بعد يوم واحد من رحيلعبد الهادى الوشاحى يتذكر أصدقاؤه وطلابه إنسانا حرا اجتمع فى قلب فنان أصيل أنتج على مدار مشواره الطويل تماثيلا تتحدث وتتحرك بل وحمائم تطير، مطالبين بضرورة توثيق أعماله.
قال الفنان التشكيلى سامى البلشى، إن النحات المصرى الراحل مساء أمس الاثنين عبد الهادى الوشاحى كان من أبرز القامات الفنية فى مجال النحت، معتبرا الوشاحى من الفنانين الذين لم يأخذوا حقهم فى ظل وزارة فاروق حسنى لوزارة الثقافة.
وأضاف البلشى فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" إن الوشاحى كان يتعامل مع القطع النحتية بحميمية شديدة تشعرك وكأنها تحلق فى الفضاء رغم رسوخها، فضلا عما يتميز به من إيقاعات وتناغمات، وهذا التوحد بين التصوير والنحت يؤكد على قدرة مبدعها.
وأشار إلى أنه بالرغم مما تميز به الوشاحى من هدوء، إلا أنه كان يفجر ثوراته وانفعالاته الداخلية فى أعماله الإبداعية التى اتسمت بالطلاقة والحرية والصخب والانطلاق، مضيفا أن ما يميز الوشاحى كان تحليله للواقع برؤية مرتبطة بقدر ما بالتجريد مع تماسها مع السريالية باستحياء.
وطالب البلشى – ردا للجميل - بعد رحيل الوشاحى بعمل ورش نحتية باسمه على غرار ورش التصوير التى ينظمها المركز القومى للفنون، كما طالب بإطلاق اسمه على سمبوزيوم أسوان القادم الذى يتجمع فيه النحاتون من كافة أنحاء مصر لخلق أعمال نحتية ضخمة على صخور أسوان فى احتفالية سنوية حافلة، مؤكدا ضرورة تدريسه كقيمة كبيرة فى مجال النحت لأى صف من صفوف طلبة كلية الفنون الجميلة.
ومن جانبه قال الفنان التشكيلى أحمد اللباد، إنه وبرغم عزوف الوشاحى عن الانتشار الإعلامى، والذى اعتبره يقلل من الفنان ويخسّره على المستوى المتوسط، إلا إن ذلك لم يؤثر على انتشار الفنان وبصمته الدامغة فى الوسط الفنى.
وأضاف فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" إن الوشاحى من الفنانين القلائل الذين لا يختلف مشروعهم الفنى عن أسلوب حياتهم، فالوشاحى الذى كان ينحت من أجل قضية الحرية والتجديد، كان يعيش الحرية والتجدد بكل تفاصيلها ويدعو طلابه داخل قاعة التدريس للتفكير بحرية، وقد كان من الأساتذة الذين يتعاملون مع طلابهم بندية ويتابع أعمالهم وإنتاجهم بمنتهى الدأب.
وطالب اللباد بضرورة توثيق نتاج الوشاحى الفنى ليكون مرجعا لشباب النحاتين ليكون تحت مجهر الدارسين والنقاد والفنانين الطلائع.
فيما قالت الشاعرة والفنانة التشكيلية غادة خليفة، إن الوشاحى لم يكن فقط نحاتا مشهودا له بالريادة فى الساحة الفنية، بل كان على المستوى الإنسانى شخصية رائعة وأستاذا من طراز فريد، فرغم أن الظروف لم تسمح لها بلقائه إلا مرة واحدة إلا أنها اكتشفت أستاذا متواضعا يحتوى طلابه ويشجع مسيرتهم، معتبرة وفاة الوشاحى على المستوى الأكاديمى خسارة كبيرة لكل طلابه، وخسارة للوسط الفنى كافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة