحية، فلم يرد عليه عمار لأنه لا يكذب.. مشى إبليس. طلب عمار من الحية أن تخرج، فردت عليه قائلة إنها لن تخرج، بل ستطلق سمها فى أحشائه. طلب منها عمار أن يصلى ركعتين، ثم بعدها تفعل ما تشاء. وبمجرد أن أنهى الصلاة حتى ظهر فارس وفى يده كوب ورمح، وطلب منه أن يشرب ما فى الكوب، ففعل، وصرخت الحية، وخرجت مسرعة من باطن عمار فضربها الفارس بالرمح فماتت. سأل عمار الفارس: «من أنت؟»، فقال الفارس: «أنا المعروف، أرسلنى الله إليك لفعلك الطيب». قال الرجل الطيب: لو فكرت فى حكاية عمار لوجدت فيها من الواقع الكثير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عاطف عبدالله

ناكر المعروف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة