خسائر المؤسسات والوزارات بسبب الحرائق بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.. مصادر: تجاوزت النصف مليار.. وتؤكد: وصلت فى "المالية" و"الجيزة" لمائة وخمسين مليون جنيه.. حرق 5 سيارات إطفاء تكلفتهم 5 ملايين جنيه

رغم نجاح قوات الجيش والشرطة فى إفشال مخطط الإخوان فى حرق القاهرة والمؤسسات الكبرى بعد فض اعتصام ميدانى رابعة والنهضة، حيث أفادت مصادر أن الإخوان لم يتمكنوا من تنفيذ 10 % من مخططهم، إلا أن الخسائر الناتجة عن حرائق أشعلها الإخوان فى مبانى وزارة المالية ومحافظة الجيزة ومبنى المقاولون العرب، فضلا عن بعض أقسام الشرطة، وغيرها من المؤسسات التابعة للقطاع الخاص، تجاوزت أكثر من نصف مليار حسب التقديرات الأولية من قبل بعض الخبراء والمصادر داخل هذه الأجهزة.

من جانبها، أفادت مصادر داخل وزارة المالية أن الخسائر المبدئية لحريق المبنى تجاوز الـ100 مليون جنيه، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المبلغ ليصل المائة والخمسين، لافتة إلى أن مبلغ التكلفة المالية المطلوبة لترميمه وإصلاحه فقط يتجاوز المائتى مليون.

كان الإخوان أشعلوا النار فى مبنى وزارة المالية بعد رشقه بالمولوتوف، واستمر الحريق لمدة يومين حتى استطاع رجال الأمن السيطرة عليه، واستغرقوا يوما كاملا، من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة الخامسة من مساء اليوم التالى لإخماد النيران.

كانت البداية بتلقى اللواء جمال حلاوة، نائب مدير الحماية المدنية، بلاغا بنشوب حريق فى مبنى وزارة المالية، وعلى الفور انتقلت 4 سيارات إطفاء وسيطرت على الحريق، وتبين تعرض المبانى ببرجى 1 و2 لحريق مدمر استمر قرابة 20 ساعة متواصلة، كما تعرض الجراج لحرق كامل نتيجة قيام المقتحمين بحرق 80 سيارة تابعة للوزارة، وهو ما عرض أساس المبانى للخطر ولخسارة تجاوزت ‏100‏ مليون جنيه.

وفيما يتعلق بخسائر مبنى الجيزة، فقد أكد الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، أن التقدير المبدئى للخسائر جراء الحريق الذى شب بديوان عام المحافظة بلغ 54 مليون جنيه، مشيراً إلى أنه تم إعداد تقرير بالتلفيات التى شملت أجهزة كمبيوتر وأثاثات ومعدات وحوائط وأجهزة تكييف وأجهزة كهربائية وسيارات تم احتراقها بالكامل، وتم إرسال التقرير إلى وزارة التنمية المحلية، موضحا أن الخسائر النهائية لميادين النهضة وجامعة القاهرة ومصطفى محمود وحديقة الأورمان وسور جامعة القاهرة لم ينته حصرها بعد، لافتا إلى تكليف شركة المقاولين العرب بإصلاح وصيانة سور جامعة القاهرة بتكلفة نصف مليون جنيه.

كان الإخوان أضرموا النيران فى مبنى محافظة الجيزة أثناء تنظيمهم مسيرة بشارع الهرم، وألقوا زجاجات المولوتوف، وتمكنت قوات الدفاع المدنى برئاسة اللواء جمال عبد المنعم مدير الحماية المدنية بالجيزة، والعميد هشام يوسف نائب مدير الحماية، من السيطرة على الحريق الذى تعرض له المبنى، بعدما تم الدفع بـ 12 سيارة إطفاء، وتم إخماد النيران التى نشبت فى المبنى الرئيسى المكون من أربعة طوابق، بالإضافة إلى اندلاع النيران فى المبنى الإدارى المجاور له وأتت النيران على جميع محتوياته.

وأخلت قوات الدفاع المدنى المبنى من أجهزة الكمبيوتر والأوراق المتبقية بداخله بعد تدمير جراج المحافظة بالكامل، وتفحم أكثر من 10 سيارات تابعة للمحافظة، منها سيارتان للإطفاء، وتم تقدير الخسائر التى نجمت عن الحريق بـ 53 مليون جنيه.

كما عاود الإخوان أعمالهم التخريبية وألقوا المولوتوف داخل مبنى الإدارة المالية للفرع الرئيسى لشركة المقاولون العرب، وهو الأمر الذى أدى إلى اشتعال النيران فى الطابق السادس والسابع والثامن من المبنى المجاور لقسم شرطة الأزبكية بمحيط شارع رمسيس، وأتت النيران على جميع محتوياتهم من أوراق ومستندات خاصة بالشركة، كما امتدت النيران إلى داخل مبنى بنك الدم المجاور له.

