نبيل ناجى يكتب: التعاطف مع الإخوان وخطايا نظام مبارك

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 11:14 م
نبيل ناجى يكتب: التعاطف مع الإخوان وخطايا نظام مبارك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتحمل نظام مبارك الجزء الأعظم من الأسباب التى جعلت الكثيرين يتعاطفون مع (جماعة الإخوان) وفكرهم ونظامهم فيما بعد، فالفساد المنتشر بشكل واسع - والذى طال الجميع - كان هو الوقود الرئيسى لثورة المصريين.

ولكنك تجدهم الآن وقد تجاهلوا كل أخطاء (الإخوان) ولا يخشون إلا عودة (نظام مبارك)، فلو تأملت شخصياتهم وخلفياتهم فستجدهم قد تضرروا بشكل شخصى ومباشر من هذا النظام الأسبق؛ ولذلك اندفعوا فى هذا الاتجاه ... كيف؟

فعن تجربة ومناقشة معهم؛ وجدت منهم من وجد نفسه فى بيئة فقيرة تفتقر للخدمات الصحية والاجتماعية وبالتالى منهكة اقتصاديا مع رؤية أشد سوداوية للمستقبل، ولم يكن هناك من يمد لهم يد العون والحنو إلا (الإخوان).

وهناك من تم تخطيه فى وظيفة رسمية أو درجة علمية بسبب معلوم أو غير معلوم، ووجد إن من سيرجع له حقه هم (الإخوان).

ووجدت منهم من فقد أقرب المقربين له (أبوه أو أمه) بسبب الإهمال الجسيم فى أحد المستشفيات الحكومية، ويرى أن من سيضمن له كرامته المستقبلية هم (الإخوان).

وهناك من تعرض للملاحقة الأمنية بسبب التزامه الدينى واطلاعه على أفكار مجموعة أو جماعة معينة، وكان يرى أن من سيمنحه حريته هم (الإخوان).

وهذه الأمثلة هى أمثلة واضحة لأخطاء نظام مبارك، وقد يكون خطأه الأعظم هو تجريف العقول المصرية الواعدة والتى تنبغ فى الخارج إن هجرت الوطن.

أما (الإخوان)، فقد قدموا لهؤلاء الشخصيات حلول فى صبغة وصيغة دينية، فأصبحت مشبعة لهم نفسيا وروحيا.

ولكن بعد أن وصل الإخوان للحكم، لم نجد إشارة واضحة أو خطة أو مجرد فكرة تبشرنا إن مظاهر الفساد ستختفى والتنمية ستبدأ وحتى (مشروع النهضة) المزعوم كان مجرد دعاية انتخابية خادعة لعقول المصريين ووهمية لم يوجد لها أصل أو فرع، ولكننا بالعكس وجدنا إن الفقير يزداد فقرا، وخيرات مصر ومواردها يتمتع بها الأهل والعشيرة فى (غزة) وليس المصريين، بجانب العمل المكثف على زرع كل عناصر (الإخوان) فى كل حقول الدولة لضمان السيطرة والانتشار؛ وهذا ما تم تسميته بـ (أخونة الدولة)، ووقعوا فى نفس خطأ (مبارك) وهو تجاهل الشعب بأكمله ظنا منهم إنهم مازالوا يسيطرون عليه رغم إنهم لم يقدموا له شيئا (!!!)، بالإضافة لجعل مصر مجرد تابعة سياسيا وفكريا لدول مثل: أمريكا، وتركيا، وقطر، والتضحية بأجزاء من الوطن مثل: حلايب وشلاتين، وسيناء.
وماذا عن باقى الشعب؟ ألم يتجرعوا نصيبهم من كأس السياسات الظالمة فى عصر مبارك؟
فلماذا لم ينحنوا للنظام الجديد أملا فى تعويض سنين مهدرة؟ السبب إنهم لم يأخذوا الموضوع بشكل شخصى.
فشخصنة الأمور (تعمى وتغمى) عين الإنسان وتجعله لا يتعامل مع الشىء إلا من خلال المشكلة الشخصية التى تسيطر على كل كيانه وأفكاره، وتجعله يندفع عاطفيا فى الاتجاه المعاكس لما يكرهه، وللآسف الاندفاع العاطفى بتطرف يصعب التراجع عنه، رغم أن جميع قيادات (الأخوان) الذين كانوا يحركون المتعاطفون معهم قد تراجعوا عن مواقفهم بعد القبض عليهم مثلما كانوا يفعلون دائما بمبرر الخداع السياسى.
إن كان الاندفاع بعنف فى الاتجاه العكسى لما تضررنا منه مقبولا فى وقت ما، ولكن يجب الوقوف والتعقل والتفكير هل هذا الاتجاه هو البديل؟ وإن لم يكن فلماذا الاستمرار فيه ؟؟؟ !!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة