على السمان

عودة الروح للمجلس القومى لحقوق الإنسان

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 05:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغيير قيادات المجلس القومى لحقوق الإنسان كان من بين الخطايا التى ارتكبها محمد مرسى فى حق مصر، حيث إن ذلك المجلس كان قبل ذلك يجمع قيادات عملاقة وعلى رأسها د. بطرس بطرس غالى السكرتير العام السابق للأمم المتحدة مع تجربته الخلاقة كأحد صانعى القرار للدبلوماسية المصرية بجانب شبكة صداقات دولية وظفها فى خدمة مصر، وكان له باع كبير كأستاذ جامعى فى جامعات مصر وفرنسا ولاهاى أيضاً، وألف العشرات من الكتب فى السياسة الدولية ذات القيمة الفكرية والعلمية الرفيعة. إن عودة د. بطرس غالى رئيساً شرفيا للمجلس القومى لحقوق الإنسان هو رد اعتبار لشخصية لها قدرها ومكانتها فى الداخل والخارج.
كما أن وزير الإعلام السابق محمد فائق كان أحد عباقرة السياسة الإفريقية بجانب الرئيس جمال عبدالناصر، ولعب محمد فائق دوراً محورياً فى حركة تحرير إفريقيا وتحول المناضلون من أجل استقلال بلادهم إلى وزراء ورؤساء وظلوا جميعاً يعترفون له بالجميل لدعمه لآمالهم وأحلامهم باسم مصر. ولا أنسى لهذا الرجل أنه أول من أنشأ نظام مراسلى الإذاعة والتليفزيون بالخارج وعيننى ممثلاً لإذاعة وتليفزيون غرب أوروبا، وكان من خيرة وزراء الإعلام الذين تعاملت معهم وتشرفت بالعمل إلى جانبه أعواماً طويلة وقد تميز دائماً بفكره الخلاق ودماثة خلقه. وحينما دخل المجلس القومى لحقوق الإنسان وضع تحت تصرف المجلس تجربته الفنية كأحد مؤسسى المنظمة العربية لحقوق الإنسان وأمينها العام لمدة أعوام وعودته اليوم لمؤسسة حقوق الإنسان القومية والمصرية هو تشريف ودعم لها.
وكان من الحكمة أن يتخذ الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء القرار بعودة معظم عمالقة المجلس القومى لحقوق الإنسان السابقين كالدكتورة درية شرف الدين المعروفة بعلمها ووطنيتها وقدرتها على العمل والإنجاز. أما العزيزة منى ذو الفقار فقد ارتبط اسمها بدعم مستمر للجمعيات الأهلية وقد أضافت إليها مهنة القانون الصراحة والوضوح والمباشرة وقد عادت للمجلس من جديد لتكمل مسيرتها. ومن حقنا أن نسعد أيضاً بعودة نشطاء سياسيين ووطنيين مثل سمير مرقص وجورج إسحاق. وأود أن أشير أيضاً إلى الرجل الذى أعطى من وقته وجهده الكثير لحقوق الإنسان انطلاقاً من علمه وعقيدته وهو حافظ أبوسعدة الذى أعجبت برؤيته المستنيرة خلال اللقاءات التليفزيونية التى جمعتنى به. ويأتى دور رجائى عطية الذى يعطى بعودته للمجلس القومى لحقوق الإنسان خبراته القانونية والعامة وارتباطه بمؤسسة الأزهر. أما دور العزيز محمد عبدالقدوس - الذى لم ينكر ما يربطه بالإخوان المسلمين- ولكن كان دائماً بجانب الحق وقبل كل شىء إنسان، ولذلك نال دائماً أعلى نسبة أصوات انتخابات نقابة الصحفيين لأنه نال دائماً ثقة واحترام جميع الأطراف. بقى الصحفى والوطنى جمال فهمى الذى عرف دائماً بجرأة الكلمة حتى فى المرحلة الصحفية الصعبة التى مررنا بها. وبقية الأسماء التى اختارتها الدولة لتنضم إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان هى اختيارات صائبة ومشرفة. إن عودة هذه القمم لهذا البيت العريق يمثل عودة الروح إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان بعد مرحلة من الخلل والاختيارات التى بنيت على إعطاء الأولوية لنظام القبيلة والأهل والعشيرة، واختيار المستشار الغريانى للجنة الدستورية كأهل ثقة وليس أهل كفاءة قبل احتلاله مقعد رئاسة المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى كان بمثابة «خصخصة لحقوق الإنسان» لصالح جماعة بعينها قبل الوطن وقبل الإنسان. وعودة الروح هنا أيضاً ستعنى أن أعضاء هذه المؤسسة سيبنون تقاريرهم على أسس موضوعية دون انحياز أو «هوى».





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أشرف المجنون

جميل ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

شـعاع

لأ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة