توترات البلاد الداخلية وحظر التجوال تحرم الجمهور من الذهاب للسينمات والمسارح

الجمعة، 30 أغسطس 2013 01:06 م
توترات البلاد الداخلية وحظر التجوال تحرم الجمهور من الذهاب للسينمات والمسارح صورة أرشيفية
كتب عمرو صحصاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى جاء فيه قرار حظر التجوال بمثابة الخطوة الإيجابية التى تحقق القوات المسلحة ووزارة الداخلية من خلالها الأمن الكامل للمواطنين بـ10 محافظات منها القاهرة الكبرى والإسكندرية حتى يتمكن رجال الجيش والشرطة من رصد أماكن الجماعات الإرهابية وتخطيطاتهم لمهاجمة المؤسسات العامة والخاصة، واستجاب أبناء هذه المحافظات بكل حزم لهذا القرار، جاء هذا القرار بأثر سيئ وعكسى على العديد من الهيئات الفنية من بينها السينما والمسرح والأوبرا، حيث اشتكى العديد من المنتجين من الخسائر الفادحة التى واجهوها فضلا عن توقف المسرحيات والتى ليس لها مواعيد سوى العرض مساءا مما أدى إلى توقفها تماما، الأمر الذى جعل عدد من صناع المسرح يغادرون القاهرة إلى مدن أخرى لا ينطبق عليها قرار الحظر ليعرضون أعمالهم هناك، ولم تخلو دار الأوبرا من الآثار السلبية لحظر التجوال، حيث توقفت جميع أنشطتها الفنية.

فى البداية تقول إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من المؤكد أن قرار الحظر أوقف جميع أنشطة دار الأوبرا المصرية، ولذلك أحرص على استغلال هذه الفترة فى إعادة ترتيب وهيكلة دار الأوبرا فنيا وإداريا، حيث تمت اجتماعات مكثفة مع جميع العاملين بالأوبرا لوضع أسس جديدة للسير عليها، فضلا عن الإنتهاء من أعمال الصيانة الخاصة بالمسارح التى تنتمى للأوبرا سواء بالقاهرة الكبرى أو بالإسكندرية والبحيرة، وأشارت رئيس الأوبرا إلى أنه فور رفع قرار الحظر وإنتهاء الفترة المحددة له، سيكون هناك نشاط مكثف للأوبرا وسيشمل كافة ربوع ومحافظات مصر، خاصة أن دار الأوبرا تضم العديد من شباب الفن الثوريين، والذين يحرصون على انتقاد كل وضع سياسى سيئ سواء كان فى عهد جماعة الإخوان أو فعهد المخلوع مبارك، وكان هؤلاء الشباب من المساهمين بقوة فى ثورتى يناير ويونيو.

ويقول محمد منير المستشار الإعلامى لدار الأوبرا، إن قرار الحظر بالفعل أوقف جميع الأنشطة الفنية الخاصة بالأوبرا سواء بالقاهرة الكبرى أو بفروعها بالإسكندرية والبحيرة، حيث كانت هناك العديد من العروض الغنائية لفنانى الأوبرا تم إلغاؤها تماما، خاصة أن جميع الحفلات الخاصة بالدار تبدأ من الثامنة مساءا، وهى الفترة التى يبدأ فها تطبيق قرار الحظر، مشيرا إلى أن دار الأوبرا بقيادة عبد الدايم فى إجتماعات مستمرة مع عدد من الفنانين سواء المنتمين للأوبرا أو كبار فنانى السينما والمسرح خارج الدار من أجل التحضير لعمل فنى ضخم سيكون عملا موسيقيا غنائيا مسرحيا يقدم رسائل لجميع دول العالم تملئه عناصر الوطنية، كتعويضا عن توقف الأوبرا خلال الحظر وللتعبير عن الأحداث الحالية، باعتبار أن الفن هو القوة الناعمة المؤثرة فى أى مجتمع عربى أو غربى، مشيرا إلى أن هذا العمل سيتناول ثورتى 25يناير و30يونيو، لافتا إلى أن دار الأوبرا خاطبت وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب بهذا المشروع الفنى الضخم، ورحب به على الفور، وأعلن عن إستعدادات وحماس الوزارة لتدعيم هذا المشروع بكل إمكانياتها، ولفت المستشار الإعلامى للدار إلى أن الأوبرا تحضر لعمل فنى ضخم أخر سيتم عرضه على المسرح الكبير منتصف سبتمبر عقب رفع حظر التجوال مباشرة، خاصة أن هذا العرض سيتوافق مع إحتفال دار الأوبرا باليوبيل الفضى لمرور ربع قرن على تأسيس دار الأوبرا الحديثة.

ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لعدد كبير من المسرحيات التابعة للقطاع العام والقطاع الخاص، حيث توقف عرض العديد من المسرحيات بحسب تصريحات زينب منصور مسئول العلاقات العامة بالمسرح الحديث لـ"اليوم السابع"، حيث أوضحت أن هناك العديد من الأعمال المسرحية كانت تعرض قبل رمضان وتم إستئنافها بعد عيد الفطر مباشرة، لياتى فض اعتصامى رابعة والنهضة بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير وتوقف عرض هذه الأعمال تماما بسبب أجواء حظر التجوال، ومن هذه الأعمال مسرحية "عصفور طل من الشباك"، وهو العمل المسرحى الأول الذى يدمج بين مجموعة من فنانى المسرح مثل سهام جلال ومحمد عبد الجواد وناصر شاهين، والفنانين ذوى الإحتياجات الخاصة، حيث يشارك أربعة منهم فى هذا العرض هم: سيد أنور، محمد جمعة، عمار صلاح الدين وعادل مصطفى، وهى من إعداد وإخراج إبراهيم الفوى.

وهو نفس الوضع بالنسبة لمسرحية "سلقط فى ملقط"، من بطولة مجدى فكرى ونهاد سعيد، ومجموعة أخرى من الفنانين، والتى عاودت نشاطها الفنى مرة أخرى على مسرح الطليعة، بعد عيد الفطر مباشرة بعد توقفها منذ إبريل الماضى بأوامر من جهات سيادية وقتها، لإنتقادها لنظام الرئيس المعزول محمد مرسى بشكل مباشر، وسخريتها من الإعلان الدستورى وسلق الدستور، وهى من تأليف رأفت الدويرى، وإخراج إميل شوقى.

وأشارت منصور إلى أن هناك عدة عروض مسرحية ضخمة كانت فى مرحلة البروفة منها مسرحية "حفلة تنكرية"، للنجم الكبير يحيى الفخرانى، تأليف البرتو مورافيا، وإخراج هشام جمعة، موضحة أن هذا العرض فى إنتظار رفع الحظر حتى يعاود جلسات البروفة، وهو نفس الوضع بالنسبة للعرض المسرحى "كاسك ياوطن"، من بطولة سليمان عيد ولقاء سويدان، والتى تتعافى أيضا من الصدمة النفسية بعد مقتل شقيقها على أيدى جماعات الإخوان المسلحة، هذا بالإضافة إلى مسرحية بعنوان "سيرك الأحلام"، من بطولة ندى بسيونى وعلاء مرسى، بالإضافة إلى مجموعة من أبطال السيرك القومى، من تأليف وإخراج هشام جمعة، حيث كان من المفترض أن تعرض هذه المسرحية على مسرح السلام بالإسكندرية، ابتداءا من15 أغسطس لتأتى توابع فض اعتصامى رابعة والنهضة وفترة حظر التجوال بالأثر السلبى على العمل ويتم تأجيله لحين هدوء أوضاع البلاد الداخلية.

كما سافرت الأحد الماضى أسرة مسرحية "عجائب الزمان"، إلى مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية لعرض المسرحية هناك، والتى توقفت منذ قيام ثورة 30 يونيو، حيث بدأ عرضها قبل الثورة بأيام قليلة، لتأتى توابع فض اعتصامى رابعة والنهضة لتوقف عرضها وتطيح بها خارج القاهرة، ليذهب صناعها إلى إحدى مدن المصايف، خاصة بعد أن فشلت توقعاتهم فى الذهاب إلى الإسكندرية لعرضها خلال الموسم الصيفى فى حال تواجد توترات بالقاهرة، ليصبح الوضع بالمدينة الساحلية من حيث التوترات الداخلية شبيها للأوضاع بالقاهرة، كما أنها من المحافظات الرئيسية التى نُفذ فيها قرار حظر التجوال.

وقال الفنان مجدى فكرى أحد أبطال العرض لـ"اليوم السابع" ذهبنا إلى جمصة من أجل أن نخرج من حالة الكساد الفنى التى طغت على البلاد خلال الفترة الأخيرة، نظرا للتوترات السياسية التى دخلت فيها البلاد فضلا عن أن هذا العرض لم يأخذ حقه على الإطلاق فى المشاهدة، حيث توقف بعد عرضه بـأسبوع واحد بسبب قيام ثورة يونيو، ويشارك فكرى بطولة العرض كلا من حنان عطية، والمطرب أحمد الحجار والمطرب أحمد العطار والمطربة نواعم والمونولوجست حمادة سلطان، إستعراضات حسن إبراهيم، تأليف وإخراج ممدوح درويش.


ومن أكثر المؤسسات الفنية التى تأثرت بشكل واضح بقرار حظر التجوال وتوترات الساحة السياسية الحالية، هى السينما، حيث تم عرض 5أفلام بموسم عيد الفطر، هى "قلب الأسد" لمحمد رمضان وحورية فرغلى، إخراج كريم السبكى، "كلبى دليلي" لسامح حسين ومى كساب وأحمد زاهر،و"توم وجيمى" بطولة هانى رمزى، إخراج أكرم فريد،، و"نظرية عمتي" لحسن الرداد وحورية فرغلى، إخراج أكرم فريد و"البرنسيسة" لعلا غانم وراندا البحيرى، إخراج وائل عبد القادر، ولكن كل هذه الأفلام لم يلحق القائمين عليها بإستقبال الإيرادات المناسبة التى تضمن نجاحها، لتأتى توابع فض اعتصامى رابعة والنهضة قرار الحظر، بإغلاق جميع حفلات الليل الأمر الذى ساعد على عدم تحقيق هذه الأعمال إيرادات ترضى طموحات القائمين عليها أو تضمن لها الربح المناسب، خاصة أن معظم جمهور السينمات لا يذهب للسينمات سوى فى حفلات الليل.

وفى هذا الشأن أكد المنتج أحمد السبكى أن قرار حظر التجوال جاء بمثابة الصدمة لجميع القائمين على الإنتاج السينمائى والذين تعرض لهم أعمالا خلال الموسم الحالى، نظرا لإلغاء جميع حفلات الليل وهى الحفلات التى يحضرها الغالبية العظمى من جمهور السينما، لافتا إلى أن فيلميه "قلب الأسد"و"كلبى دليلى"، تأثرا بشكل ملحوظ بهذه الأحوال، ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للمنتج محمد حسن رمزى والذى وصف حظر التجوال بالكارثة على إيرادات السينما، مشيرا إلى أن السينما تكون من أوائل المؤسسات التى تتأثر بالتوترات الداخلية، خاصة عندما يفرض حظر التجوال، لافتا إلى أن المنتجين والموزعين يواجهون خسائر فادحة تشكل خطورة على مستقبل الإنتاج السينمائى فهناك عدد من الموزعين لايستطيعون تحقيق رواتب الموظفين بدور العرض السينمائية، مؤكدا أن استمرار مثل هذه الأحداث سيؤدى إلى خراب بيوت عدد كبير من منتجى وموزعى السينما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة