يوميات محمد بديع بسجن طرة.. المرشد لقيادات "الإرشاد": السيسى لم يخش تهديدات أمريكا.. وعلق على خروج مبارك: "زمان الفلول فرحانين فينا".. ولم يلتق بحازم أبو إسماعيل وطلب طبيب أسنان ومقابلة سليم العوا

الأربعاء، 28 أغسطس 2013 12:28 م
يوميات محمد بديع بسجن طرة.. المرشد لقيادات "الإرشاد": السيسى لم يخش تهديدات أمريكا.. وعلق على خروج مبارك: "زمان الفلول فرحانين فينا".. ولم يلتق بحازم أبو إسماعيل وطلب طبيب أسنان ومقابلة سليم العوا محمد بديع
كتب محمود عبد الراضى ومحمد مجدى السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت الأيام الأولى على الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين داخل سجون طرة، صعبة للغاية، حيث ظهر الرجل منكسراً أمام باقى قيادات الجماعة، حيث كان قد أكد لهم أن مصر تحت السيطرة الإخوانية، عقب بيان القوات المسلحة، بعزل الدكتور محمد مرسى، وأنهم سيعتصمون فى رابعة العدوية والنهضة وباقى ميادين مصر، وأن مرسى سيعود فى القريب العاجل إلى قصر الاتحادية، وسيتناول الإفطار معهم فى مكتب الإرشاد بالمقطم قبل ليلة القدر بيوم.

وأكد لهم مراراً وتكراراً أن حماس لن تسكت، وأن أمريكا وأوروبا، ومن وراءهم جميعا مع جماعة الإخوان المسلمين، وأن الجماعة لن تسكت على حملات الداخلية للقبض على رموز وقيادات الإخوان، وكان يطمئنهم بأنه فى القريب العاجل سيعود الملك لهم، حتى بعد القبض عليهم كان يرسل لهم رسائل تطمين تؤكد أن الغرب معهم ولن يخذلوهم أبداً، إلا أنهم فى ليلة وضحاها وجدوا الرجل الأول فى الجماعة مقبوضا عليه ومحبوسا معهم فى نفس المكان، حيث أيقنوا أن الأمور قد أفلتت من أيدهم، ومن ثم بدأت علامات الانكسار تظهر على الرجل داخل محبسه، وظهر وجهه شاحبا وراح يشتكى باستمرار من جملة أمراض، سواء ألم أسنانه، أو الإرهاق الذى يعانى منه طوال اليوم داخل زنزانته.

ومع ظهور الرجل قصير القامة نحيف الجسد بهذه الحالة المرضية، إلا أنه يحاول الظهور متماسكا بين أفراد الجماعة وقياداتها، ويجتمع بأفراد التنظيم أثناء عمليات التريض وأداء الصلوات، حيث يلتقى بالدكتور سعد الكتنانى رئيس حزب الحرية والعدالة والمهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد والدكتور رشاد بيومى وعبد المنعم عبد المقصود المحامى والدكتور حلمى الجزار والدكتور محمد مهدى عاكف، فيما لا يلتقى كثيرا بالشيخ حازم أبو إسماعيل رئيس حزب الراية.

كما لا يلتقى كثيرا بصفوت حجازى الذى يعزف باقى قيادات الجماعة عن الجلوس معه، حيث يرى القيادات أن حجازى حاول أن يقفز من السفينة فى الأيام الأخيرة، وأدلى أمام ضباط المباحث بعد القبض عليه بأقوال تدين الجماعة والدكتور محمد مرسى، وحاول تقمص دور الضحية للهرب من المسئولية الجنائية.

وكشفت المصادر أن بديع جلس مع القيادات وقال لهم: "أنا مذهول من اللى عمله السيسى، لم أكن أتخيل أنه ما يديش اهتمام لتهديدات أمريكا، وبعدين كانت علاقته حلوة جدا بالدكتور مرسى فى الأول، وكلنا فهمنا إنه لما أمهل الجميع فترات لإنهاء الأزمة إنه يتحدث لمعارضين الرئيس فقط، ولكن الله يسامحه"، وعندها قاطعه أحد قيادات الجماعة قائلا له: "يا سيادة المرشد إن اجتماعنا فى مكتب الإرشاد قبل بيان السيسى بأربعة أيام كان بناء على معطيات خدعتنا جميعا، والدكتور مرسى لما قابله قاله إن أمريكا مش هتسكت وأنصارى مش هيسكتوا، معقول ما فكرش إننا ممكن نعمل أى حاجة ويكون رد فعلنا عنيف، بس هو لعبها صح وقالك الشعب فى كفتى"، بينما اكتفى صفوت حجازى بجملة واحدة فى هذا الصدد حيث قال للمرشد "لن يترك الله ظالما أو فاسدا"، وكأنه يقصد الفريق أول عبد الفتاح السيسى، حيث يرى على خلاف الحقيقة أنه وراء ما حدث فى مصر وصاحب فكرة الانقلاب العسكرى.

وأوضحت المصادر أن المرشد يقضى معظم وقته صامتا لا يتحدث كثيرا، يشرد ببصره ويغوص فى تفكير طويل على مدار اليوم، ثم يؤدى الصلوات، ويقرأ القرآن الكريم بين الحين والآخر، وأكثر شخص يجلس برفقته هو المهندس خيرت الشاطر، كما أنه يعانى من الإرهاق والتوتر منذ دخوله للسجن، ويطلب أقراصا مهدئة بين الساعة والأخرى، كما كان يشكو فى الأيام الأولى من ألم فى الآسنان، وطلب حضور أطباء متخصصين لتوقيع الكشف الطبى عليه والاطمئنان على صحته.

وقالت المصادر إن بديع لا يكف عن الحديث عن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، والمعاملة الطيبة التى كان يلقاها فى السجن، وكأنه مازال يحكم البلاد، كما يتعجب من استقبال الناس له وتعاطف شريحة منهم معه، كما أبدى بديع تعجبه من إخلاء سبيل مبارك وخروجه من محبسه، وقال لرفاقه "زمان الفلول بتوع الحزب الوطنى بيتشفوا فينا ويقولوا ادينا طلعنا ودخل الإخوان"، كما حذر المرشد القيادات من التحدث فيما بينهم عن الماضى والأخطاء التى اقترفوها أثناء حكمهم للبلاد، والتى أسقطت نظامهم بعد عام واحد من تولى مرسى للحكم، مؤكدا له أنه يؤيد ما قاله مرسى بأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وعليهم ترتيب أوضاعهم القانونية لسرعة الخروج من محبسهم، والتفكير فى الحفاظ على الجماعة التى أنشئت من عشرات السنوات خوفا على حلها، وتفكيكها، حتى لا يضيع الحلم الكبير بتكوين الخلافة الإسلامية، وما يسمى بأستاذية العالم، كما أبدى بديع رغبته فى لقاء الدكتور محمد سليم العوا لترتيب بعض الأمور معه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة