إعجابى بأداء السفير نبيل فهمى وزير الخارجية لا يمنعنى من التساؤل حول أسباب تباطؤه بشكل ملف للنظر فى التعامل مع شطحات رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ضد مصر وشخصيات مصرية لها وزنها الدولى والإقليمى، مثل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
فوزارة الخارجية تعاملت مع أردوغان بموقف الدفاع فقط والعمل بمبدأ المعاملة بالمثل دون أن يكون هناك أجراء قوى ترد به مصر على هذا المعتوه المدعو أردوغان، فالخارجية ظلت صامتة على تهجمه المتكرر على المصريين ومطالباته بعودة حليفه وربيبه محمد مرسى للحكم، ولم نر أى تحرك من جانب الخارجية إلا حينما قررت أنقرة استدعاء سفيرها لدى القاهرة، فردت الخارجية باستدعاء سفيرنا لدى تركيا للتشاور، أى أننا كنا سنتقبل المزيد من بذاءات أردوغان ولم نتخذ أى موقف إذا لم يسحب أردوغان سفيره من القاهرة.
حتى حينما تطاول أردوغان على شيخ الأزهر صدر بيان من الخارجية أقل ما يوصف بأنه باهت بلا لون ولا طعم، ولم يرق حتى للغة التى استخدمتها رئاسة الجمهورية فى الرد على هذا المعتوه، فالخارجية تمسكت بلغتها الدبلوماسية فى خطابها مع أردوغان، ولم تطالبه حتى بالاعتذار عما بدر منه من تطاول، فى حين أن الرئاسة على لسان أحمد المسلمانى كانت لديها الجرأة حينما وصفت رئيس وزراء تركيا بالجاهل.
أخشى أن يكون تأخر الخارجية فى اتخاذ موقف واضح وقوى من تركيا أردوغان يعود إلى إعجاب الوزير نبيل فهمى بتجربة أردوغان، ففهمى لم يخف فى مقالاته وآرائه إعجابه بالتجربة التركية، وطرح فى مقاله المنشور يوم الاثنين 5 نوفمبر 2012 تحت عنوان "لكى نستفيد بالفعل من التجربة التركية" مجموعة من الدروس التى يجب الاستفادة منها، وقال "أول درس يجب أن نستفيد به من التجربة التركية هو ضرورة وضع نظام سياسى ودستور مصرى يوفر مساحة متساوية الحقوق للتيار السياسى الإسلامى أو أى تيار سياسى مصرى آخر دون تفرقة أو تمييز"، وأضاف فهمى أيضاً "أيضاً أرى استخلاص نتائج من التجربة التركية بدلاً من محاولة استنساخها، وأؤيد حماية القوات المسلحة للنظام الجمهورى، مع عودة القوات المسلحة لمعسكراتها، فالأساس فى أى نظام ديمقراطى بما فى ذلك ما نبتغيه لمصر هو أن الصوت الحاكم فى تحديد توجه البلاد وقيادته هو صوت الشعب، وأن القوة التى تحسم ذلك هى قوة الصندوق الانتخابى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة