سلط الدكتور أحمد سمير خير الله، المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة- جامعة بنى سويف، الضوء على نتائج دراسة علمية حديثة أجراها باحثون كنديون، كشفوا خلالها قدرة البكتيريا على الاتصال مع بعضها البعض كأحد وسائل تعزيز مقاومتها للمضادات الحيوية.
وأوضح خير الله أن الباحثين قد لاحظوا، أنه كلما ازداد عدد الخلايا البكتيرية المقاومة لمضاد حيوى ضمن مستعمرة بكتيرية، فإنها تقوم بمشاركة جزيئات صغيرة مع الخلايا البكتيرية الأقل مقاومة، وذلك بهدف نشر المقاومة لهذا المضاد الحيوى، كما تم ملاحظة أن هذه الجزيئات الصغيرة يمكن أَن تستعمل وتنتج بواسطة معظم أنواع البكتيريا، مع وجود استثناءات محدودة جـداً، لذا يمكن اعتبار هذه الجزيئات بمثابة لغة عالمية يمكن أَن تفهم بواسطة أكثر من نوع من أنواع البكتيريا.
وتابع خير الله أن أحد الأمثلة على هذه الظاهرة التى قد أشار إليها الباحثون هو البكتيريا من نوع "Burkholderia cenocepacia"، حيث إن هذه البكتيريا المسببة للإصابات الحادة بالتليف الكيسى (Cystic Fibrosis) يمكنها أَن تتواصل باستخدام هذه الطريقة من الاتصال الكيميائى لتعزيز مقاومتها ضد المضادات الحيوية.
وأضاف خير الله أنه بالإضافة إلى دور هذه الجزيئات فى عملية التواصل بين الخلايا البكتيرية، فإن الباحثين يعتقدون أن هذه الجزيئات ربما قد تساعد بكتيريا Burkholderia فى الوصول إلى مستوى عالى من مقاومةِ المضادات الحيوية بطرق أخرى، حيث قد تكون هذه الجزيئات مسئولة أيضاً عن الارتباط بالمضادات الحيوية، وبالتالى إبطال عمل تلك المضادات وخفّضُ تأثيرَها على البكتيريا.
واختتم الدكتور أحمد خير الله قائلا، أن أهمية هذه النتائج تكمن فى أنها تفتح المجال أمام طرق جديدة للتغلب على مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وذلك عن طريق ابتكار مركبات كيميائية جديدة لها القدرة على إعاقة وظيفة الجزيئات الصغيرة التى تنتجها هذه الميكروبات، وهذا فى النهاية سيؤدى إلى خفض عبء المقاومة الميكروبية عملياً.
جاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية " PLOS ONE " فى وقت سابق من هذا العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة