أكدت الدكتورة مها عماد الدين، مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة، أنه من المتوقع أن تشهد المدارس خلال الفترة المقبلة حالات عنف كثيرة، وذلك بسبب مشاهد العنف التى تعرض لها الأطفال بكثافة طوال الفترة الماضية، والتى شهدت أحداث عنف متعددة.
وأوضحت مها خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته الأمانة العامة للصحة النفسية اليوم الأربعاء، إطﻻق مبادرة واحة لعلاج الأطفال من آثار العنف، أن تفسير ذلك هو أن تعرض الأطفال لمشاهد العنف بشكل كبير يجعلهم يعتقدون أنه أنسب وأسهل طريقة لحل أى مشكلة، بجانب فقدانهم للحساسية تجاه العنف، مما يفقدهم التعاطف مع الضحية، كما أن الأطفال يحبون تقليد ما يشاهدونه.
وأشارت إلى أن التفكير فى إطلاق مبادرة واحة، يرجع لكثرة أحداث العنف التى تعرض لها المجتمع المصرى خلال الفترة المقبلة، والذى من المؤكد أنه أثر سلبا على النسبة الأكبر من الأطفال، وذلك لأن نمو الطفل وتكوين شخصيته بشكل سليم يستدعى شعوره بالأمان داخل المجتمع الذى يعيش فيه، مما يجعل لديه القدرة على استكشاف ما حوله، لكن تعرض الطفل لمشاهد العنف، حتى وإن كان بشكل غير مباشر عن طريق حديث الأهل حول، تلك الأحداث، يتسبب فى العديد من التأثيرات السلبية التى تختلف من طفل لآخر، مؤكدة أن الفكرة الشائعة حول أن عدم تعرض الطفل للعنف بشكل مباشر يقيه من الآثار السلبية، هى فكرة خاطئة تماما، مطالبة بعدم إذاعة مشاهد العنف بكثافة فى الفواصل الإعلانية للقنوات التليفزيونية، كما يحدث حاليا وابتعاد الخطاب الإعلامى عن جو التعصب.
من جانبها أوضح الدكتور ياسر عبد القادر، الأمين العام للصحة النفسية، أن تلك المبادرة حيادية تماما وتهدف لمساعدة الأطفال وأسرهم بعيدا عن أى توجهات سياسية.
كما أكدت الدكتورة إيمان جابر، نائب مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة، للصحة النفسية، أن تطبيق المبادرة سيبدأ بمحافظة القاهرة، وتحديدا بمستشفيات العباسية وحلوان للصحة النفسية بجانب مركز رعاية الأمومة والطفولة بالدراسة، على أن تنتقل لمحافظات الأسكندرية وأسيوط، كذلك إطلاق صفحة خاصة بالمبادرة على موقع الفيسبوك، موضحة وجود عدد من الملاحظات التى قد تشير لإصابة الطفل، بالآثار النفسية للعنف، وحاجته للمساعدة، على رأسها بعض الأعراض الجسمانية مثل الصداع والمغص، وشكواه من مشكلات فى النوم، وقيامه بسلوك عنيف، أو ميله للعزلة والخوف، من أشياء لم يكن يخاف منها مسبقا، والقيام بتصرفات أصغر سنا منه أو أشياء كان توقف عن فعلها مثل التبول الا إرادى.
الصحة النفسية: توقعات بزيادة حوادث العنف بين أطفال المدارس
الأربعاء، 28 أغسطس 2013 02:08 م