وفى جولتنا فى منطقة الأهرامات لم نجد سوى البائعين وعمال النظافة والأمن فقط، بالأضافة إلى أفراد قليلة من السياح، بعد أن كان عدد الزائرين من قبل إلى الأهرامات 2000 سائح، فالفارق كبير ومؤلم لدى الجميع، بالأضافة إلى الجمال والكارتات والأحصنة التى أصبحت تأكل وتشرب فقط، ولا تجد من يركبها ويستمتع بها، وأصبحت عبئا على صاحبها.
والتقينا بعض البائعين المتجولين بين الأهرامات وجدنا محمد عبد العال 32 عاما والذى قال إن السياسة أفسدت السياحة وأرهبت العالم والشعوب من مصر فكل ما وصلنا إلى نقطة بداية رجعنا للوراء مرة أخرى، وأقول هذا لأن السياحة كانت تعمل فى عهد مرسى بنسبة 50% أى كنا نرى السائحين هنا لكن الآن لا أحد من حولنا.
وقال الحاج أبوكرم، الجميع يطمح بالوصول إلى الكراسى ولا أحد يعمل على مصلحة مصر وشعبها، نتمنى مجيئ لمصر رئيسا وحكومة يعملان على مصلحة مصر وأهلها، ولا يكون هدفة "خراب البيوت" وأنا على يقين أن أيام مبارك الفاسد كانت الأفضل إلينا من الإخوان أو غيرهم.
والتقينا أيضا بإحدى السائحات الموجودة بالأهرامات وهى فيكا من روسيا، وقالت إنها قادمة إلى مصر لأنها لم تكن تتوقع أن الحال بمصر أصبح كما هو يذاع بالقنوات الفضائية وأنها فى العادة تأتى إلى مصر ثلاث أو أربع مرات سنويا، ما بين القاهرة والغردقة والكثير فى روسيا يتمنى أن يأتى إلى مصر، ولكن ما تنقلة وكالات الأنباء والقنوات الفضائية يعكس خوفا عليهم من المجيئ إلى مصر.
وقال إبراهيم محمد سعيد ساخرا "مفيش أحلى من كدة " ثم قال الوضع يحزن جدا من قبل، لم تكن الأهرامات هاوية بهذا المنظر وأيام مبارك أفضل أيام السياحة فى الأهرامات إن لم يكن على مستوى مصر كلها، وهذه الأيام لن ترجع ثانية، ويجب على الحكومة أن توفير لنا حلا بديلا لأكل العيش لأن ما معنى الحرية والديمقراطية بدون أكل وشرب، ستكون النتيجة مجرم ولو فكرت فى يوم من يأسى أن أبيع مخدرات "مش هلاقى حد يشترية عشان البلد مفيهاش فلوس".
وقال لمعى غنيم 29 عاما صاحب إحدى البزارات إنه لا يوجد سياحة مثل الأول وأيام مبارك نعم كانت البلد منهوبة مسروق خيرها، ولكن كنا وكان الشعب عايش ياكل ويشرب، الآن لا نبيع إطلاقا ولا ندخل بيتنا جنية واحد وفى عهد مرسى السياحة كانت تأثرت إلى حد كبير، ولكنها لم تتوقف مثل الآن.
وأكد عادل شامبا 36 عاما صاحب إحدى البزارات حول الأهرامات أنه لم يبيع منذ 28/6 سوى ب 100 جنية فقط لا غير، ولا يأتى إلينا غير الجاليات الفقيرة وأرى من وجهة نظرى أن السبب الرئيس فى هذا الوضع هو الإعلام المصرى الذى يصدر صورة مرعبة عن مصر وأهلها ووضعها وهذا ما يرعب السياح من المجيئ إلى مصر بلد السياحة منذ اكثر من 7000 سنة، ويوجد محلات كثير أغلقت من حولى والذى لا يغلق بالتأكيد هو مالك للمحل، ولكن لومستأجر لأغلق من زمان، بالإضافة إلى الصوت والضوء الذى كان يعمل لعدد كبير جدا الآن يعمل ل3 أو4 أفراد فقط وأنا أرى أن هذا إهدار للمال العام من وجهة نظرى.
هذا هو الوضع الحالى بالأهرامات وهذا حال بائعيها وبزراتها فالوضع يزداد سوءا كل يوم وآلاف الأسر تشرد وتشعر بالجوع ولا تدرى ماذا تفعل حتى تستطيع الحصول على لقمة العيش بطريقة شريفة دون مخالفة القانون.













