بعد وصول طائرات حربية بريطانية لقبرص واستعداد المدمرات الأمريكية لضرب سوريا.. خبراء الضربة المحتملة تستهدف مواقع إستراتيجية لإضعاف النظام.. والمعلم: لدينا وسائل ندافع بها عن أنفسنا سنفاجئ بها العالم

فى الوقت الذى تتصارع فيه الأحداث بشأن احتمالات توجيه ضربة عسكرية غربية إلى سوريا خلال ساعات ردا على اتهامها باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين فى ريف دمشق، الأربعاء الماضى، تتصاعد اللهجة الأمريكية والبريطانية خاصة بعد إعلان الحكومة البريطانية اليوم، الثلاثاء، بإعداد خططا لعملية عسكرية محتملة فى سوريا، وصلت طائرات وحاملات عسكرية إلى قاعدة "اكروتيرى" الجوية البريطانية فى قبرص، التى تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السورى، وهو ما يزيد من احتمالية توجيه هجوم عسكرى ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد من الأراضى القبرصية.

واستعداد 4 مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية لتنفيذ أى أوامر بالضرب خلال ساعات، كل هذا يأتى ذلك بالتزامن مع وصول بعثة الأمم المتحدة إلى سوريا الاثنين، الماضى لزيارة مواقع القصف الكيميائى فى منطقة الغوطة القريبة من دمشق وانتظار العالم بقلق بالغ تقرير تلك البعثة وهو ما يحدد مصير سوريا الأسد.

يأتى هذا التصاعد بينما يحذرا الحليفتان الروسية والإيرانية من مغبة هذا الهجوم العسكرى، حيث حذرت إيران بشدة على لسان المتحدث باسم الخارجية عباس عراقجى، من القيام بأى عمليات عسكرية فى سوريا، وقالت إنه سيكون له عواقب خطيرة فى المنطقة ولن ينحصر فى سوريا فقط بل سيشمل المنطقة بأكملها.

فيما قال وزير الخارجية السورى وليد المعلم اليوم الثلاثاء فى مؤتمر صحفى أن من الوهم تصور أن أى ضربة أجنبية لسوريا يمكن أن تحدث توازنا للقوى فى الصراع بين قوات الرئيس السورى بشار الأسد ومقاتلى المعارضة، لافتا إلى أن مثل هذا التصور لن يمكن تحقيقه على الإطلاق.

وأشار المعلم إلى أن "لدينا وسائل ندافع ها عن أنفسنا سنفاجئ بها العالم"، مؤكدا أن سوريا "ستمضى فى حملتها العسكرية رغم احتمال شن ضربات أجنبية على أراضيها".

وذكر أن أى ضربة ستخدم مصالح جماعات لها صلات بتنظيم القاعدة. وقال المعلم أن الجهود العسكرية للحكومة السورية لن تتوقف حول دمشق، وأضاف "إذا كانوا يعتقدون أن هذه الضربة العسكرية سوف تؤثر على الجهد العسكرى الجارى حاليا فى الغوطة أؤكد لكم أنها لن تؤثر إطلاقا.. الجهد العسكرى لن يتوقف".

فى الوقت الذى استبعد فيه عدد من الخبراء الإستراتيجيين والعسكريين تكرار سيناريو العراق، ويرون أن ما هو محتمل حدوثه أن يتم توجيه ضربة تستهدف مواقع إستراتيجية سورية تضعف النظام السورى لكن لا تقضى عليه، حسبما قال وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير الإستراتيجى "لليوم السابع".

وقال مسلم ربما تستخدم الأراضى التركية خاصة وأن بها قاعدة جوية "قاعدة إنجرليك" وترأس الحملة ضد سوريا. وحول موقف روسيا وإيران لا يستبعد أن يكون ردا عنيفا ومن الممكن أن يتطور إلى صراع دولى لكن التوقعات غير واضحة.

واعتبر اللواء مجاهد الزيات الخبير الاستراتيجى أن ترتيب لضرب سوريا ممارسة ضغوط عسكرية على النظام السورى والحديث عن ضرب عسكرى هو نوع من الضغوط.

وقال اللواء سامح سيف اليزل الخبيير الأمنى والإستراتيجى، أن يجب أن يكون هناك شرعية من أجل توجيه ضربة كهذه، ورأى أن فى هذه الحالة ستكون بشكل أساسى ضد القواعد الجوية والمطارات العسكرية والقوات الجوية السورية، واستبعد سيف اليزل أن يتم استخدام قوات أرضية أمريكية لعدم الدخول فى مستنقع الحرب الأهلية.