أمريكا تستخدم سلاح الإعلام الغربى فى الحرب على النظام السورى.. خبراء: وجود الأسطول الروسى بميناء طرطوس يمنع واشنطن من التحرك والحرب البرية مستحيلة.. وكاطو: ضربات متوقعة ضد إسرائيل عن طريق حزب الله

بدأت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية فى نشر الكثير من التقارير الإعلامية حول الضربة المرتقبة من الولايات المتحدة الأمريكية ضد سوريا، وبث أنباء متواترة حول تحرك طائرات وحاملات عسكرية أمريكية إلى قواعد جوية إنجليزية فى قبرص، التى تبعد عن الساحل السورى نحو 100 ميل تقريبا، وكذلك التحركات الجوية فى عدد من القواعد العسكرية فى اليونان وطلعات جوية مكثفة ناحية المجال الجوى اليونانى، فى اتجاه شرق البحر المتوسط، بما يؤكد وجود حملة إعلامية منظمة لتصدير فكرة توجيه ضربة عسكرية على سوريا وتحطيم قواعدها، فى محاولة لإثارة الفزع على الجانب السورى، وإشعال الحرب النفسية ضد نظام بشار الأسد لدفعه نحو قبول الضغوط الدولية.

من جانبه قال اللواء أركان حرب عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن عملية توجيه ضربة عسكرية أمريكية للأراضى السورية تخضع إلى تقديرات متعددة، أولها ضرورة السؤال حول مدى جاهزية الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه تلك الضربة من عدمه، وكذلك، الأهداف التى سيتم توجيه تلك الضربة إليها، ومدى إمكانية ملائمة المناخ فى منطقة الشرق الأوسط خلال الوقت الراهن يسمح بضربات عسكرية من ذلك النوع أم لا؟ ومدى الخسائر التى قد تلحق بالجانب الأمريكى حال التنفيذ، والأطراف الدولية المحيطة بالموضوع.

وقال كاطو إن الأسطول "الروسى" موجود فى ميناء طرطوس السورى، ولن تجازف أمريكا بتوجيه أى ضربة عسكرية بالصواريخ فى ظل وجوده بالقرب من الميناء السورى، متوقعا أن تكون الضربة الأولى بالصواريخ "توما هوك"، وليس من خلال الطيران، حتى لا تتكبد القوات الأمريكية الكثير من الخسائر، حيث إن الحروب الحديثة تعتمد بشكل أساسى على استخدام الصواريخ الدقيقة والضربات عن بعد، فى بداية الحرب.

ورجح كاطو أن يتم توجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل من خلال حزب الله وإيران، حال تنفيذ أى عمليات إغارة على سوريا، الأمر الذى يهدد أمن إسرائيل بشكل حال الشروع فى تنفيذ تلك الضربة، وقد يؤدى ذلك إلى الكثير من الصراعات والمشكلات فى منطقة الشرق الأاوسط التى باتت بؤرة للصراعات.

وبيّن كاطو أنه حال تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، ستقع تحت الكثير من الضغوط الدولية، ستقود الموضوع فى النهاية إلى مجلس الأمن الذى سيصوت غالبا، بالرفض من جانب روسيا والصين على أى قرار بالعمل العسكرى ضد سوريا، مرجحا أن تكون التقارير الإعلامية التى يتم نشرها عن التحركات الأمريكية مجرد تكهنات وتوقعات وحرب نفسية موجهة ضد النظامين السورى، والروسى.

من جانبه أكد اللوء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى والعسكرى أن الضربة العسكرية التى تلوح بها أمريكا منذ فترة مضت ضد سوريا، تأتى ضمن سلسلة الضغط السياسى والنفسى على نظام الأسد، بحيث يقدم تنازلات، ويستجيب لمطالب الدول الغربية.

وأوضح قنديل أن النظام الروسى لن يتدخل عسكريا حال توجيه ضربة إلى سوريا، ولكنه سيضغط فقط على الصعيد الدولى، لتحسين الموقف مع حليفه الاستراتيجى السورى، مؤكدا أن كل ما يصدر عن سوريا مجرد تصريحات وإدانات من خلال القنوات الدبلوماسية فقط، ولن يتطور أبدا لحرب روسية ضد أمريكا.

وبيّن قنديل أن أمريكا لا تحتاج قواعد عسكرية أجنبية فى دول أوروبا حتى تتمكن من ضرب سوريا، ولكنها يمكن أن تستخدم حاملات الطائرات والأسطول السادس الموجود بالبحر المتوسط، إلى جانب قواعد حلف الشمال الأطلنطى الموجودة فى ألمانيا وفرنسا وأسبانيا وتركيا، بالإضافة إلى القواعد البحرية والجوية الإسرائيلية فى حيفا ويافا وأشدود.

ولفت قنديل إلى أن الحرب البرية داخل الأراضى السورية مستحيلة، وسوف تضع من ينفذها فى مواجهة خسائر غير محدودة، نظرا لطبيعة الأرض السورية، والمناطق الجبلية بالقرب من الساحل السورى على البحر المتوسط، إلى جانب زراعات الزيتون والموالح المنتشرة فى الأراضى السورية، بما قد يحولها إلى حرب عصابات تستمر لفترات طويلة، مستبعدا أن تقوم القوات الأمريكية بأى عمل برى خلال الفترة المقبلة، نظرا لأن العمل البرى فى الأعراف العسكرية، يرتبط باحتلال أرض أو تحريرها.

وأكد قنديل أن مصر لن تتدخل بأى حال فى الصراعات الدائرة فى سوريا خلال الوقت الراهن، لافتا إلى أن الحدود المصرية آمنة، ولا تهددها أى صراعات مسلحة فى المناطق المحيطة، ولكن من الممكن أن تقوم بعض الدول مثل إيران بتوجيه ضربات للسفن الأمريكية فى الخليج العربى.

غبار الحرب يتصاعد فى سوريا.. و"ليبراسيون" الفرنسية تكشف تفاصيل الهجمة الغربية.. منشآت الاتصالات ومدارج الطائرات أولى أهداف الولايات المتحدة بصواريخ تنطلق من السفن الأمريكية فى البحر المتوسط