قال عمرو موسى القيادى بجبهة الإنقاذ ورئيس حزب المؤتمر السابق، إن قراره بالتخلى عن رئاسة الحزب لصالح جيل جديد يعنى ترك العمل الحزبى، وليس العمل السياسى الذى لا يزال يقوم به بنشاط لخدمة مصالح بلاده.
ووصف موسى فى حوار "للشرق الأوسط" نفسه بأنه وفدى الهوى وأقرب الأحزاب له فى معناه الأصيل، لكن ربعه ناصرى الهوى لأن الوفد والناصرية يلتقيان فى أمور كثيرة فى السياسة المصرية وفى العدالة الاجتماعية والميل إلى مصالح الشعب دون مصلحة النخبة.
وحول ما إذا كان هناك خيارات مفتوحة لانتخابات الرئاسة مجدداً لم يقدم إجابة قاطعة قائلاً "سبق أن أعلنت موقفى بعدم رغبتى فى ذلك، على الرغم من ضغوط كثيرين للمطالبة بالترشح، ويطالبنى البعض بألا أستبعد نفسى، ومع هذا فإن الوقت مبكر للحديث، ولكن موقفى ينطلق من إعطاء الفرصة للشباب، وذلك يعنى 50 أو 60 سنة لأن يتقدموا الصفوف "لافتاً إلى أنه لا يظن أيضاً أنه يفكر فى الترشح للانتخابات البرلمانية، وإنما يؤيد كل المرشحين الوطنيين الديمقراطيين والليبراليين.
وأشار إلى أن الإخوان ما زالوا جزءاً من المجتمع السياسى المصرى، وهو ما يقتضى بأن يكونوا متواجدين على مائدة الحوار، وهذا يتطلب إيجاباً وقبولاً، مضيفاً أنه لا بد أن يقتنعوا بأنهم خسروا هذه الجولة، وعليهم أن يعيدوا بناء وضعهم فى الساحة السياسية المصرية، خاصة أن هذا التيار فقد كثيراً من بريقه، ومن أنصاره، ولكنه لا يزال موجوداً، وبالتالى لا بد أن تكون مشاركتهم على أساس أنهم جزء من الساحة على الرغم من وجود آراء بعدم مشاركتهم، لأنهم جماعة أثبتوا فشلهم ونقر بذلك.
وتابع موسى: "إنما يجب أن نسمع منهم إذا كانوا يرغبون فى أن يكونوا جزءاً من الساحة السياسية، لافتاً إلى أن الصعوبة فى العملية هى أن هذه الجماعة لديها أولوية أن مصلحتها فوق مصلحة مصر، والمطلوب فى الحوار والتفاهم هو إزالة الالتباس السابق، وأن تكون مصلحة مصر فوق مصلحة الجماعة، ويكون لدى كل الأحزاب الفهم نفسه وفى هذه الحالة يكونون فصيلاً فى أى انتخابات مقبلة، ويحصلوا على مقاعد حسبما يمنحه لهم الشعب".
وحول تفسيرة لسقوط الاخوان بعد عام واحد من الحكم قال: إن الميراث الذين ورثوه كان كبيراً جداً، والخمس سنوات الأخيرة من حكم الرئيس حسنى مبارك لم تكن مصر فيها على ما يرام، وكان من المفروض أن يعالج حكمهم هذا الوضع، ثم يبدأ الرئيس فى الإصلاح ويقدم على إعادة بناء مصر وهذا لم يحدث.
ونوه موسى إلى أن الدور المصرى يصعب أن يحتله أحد، وهو فى قلب العالم العربى، وبالتالى لا يمكن للأتراك الوصول إلى هذا الدور، لأنهم ليسوا عرباً، وحتى على المستوى الإقليمى، الذى يشمل الأطراف غير العربية فى المنطقة، مصر دولة مهمة وأساسية، ولذلك هناك اهتمام بالغ بدورها.
وحول بعض التحليلات إلى تفسر الموقف التركى بقلق أردوغان على وضعه الداخلى فى ضوء الاحتجاجات التى حدثت هناك قال موسى: ليس الموقف الداخلى، وإنما الدور التركى قائم على تقديم المثال الناجح للحكم الإسلامى، وما حدث هو أن مصر قدمت المثال الفاشل للحكم الإسلامى، لافتاً إلى أن المشهد المصرى سوف يؤثر كثيراً على صعود التيار الإسلامى فى العالم العربى لفشله فى مصر.
ولفت موسى أنه لا يوجد ما يسمى بالربيع العربى، لأن ما حدث هو حركة تغيير عربية وهى مستمرة، ولا أقول إنها فشلت، وإنما تمر ببحر متلاطم، وتواجه الأمواج والعواصف، والجزء الذى كان يغرق فى مصر انتشلناه، وبالتالى فإن تأثير ما حدث فى مصر سيكون عميقاً على حركة تسييس الدين أو الإسلام السياسى، على الأقل فى هذه المرحلة، وإذا أصلحوا من أنفسهم ربما تكون عودتهم بعد 20 أو 30 عاماً، أما الآن فالمسألة مستحيلة.
وعن الدعاوى التى تطالب بإخراج مرسى قال "هذا موضوع معقد، والقانون هو الذى سيطبق، إنما أى إجراءات استثنائية من الأفضل أن يتم الانتهاء منها، ويفرج عمن لا يوجد فى حقهم اتهامات أو مساءلة قانونية".
عمرو موسى:تخليت عن العمل الحزبى وليس السياسى..تركيا المثال الناجح للحكم الإسلامى ومصر قدمت النموذج الفاشل..الإخوان ما زالوا جزءاً من السياسة لكن مصر فوق الجماعة..لا يوجد ربيع عربى إنما حركة تغيير
السبت، 03 أغسطس 2013 05:59 ص