"محفوظ" اكتفى بأصداء السيرة الذاتية وأملى مذكراته على رجاء النقاش

الجمعة، 30 أغسطس 2013 04:53 م
"محفوظ" اكتفى بأصداء السيرة الذاتية وأملى مذكراته على رجاء النقاش نجيب محفوظ
كتبت عزة إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكتب الأديب الكبير نجيب محفوظ مذكراته، واكتفى بكتابة أصداء السيرة الذاتية وأملى مذكراته على الكاتب والناقد رجاء النقاش، ومنذ عدة سنوات قدمها الباحث الأدبى إبراهيم عبد العزيز فى كتاب جمع فيه مادة دقيقة وربط بينها ورتبها وقدمها كسيرة ذاتية باسم نجيب محفوظ وصدر الكتاب بعنوان "أنا نجيب محفوظ" تتبع فيه السيرة الذاتية التى بثها نجيب محفوظ فى أقواله وأحاديثه وتصريحاته على مدى سنوات عمره المديد، فى سياق موثق بزمانه ومكانه، راعى فيه تسلسل مراحل حياته من الطفولة إلى الكهولة.

وما حقق فى تلك الحياة من كفاح أدبى تشابك مع قضايا المجتمع وهمومه وأحداث الوطن بآماله وآلامه وانتصاراته وانتكاساته، وفى الكتاب يبدو محفوظ وكأنه هو الذي يتحدث، حيث لم يتدخل المؤلف سوى في ربط الفقرات أو الجمل بعضها ببعض؛ ومن ثم اكتسب هذا الكتاب أهميته، لافتقاد المكتبة العربية لسيرة ذاتية لمحفوظ، حيث رفض أديب نوبل كتابة مذكراته الشخصية. كما تناول الكتاب حياة محفوظ منذ الطفولة، والمراهقة، والشباب، كتاباته الأولى، مواقفه السياسية، رؤيته في كثير من القضايا، علاقته بالسينما، علاقته بشخصيات عامة، الجائزة ومشاكلها، وصولا إلى علاقته الأسرية بابنتيه وزوجته.

وعبر الكتاب بحق عن صوت "ابن البلد" عميد الرواية العربية، الذى كان يردد دائمًا "حياتى بدأت بإهمال طويل وانتهت باهتمام كبير، لأن من جد وجد ومن زرع حصد".

تضمن الكتاب عدة فصول، منها شهادة بقلم توفيق الحكيم، قال فيها لماذا كتب نجيب محفوظ مذكراته ثم مزقها، متصوف يحب الحياة، شهر رمضان شهر الحرية، أسعد أوقاتى، توفيق الحكيم علمنا، كنت أتألم، رفضت هذه الجائزة، الشك، عشق السينما، شبابى وجهاد نفسى، فضل مدرس اللغة العربية، أفكار الكاريكاتيرية، خلعت الطربوش، حكايتى مع الإسرائيليين، أنا والثورة وعبد الناصر، جائزة نوبل والسؤل الخبيث، نجيب محفوظ، متاعب ما بعد نوبل.

وتكلم نجيب محفوظ خلال أحد فصول الكتاب: "لا أستطيع أن أتحدث عن محطات الفرح فى حياتى دون أن أتوقف عند نوبل، فقد كانت فرحتها كبيرة حقا، وربما أكثر من أى فرحة مزدوجة فقد جاءت تتويجا لحياتى الأدبية على المستوى الشخصى، واعترافا بالأدب العربى على المستوى الوطنى".

ويقول فى فصل "متاعب ما بعد نوبل": فى أعقاب إعلان الجائزة تلقيت مكالمة تلفونية خارجية من أخ عربى يسألنى فيها عن شعورى بعد أن كرمنى العالم، ولم تكرمنى أمتى، وقد عجبت لذلك فمهما تكن البداية لا يمكن أن تخلو من الصعوبات وعوائق، فقد تلى ذلك من التكريم ما يرضى القلب وينعش الهمة، ويعين على مواجهة الشدائد، منحت جميع الجوائز الأدبية، وجاء تكريم السيد رئيس الجمهورية تتويجا لكل تكريم سابق".

وقد كان للأديب سعيد الكفراوى رأى آخر فقد قال " لليوم السابع " إنه ليس صحيحا أن محفوظ لم يكتب سيرته الذاتية بل كتبها فى كل ما أبدعه ففى كل ما كتب نستطيع أن نتعرف على وعيه وعلاقته بالسياسة وبمصر وبالحقبة التى عاشها بحى الأزهر والجمالية وبين القصرين فكل هذا كان خلقا لمادة أدبية وفى نفس الوقت سيرة ذاتية لنجيب محفوظ فهو أحد الذين غاصوا فى روح مصر وكان أحد كهنة مصر القديمة والحارس على قيم وقيمة الشعب المصرى وهو الذى أحيا مدينة القاهرة واهتم فى إبداعه بقيم الحرية والعدل وقيمة المصير الإنسانى والعلاقة بين الحياة والموت فى رواياته وفى كل عمل من أعماله كان يسعى إلى ابتعاث قيمة تخدم الإنسان.

ويضيف الكفراوى أنه كان أحد كتاب العالم الأفذاذ الذين سيبقى ابداعهم سؤال عن مصير الإنسان وأنه فى كل مؤلفاته الخمسة والستين نجد قبس من روحه وسيرة الكاتب العظيم مؤسس الرواية العربية وفى حوارات كثيرة معه كان يقول إنه كمال عبد الجواد أحد أبطال الثلاثية وفى كل شخصياته لمحة من شخصيته فعندما كان يكتب مثلا عن درويش جالس فى تكية يخاطب الفضاء والمجهول فهذا جزء من روحه ككاتب وحينما كتب فى الحرافيش على لسان أحد أبطاله : عشت فترة من حياتى أدخل من محششة إلى محششة ومن خمارة إلى خمارة ووصل الأمر بى إلى الإلحاد فهذا يعبر عن رؤية عميقة لهذا الكاتب لأنماط من الشخصيات فى الحياة لابد أن وراءها تجربة إنسانية عميقة.

ويضيف الكفراوى أن من يقرأ أدب نجيب محفوظ يدخل من بوابته ليطل على مصر التاريخ والإنسان والقيم فهو من قرأ مصر ككاتب مبدع وجلس الأدباء جميعا أمام كرسيه العالى يتعلمون من شيخ الطريقة ومؤسس فن الرواية العربية الذى أفنى عمره فى محراب الأدب الجميل، والذى ظل يطالب طوال حياته بمصر المدنية التى تقوم على سيادة القانون والديمقراطية وتعدد السلطات وحرية الأحلام ولازال بعد رحيله يخرج من جعبته الكثير من الحفدة والمبدعين.



موضوعات متعلقة:
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1227321&SecID=12&IssueID=0
حضور نجيب محفوظ فى الذكرى السابعة لرحيله.. رصد ملامح الشخصية الإخوانية فى "الثلاثية" وانحاز للحرافيش والضعفاء.. ومبدأه "الدين لله والوطن للجميع".. وتنبأ بالثورات ضد الفساد السياسى وحذر من اختطفها





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة