محمود السيد يكتب: آه يا زمن البطولة.. متى تعود؟

الجمعة، 30 أغسطس 2013 11:31 م
محمود السيد يكتب: آه يا زمن البطولة.. متى تعود؟ الزعيم سعد زغلول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للبطولة معنى ومقام كبير فى وجدان الشعوب، يتبلور معناها على مر السنين، ولا ينبت فجأة، فمنذ عصر ما قبل التاريخ امتلأت الأزمان والحقب بكثير من سير الأبطال الشعبيين، نسجت حولهم الحكايات والأساطير، وأضفوا عليهم كثيرا من الخوارق التى لا تتفق مع العقل وتفوق قدراتهم كبشر، وتلك هى طبيعة الشعوب تبحث دائما عن بطل، عمن يحقق آمالهم، وأحلامهم، ورودًا تعبق الزمان بعبير الحرية والمساواة والعدل وكل القيم الإنسانية والدينية التى تتفق مع الفطرة، فلقد خلقنا الله أحرارا، ولأن هناك من يريدون محاربة فطرة الله التى فطر الناس عليها، راح فريق يسعى لاستعباد أناس باستعمار بلادهم، وهنا يظهر معنى البطولة من عهد أحمس فى الدولة المصرية القديمة وصولا إلى عنترة بين شداد وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ومحمد الفاتح وصولا إلى محمد على وابنه إبراهيم باشا.

فى كل المراحل التاريخية كان الناس يبحثون عن بطل يلتفون حوله واثقين فى حكمته وقيادته، وفى عصور الانحطاط تجد معنى البطولة يكاد يندثر ويتحدث الناس حديثا هامسا ثم يتعالى الهمس، ويعلو الصوت، وتنتقل فكرة الثورة من وإلى كل شخص، إلى أن تحدث لحظة الانفجار، فيثور الشعب، وهو فى ثورته تجول عيناه فى الأرجاء بحثا عن بطل، وينتقل الشعب المصرى من مرحلة ثورية إلى أخرى مرورا بثورة القاهرة الأولى والثانية وثورة عرابى ثم ثورة 19، والناس تلتف حول قائدها سعد زغلول بطل المرحلة التى انتهت بثورة 52، ها هو الشعب يلتف حول قائده جمال عبد الناصر، لكن من يريدون استعباد الأمة العربية مازالوا يتربصون بها ساعين لحبك المؤامرات والمعارك الحربية لإسقاط البطل، لكن الفكرة لم تسقط والشعب لن يموت، تولى أنور السادات آخر من تربع على عرش البطولة من الزعماء، فكان بحق بطلا للحرب، ومنذ ذلك التاريخ كاد معنى البطولة أن يندثر، ومعنى الانتماء أن ينكسر داخلنا على مدى ثلاثين عاما من التعتيم على ثروة الشعب، واحتكار الثروة والسلطة، وحرمان الفقراء والمهمشين من حقوقهم.

واختمرت الفكرة وتبلورت وكان لابد من الثورة، تلفت الناس فى لهفة وشوق يبحثون عن بطل وعبثا حاولوا فلم يجدوا إلا من يسرق ثورتهم، فثاروا عليه ثورة ثانية لما لاح لهم نور البطولة يهل عليهم من على البعد.. أخيرا وبعد أربعين عاما جاء من يحمل معنى البطولة، معنى طالما اشتاق الناس إليه عن حب ورغبة حقيقية فى استعادة كرامتهم.. أملين فيمن كان منهم أن يحقق أمالهم وينزع الحلم من الطين ورودا ورياحين، فطاف كل داع إلى الحرية وأمنياته الطيبة وأمله فى غد مشرق وفجر جديد.. نرى. . هل يعود زمن البطولة من جديد؟





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو فيروز

جنـــــــــــــــرال والله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة