توقع محللون أن تهيمن التطورات السورية على بورصة الكويت فى الأسبوع المقبل ولاسيما بعد أن شهد الأسبوع الحالى هبوطا حادا للمؤشر الرئيسى بالتزامن مع تصاعد التوتر واحتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية لدمشق.
وأغلق المؤشر الرئيسى أمس الخميس عند 7632.57 نقطة منخفضا 5.8% على مدار الأسبوع، وأغلق مؤشر كويت 15 للأسهم القيادية عند 1049.64 نقطة منخفضا 2.1% فى نفس الفترة.
وقال على النمش المحلل المالى، إن التأثير السلبى للأزمة السورية كان واضحا هذا الأسبوع على أسواق المنطقة والعالم ومنها سوق الكويت للأوراق المالية، مضيفا أن بعض المضاربين استغلوا هذه الفرصة لإجراء "عمليات تصحيح وجنى أرباح كثيرة وإعادة توزيع المحفظة الاستثمارية".
وقال محمد المصيبيح مدير المجموعة المحاسبية فى شركة الصالحية العقارية، إن الرابط بين بورصة الكويت والأزمة السورية "ضعيف" ومع ذلك تأثرت ثقة المتعاملين وهو ما جعل السوق تهبط مقتدية بالأسواق الخليجية الأخرى.
وأضاف أن أسعار كثير من الأسهم التى هبطت فى الأيام القليلة الماضية فى الكويت كانت "قد تضخمت إلى حد كبير" وهو ما جعلها مرشحة للتراجع.
وبسبب المضاربة على الأسهم الصغيرة ارتفع مؤشر بورصة الكويت الرئيسى فى النصف الأول من العام 42% قبل أن تتقلص هذه المكاسب إلى النصف تقريبا.
وكان المستثمرون الكويتيون يعولون كثيرا على فترة من الهدوء السياسى التى يمكن أن تدفع عجلة الاقتصاد بعد أن خرجت الكويت لتوها من أزمة سياسية امتدت شهورا وأدت لحل البرلمان مرتين.
وأجريت انتخابات جديدة فى يوليو، أسفرت عن انتخاب مجلس موال إلى حد كبير للحكومة التى دخلت فى أزمات متتالية مع برلمانات أخرى كانت تشكل المعارضة جزءا كبيرا فيها، وهو ما أنعش آمال المستثمرين فى المضى قدما فى المشاريع الكبرى التى أقرت ضمن خطة تنموية فى 2010 والتى لم ينجز الكثير منها بسبب التوترات السياسية.
وقال النمش، إن التهديدات بشن ضربة عسكرية على سوريا "أفادت الكويت" بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية لكن الأمر لن يكون كذلك على المستوى السياسى.
وقفزت عقود برنت ستة بالمائة والخام الأمريكى سبعة بالمائة فى يومين بعد أن أثارت التهديدات الغربية بشن هجوم على سوريا المخاوف، بشأن أمن إمدادات النفط فى الشرق الأوسط الذى يضخ ثلث إنتاج العالم.
وثمة مخاوف من أن تؤدى ضربة عسكرية لسوريا إلى اتساع نطاق الصراع ليشمل روسيا وإيران ومنتجين آخرين للنفط فى الشرق الأوسط.
كانت وكالة فارس للأنباء قالت فى وقت سابق هذا الأسبوع، إن إيران حذرت الولايات المتحدة من تجاوز "الخط الأحمر" بشأن سوريا، مضيفة أن ذلك سيكون له "عواقب وخيمة".
وقال النمش "مجرد التصريحات من قبل جار بهذا الأسلوب يقلق الفرد العادى فما بالك بالمستثمر فالقلق واضح."
ويعول المتعاملون فى بورصة الكويت على تدخل المحفظة الحكومية لدعم البورصة فى حالة هبوطها بشكل كبير.
ورجح النمش أن تتدخل المحفظة لمساندة بعض الأسهم وليس كل السوق فى حالة تعرضها للمخاطر.
محللون: التطورات السورية ستهيمن على بورصة الكويت الأسبوع القادم
الجمعة، 30 أغسطس 2013 12:17 ص