وبعد 5 ساعات من المعاناة فى عمليات الإطفاء سيطرت قوات الحماية المدنية بالقاهرة على الحريق، بعدما أتت النيران على جميع محتوياتهم جراء الاشتباكات الدائرة بين أنصار الإخوان وقوات الأمن.

وكانت البداية بتلقى اللواء ممدوح عبد القادر، مدير الحماية المدنية بالقاهرة، بلاغا من الجهات المعنية بنشوب حريق فى مبنى المقاولون العرب وسط القاهرة، وعلى الفور انتقلت قوة إلى مكان الحريق وتم الدفع بـ6 سيارات إطفاء، فى بداية الأمر، وسلم استراتيجى وخزان مياه، وفى المرة الثانية تم الدفع بـ3 سيارات أخرى ليرتفع عدد السيارات إلى 9 فى محاولة للسيطرة على الحريق.

وأشعل أنصار الإخوان النيران فى إحدى سيارات الدفاع المدنى أثناء محاولتها إطفاء الحريق الذى شب فى مبنى المقاولون العرب، وكسروا السلم الإستراتيجى وأحرقوا خزان المياه بعدما ألقى عليها أعضاء الجماعة زجاجات المولوتوف، وهو ما أعاق رجال الإطفاء عن تأدية عملهم.

كما أصيب اللواء جمال حلاوة نائب مدير الحماية المدنية، وأحد أفراد رجال الإطفاء نتيجة تعرضهم لإطلاق نيران كثيف خلال قيامهم بعمليات الإطفاء، وهو الأمر الذى أدى إلى إعاقة رجال الإطفاء عن تأدية عملهم خشية إصابة أى منهم خلال الاشتباكات التى دارت بين قوات الأمن والإخوان بمحيط المبنى.

وامتدت النيران إلى إحدى العمارات المجاورة التى يوجد بها بنك الدم التابع لمستشفى دار الهلال بميدان رمسيس، جراء إلقاء الإخوان المولوتوف على المبنى، والذى تردد أنه يتبع شركة المقاولون العرب أثناء اقتحامهم ميدان رمسيس، وأشعلوا النيران فى أحد طوابق قسم الأزبكية قبل أن تتمكن القوات من السيطرة عليه، ولم يتم تحديد الخسائر المالية الناجمة عن الحريق حتى الآن.

كما تمكنت قوات الحماية المدنية بالجيزة من السيطرة على حريق هائل شب فى الطابق الثالث من كلية الهندسة جامعة القاهرة على مساحة 300 متر، وأتت النيران على كل محتوياته دون وقوع خسائر بشرية.

البداية كانت بتلقى غرفة النجدة بالجيزة بلاغا من الجهات المعنية بنشوب حريق داخل جامعة القاهرة، وعلى الفور انتقلت 7 سيارات إطفاء برئاسة الرائد أحمد صقر، وتمكنت من السيطرة عليه بعد 6 ساعات من عمليات الإطفاء، قبل امتداد النيران إلى باقى الأدوار، بعدما أن أتت النيران على جميع محتويات الطابق من أجهزة كمبيوتر وغرف للتدريس، وفى انتظار تقرير المعمل الجنائى لتحديد الخسائر الناجمة عن الحريق.

وأشعلوا النيران فى فيلا الكاتب محمد حسنين هيكل بمنطقة برقاش بمحافظة الجيزة، بسبب عدائه للجماعة ومهاجمته المستمرة لهم فى مقالاته و مؤلفاته، كما أشعلوا النيران فى سيارة أمن مركزى بشارع البطل أحمد عبد العزيز، وامتدت النيران إلى عدد من الأشجار وتسببت فى تحطيم ممتلكات خاصة بجامعة الدول العربية.

كما سيطر رجال الحماية المدنية بالقاهرة على حريق اندلع فى محلات طيبة مول بمدينة نصر، وعدد كبير من المحلات والسيارات بعدما أضرمت فيها النيران من قبل أنصار جماعة الإخوان والذين استولوا أيضا على سيارة إطفاء أثناء مرورها بأحد الشوارع المحيطة بميدان رابعة، ولكن سرعان ما استرجعتها قوات الأمن المتواجدة بمحيط المنطقة، ولم تتوقف أحداث العنف عند هذا الحد، بل امتدت إلى حرق قسم شرطة الوراق، وحرق قسم شرطة كرداسة والتمثيل بجثث الضباط، واقتحام قسم حلوان بالرصاص والخرطوش.

وأكد مصدر مسئول فى الحماية المدنية بالقاهرة أن حصيلة السيارات التى أضرمت فيها النيران منذ فض اعتصامى النهضة ورابعة بلغت 5 سيارات إطفاء بمحافظتى الجيزة والقاهرة، أثناء محاولة رجال الإطفاء السيطرة على الحرائق التى اندلعت فى مبنى الجيزة ومبنى المقاولون العرب، مضيفا أن السيارة الواحدة تبلغ تكلفتها المالية مليون جنيه.