القلب أو الفؤاد، الذى يستقر فى جوف كل إنسان، هو أعجب الأعضاء على الإطلاق، وأكثرها قدرة على العمل المستمر، فهو يبدأ دقاته المنتظمة المتتالية فى حياة الإنسان وهو مازال جنيناً فى بطن أمه، ثم يستمر فى هذا العمل المتواصل الذى لا ينقطع ليلاً أو نهاراً، طالما بقى الإنسان على قيد الحياة، ولا يتوقف عن هذا العمل إلا عند الوفاة، حيث لا يستمر فى إحداث دقاته المشهورة، وهى التى يطلق عليها علماء الحياة اسم ( النبضات ).
والواقع أن تلك الدقات أو النبضات هى المقياس الأساسى، والميزان الحقيقى لتمتع الإنسان بصحة طبيعية، وهى من الأدلة الواضحة التى يستشفها الطبيب المعالج عندما يبدأ فى الكشف على أحد من المرضى، ويكون عدد هذه الدقات حوالى (72) دقة فى الدقيقة الواحدة، وهو ما يعرف عندئذ (بقياس النبض) ويكون هذا العدد عند الأشخاص العاديين، وهو لا يتغير عن ذلك بالزيادة أو النقصان إلا فى بعض الحالات المرضية، أو فى بعض الحالات الاستثنائية التى يتعرض لها الإنسان السليم فى حياته اليومية.
ومثال ذلك ما يحدث عند الجرى أو القفز أو السباحة بسرعة، وأيضاً فى حالات الخوف والفزع التى يتعرض لها الإنسان أحيانا، إذ تنشط (غدة الكظر) فى مثل تلك الحالات، وتكثر من إفراز هرمون (الأدرينالين) ويعمل هذا الهرمون عند وصوله إلى الدم على زيادة ضربات القلب زيادة واضحة عن معدلها الطبيعى.
وتكون تلك الزيادة سبباً فى سرعة الدورة الدموية، وكثيرا ما يعبر القلب بأنه موطن الإحساسات البشرية، كالحب والبغض، والخوف والإقدام، والحقد والتسامح، والقسوة والرحمة، وغير ذلك من العواطف التى نعرفها جميعاً، ومن ذلك على سبيل المثال ما هو واضح فى الآيات الكريمة التالية: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، (إلا من أتى الله بقلب سليم)، ( سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب)، (من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب)، صدق الله العظيم.
فإذا نحينا جانباً تلك الإحساسات العاطفية لوجدنا أن القلب فى (ماديته) إن هو إلا قطعة من (اللحم) فى حجم قبضة اليد.
وهو يستقر فى تجويفنا الصدرى عند الخط المتوسط للجسم مع ميل قليل إلى اليسار، وهو يتركب من نوع خاص من العضلات تختلف تماماً عن كل عضلات الجسم، فالعضلات الجسدية نوعان وهما (العضلات المخططة) (أو الإرادية) و(العضلات الملساء) (أو اللا إرادية)، أما عضلة القلب فهى عضلة فريدة فى نوعها، وتجمع فى صفاتها التشريحية بعضاً، من صفات كل من النوعين المذكورين.
وللقلب فى الإنسان أربع من الحجرات تحرس فتحاتها (صمامات) خاصة، وتسمح تلك الصمامات بمرور الدم فى اتجاه واحد فقط.
ويحتوى القرآن الكريم على عدد كبير من الآيات البينات التى ورد فيها ذكر القلـب.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة