الولايات المتحدة تبحث عن "الشرعية" لأى فعل عسكرى ضد سوريا

الأربعاء، 28 أغسطس 2013 11:54 ص
الولايات المتحدة تبحث عن "الشرعية" لأى فعل عسكرى ضد سوريا بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة
الأمم المتحدة (أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها، ما وراء مجلس الأمن المنقسم، عن إضفاء الشرعية على إجراء عسكرى ضد سوريا، ومحاولة بناء أساس منطقى متماسك لضربة عسكرية والفوز بدعم دولى واسع.

وأوضحت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بأنها تعتقد أن حكومة الرئيس السورى بشار الأسد مسئولة عن الهجوم القاتل بالأسلحة الكيمياوية فى ضاحية الغوطة الدمشقية، وبأن عملا شنيعا كهذا يتطلب ردا دوليا عاجلا، يتطلب أن تقدم الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية دون الحصول على موافقة مجلس الأمن، حيث روسيا والصين استخدمتا حق النقض مرارا لمنع صدور استجابة قوية للصراع السورى الذى مضى عليه عامان ونصف، كما أن ذلك يعنى أن تتصرف الولايات المتحدة قبل أن يقدم فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة، المتواجد حاليا فى سوريا، تقويمه للاستخدام المفترض للأسلحة الكمياوية فى الهجوم على ضاحية الغوطة الشرقية يوم الأربعاء الماضى.

المهمة الماثلة الآن أمام أى تحالف تقوده الولايات المتحدة هى الفوز بدعم المنظمات الدولية الرئيسية خارج الأمم المتحدة.

وقد يكون المسار الوحيد المتوافر هو إقناع حلف الناتو بالمشاركة، أو حتى قيادة أى عمل عسكرى، هذا الأمر ساعد إدارة الرئيس كلينتون على توفير إطار شرعى فى حرب كوسوفو، أواخر تسعينيات القرن الماضى، مع أن مجلس الأمن، مع معارضة قوية من روسيا، لم يصدر حظرا على حملة القصف الجوى ضد بلغراد، وفقا للخبير فى الشئون العسكرية والسياسية فى الشرق الأوسط فى معهد بروكنجز، كين بولاك.

ويقول "بولاك": "من المشهور جدا أن الحرب فى كوسوفو لم تكن شرعية، ومع ذلك، فإننا لم نلحظ الناس يهرعون صارخين بأن حرب كوسوفو غير قانونية، ذلك يعود إلى أن الولايات المتحدة فعلت حسنا فى بناء القضية".

ومن المرجح أن يستدعى أى تحالف بقيادة الولايات المتحدة عقيدة دولية تعرف بـ"مسئولية الحماية" التى تنص على أن المجتمع الدولى من واجبه العمل لمنع جرائم ضد الإنسانية أينما تقع، وفقا للخبير فى الجيش الأمريكى والسياسة الخارجية فى جامعة جورج واشنطن، ستيفن بيدل. يقول "بيدل" إنه بات ينظر إلى هذه العقيدة، وعلى نحو متزايد، أنها تتجاوز الحاجة إلى احترام سيادة البلاد، وأضاف "ثمة وسيلتان طبيعيتان هما الناتو وعقيدة مسئولية الحماية".

يذكر أن الضغط من أجل دعم دولى حصل على دفعة كبيرة يوم أمس الثلاثاء، عندما ظهر أن جامعة الدول العربية تدعم العمل العسكرى فى سوريا، محملة نظام الأسد مسئولية الهجوم بالأسلحة الكيمياوية، ومطالبة مجلس الأمن بالموافقة على اتخاذ إجراءات "رادعة" ضد الذين ارتكبوا "هذه الجريمة البشعة".

ودعوة جامعة الدول العربية جاءت فى اجتماع طارئ، وصدرت عقب محادثات هاتفية متعددة مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظرائه من الوزراء العرب وسواهم، وقالت وزارة الخارجية إن كيرى تحادث مرتين يوم الاثنين مع كل من وزير الخارجية الأردنى والأمين العام لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى محادثات مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا وبريطانيا.

كما تحادث كيرى مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ومنسقة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاترين أشتون، والأمين العام لحلف الناتو الجنرال أندرس فوج راسموسن، وفقا لوزارة الخارجية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة