بعد اتجاه دول " أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا" لاتخاذ خطوات ثابتة حيال التدخل العسكرى فى سوريا، أعلنت مصر رسميا رفضها لأى شكل من أشكال التدخل العسكرى بالتوازى مع الموقف الشعبى المصرى الرافض بشدة للعدوان المحتمل، المثقفون المصريون كانوا على الخط نفسه، حين أعلنوا موقفا ثابتا فى رفض الاستعمار وحق الشعب السورى فى تقرير مصيره بدون معاونة حلف الناتو.
الكاتب حلمى النمنم، قال إنه يرفض أى تدخل عسكرى أجنبى داخل أى دولة عربية، معتبرا أى مشروع عسكرى يهدد الأمن الداخلى لسوريا سيهدد مصر بالضرورة، وذلك بسبب الحدود الجغرافية والتاريخية التى تربط البلدين.
وأضاف أن التدخل الأمريكى يكشف مدى زيفه فالأزمة السورية قائمة من ثلاث سنوات سقط خلالها 120 ألف سورى شهيد فضلا عن 300 ألف مصاب ولم تتدخل أمريكا بمقترح التدخل العسكرى إلا بعد حدوث مجزرة الغوطة التى لم يُتبَين إلى الآن من المتورط فيها، كأن على الناس أن يموتوا بأى طريقة، ولا يموتوا بالغاز الكيماوى.
وأشار أن موقف مصر الرافض للتدخل العسكرى فى سوريا موقف طبيعى فسوريا كانت حليف مصر فى حرب 73 وتربطها بمصر علاقات تاريخية وثقافية متينة.
ووصف النمنم موقف جامعة الدول العربية بالضعيف، ورأى أنه كان بإمكان جامعة الدول العربية أن تطرح مبادرة سياسية تحاول تأجيل الحل العسكرى أو تنهيه.
وتوقع النمنم إمكانية زيادة قوة الجماعات الإرهابية فى سوريا وتصديرها لهذه الأيديولوجيا إلى بقاع عدة من الدول العربية.
وقال الشاعر الكبير رفعت سلام، إن أمريكا وحلفاءها يستخدمون مع سوريا جزءا من السيناريو العراقى بعد فشلهم فى السنوات الماضية فى إسقاط النظام.
وأضاف أن أمريكا تصر أن تستخدم حججها الواهية التى استخدمتها فى حربها على العراق لتحويل سوريا إلى دولة فاشلة مفككة لمدة 50 عاما مقبلة.
وأشار أن أمريكا تريد أن تحول الشرق الأوسط إلى منطقة تابعة لها، وليست خارجة على تبعيتها، ستتجه بدون هوادة إلى ضرب سوريا لــ" كسر " هذا التحالف بالمنطقة.
وأضاف أن الأحداث التى شهدتها مصر وعدد من البلدان العربية من انتفاضات ساهمت فى انتهاج سياسة مستقلة عن التبعية الغربية بالاعتماد على الزخم الشعبى هو السبب الرئيس وراء موجة الغضب الأمريكى إسرائيلى فى المرحلة المقبلة.
وعن بيان الخارجية المصرية التى شجبت التدخل العسكرى فى سوريا محملين بشار الأسد تبعيات ما تشهده سوريا فى المرحلتين الراهنة والمقبلة قال سلّام: الخارجية المصرية كان يمكنها إصدار بيان أكثر جدية تجاه العدوان المنتظر على سوريا، خاصة أن أهدافه واضحة ومشكلة مصر أنها لا يمكنها أن تأخذ موقفا حياديا تجاه ما يحدث بحكم التاريخ وبحكم الموقع وحكم الدور الريادى فى المنطقة.
ووصف سلام موقف السوريين المؤيدين لدخول الناتو سوريا بموقف العراقيين ممن أيدوا الغزو الأمريكى بدعوى التخلص من النظام القمعى وتأسيس نظام ديمقراطى من بعده وهو ما لم يحدث وعليهم أن يقرأوا جيدا الديمقراطية الطائفية التى يغرق فيها العراق الحالى.
فيما قال الشاعر شعبان يوسف، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أن طرح فكرة الحل العسكرى لإنهاء الأزمة فى سوريا بمثابة إجرام دولى وخطة معدة مسبقا للتحكم فى البلاد العربية بشكل عام، مشيرا إلى معارضته للديكتاتوريات لكنه يرفض فى المقابل الإمبريالية الاستعمارية مؤكدا حق الشعوب فى تقرير مصيرها.
وأضاف يوسف أن الخطوات المتجهة حاليا لإسقاط سوريا هى السبيل لإضعاف الدول العربية من جهة وتقوية شوكة إسرائيل من جهة أخرى.
ووصف شعبان موقف المعارضة السورية التى تقبل بالتدخل العسكرى فى بلادها بالمعارضة "العميلة" والمرتبكة قائلا: من يظن أن التدخل العسكرى فى سوريا بمثابة عملية جراحية من أجل إسقاط بشار وإحلال نظام ديمقراطى هو ظن واهم".