حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من مغبة مهاجمة سوريا، قائلة إن هجوم الغرب على العالم العربى لن يزيل تهديد السلاح الكيماوى، وإنما سيفتح الباب أما التصعيد ورد الفعل العدائى.
وأوضحت – فى تعليق على موقعها الإلكترونى- " كل المؤشرات تقول إنهم سيعيدون الكرة، إن الهجوم المزمع على سوريا، الذى تعد خطته أمريكا وحلفاؤها فى الوقت الراهن سيكون تاسع تدخل عسكرى مباشر يشنه الغرب ضد دولة عربية أو مسلمة فى غضون 15 عاما"، مشيرة إلى السودان وأفغانستان والعراق وليبيا ومالى، بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات الدامية التى نفذتها طائرات بدون طيار فى اليمن والصومال وباكستان.
وأضافت "هاهما قوتا الاستعمار فى الماضى، واللتان قسمتا فيما بينهما منطقة الشرق الأوسط – وبريطانيا وفرنسا- تتأهبان كعادتهما أبدا للمساهمة بنصيب فى عملية التدخل العسكرى، وها هى أمريكا تحشد مزيدا من تحالف الراغبين".
وتابعت "وكما حدث عندما حان دور العراق والسودان، ها هى التقارير الاستخباراتية تشير إلى وجود أسلحة دمار شامل فى قلب المنطقة التى ستتلقى هجمات غربية، وها هى أمريكا وأصدقاؤها تستبق نتائج تقارير مفتشى الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة المحرمة من عدمه.. وها هم أولاء مرة أخرى يخططون لتجاوز مجلس الأمن.. ها هم يحاولون إلباس التدخل العسكرى لباس الإنسانية، بينما يفشلون فى الفوز بتأييد شعوبهم".
وأشارت "الجارديان" إلى أن ذريعة التدخل العسكرى الجديد هى استخدام الكيماوى فى ضاحية "الغوطة" القريبة من دمشق – الجريمة المروعة التى أزهقت أرواح المئات معظمهم من المدنيين، وخلفت عددا أكبر من المصابين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن لم يتم العثور على دليل دامغ يؤكد أى معلومات حتى عن نوع الكيماوى المستخدم، فضلا عن استخدمه، فالقوى الغربية وحلفاؤها بمن فيهم المعارضة السورية يصرون على مسئولية الجيش النظامى السورى، أما الحكومة السورية فى دمشق وداعميها دوليا –روسيا وإيران- فيحملون المعارضة المسئولية.
وأضافت الصحيفة البريطانية "على الرغم من وحشية النظام السورى وامتلاكه مخازن للسلاح الكيماوى، إلا أنه ليس ثمة دافع معقول يمكن الاستناد إليه فى اتهامه باستخدام هذا السلاح، لا سيما وأن قواته تحرز فى الآونة الأخيرة انتصارات متتالية، كما أن المعارضة السورية لا يمكن استبعادها من تهمة استخدام الكيماوى".
الجارديان: مهاجمة سوريا لن تؤدى إلا إلى اتساع دائرة الحرب والقتل
الأربعاء، 28 أغسطس 2013 05:16 ص