تامر السعدنى يكتب: بحلم على قدى

الجمعة، 30 أغسطس 2013 01:14 م
تامر السعدنى يكتب: بحلم على قدى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحلم على قدى.. بشراع يعدينى.. بشموع تدفينى.. بعيون تصون ودى .. بحلم بلليل هادى.. بنهار برىء عادى بفتح طريق نبضى.

كلمات أغنيه للفنان مدحت صالح فى منتصف الثمانينيات، كانت كلمات تعبر بالفعل عن أحلام هذا الجيل وجيل التسعينيات، فقد كان كل حلمنا هو أن نجد الحبيبة التى تستطيع أن تقف معنا لنكمل طريق حياتنا كان كل ما يرمى إليه أى شاب هو وظيفة وإن كان مرتبها ضعيفا وشقة بسيطة ليتزوج بها حبيبته حتى ولو كانت فرشها بسيطا، كنا نحلم بالأسرة البسيطة والحياة الهادئة، نجتمع فى رمضان على مائدة إفطار واحدة نزور أهلينا وأصدقاءنا فى العيد ننتظر مباراة الأهلى والزمالك يوم الجمعة أمام التلفزيون وأشياء كثيرة بسيطة وجميلة كنا ننعم بها فى تلك الفترة ومع دخول الألفية كانت الحياة تزدا صعوبة أكثر سنة وراء سنة، ولكننا كنا نزداد إصراراً على تحقيق هذا الحلم حتى ولو كان الثمن هو السفر والغربة من أجل تحقيق هذا الحلم ولكن رغم كل ذلك وتلك الصعوبات جميعها كنا ننعم بشخصية هادئة بحياة آمنة بضحكة ولو خفيفة بنفسية مرتاحة كنا لا نحمل للدنيا هما مهما كان بها، كنا نتسكع بالطرقات والشوارع فى منتصف الليل وعز الفجر بكل أمان كنا لا نخاف شيئاً ولا نخشى أحداً، حتى جاءت ثورة يناير كلنا فرحنا بها وهللنا لها وجميعنا كان له أحلام رآها تتحقق بخياله وكلنا رأينا مصر فى ليلة التنحى تسبق أوروبا وأمريكا ولكن يبدو أننا صدمنا بواقع مرير وآليم وازدادت التحديات والصعوبات والمشاكل والأحداث وكان ينمو معها خوف يزاد يوماً عن الآخر من الغد، وازداد هذا الخوف مع تولى الإخوان الحكم ورأينا مصر تنهار وتتجه نحو الهاوية، حتى وصل لكثير منا وقتها أن ثورة يناير كانت نقمة وليست نعمة على مصر، حتى جاءت ثورة 30 يونيو لتغير وتصحح مسار ثورة يناير، ووقتها رأينا مصر ترجع مرة أخرى للمصريين وبدأ إحساس الأمان يرجع إلينا مرة أخرى مع وجود جيش مصرى عظيم وقائد مصرى أعظم هو الفريق السيسى، ولكن سرعان ما عاد الخوف والقلق مرة أخرى بعد تصرفات الإخوان الإرهابيين وقتلهم للشعب فى الشوارع ومع تصميم العالم الخارجى أجمع على تدمير وتفتيت مصر أصبح الخوف هو السمة الأساسية لدى الشعب المصرى، وازداد الخوف مع احتمالات تدخل عسكرى بسوريا وقيام حرب عالمية ثالثة بالمنطقة.

غاب الحلم البسيط وغاب معه الإحساس بالغد والأمان غاب الحلم اللى كان على القد وأصبح الحلم الوحيد هو حلم الأمان وعدم الخوف.

والحل الوحيد لتجاوز هذا الكابوس لنرجع للحلم اللى على القد هو أن نرجع إلى مصريتنا التى بداخل كل منا أن ننبذ كل خلاف ونقف جميعاً صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب والتدخل الأمريكى والأوروبى بمصر، يجب أن نفوق يجب أن يعى كل من يتعامل مع الخارج كل من يقال عليهم الطابور الخامس أن يتذكروا أن لهم أهل هنا عمام خلان خالات ذكريات فإن كانوا يعتقدون أنهم سيقفزون من السفينة وقت الغرق فسيغرق معها من تركوهم هنا، أن يتذكروا أيام الحلم اللى على القد.
ويجب علينا نحن أن نتسامح أن نتحد أن نبنى فالعالم سيضغط علينا اقتصادياً حتى نخضع لشروطهم، أرجوكم أفيقوا قبل أن يتحول الحلم اللى على القد إلى كابوس يفوق الحد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة