كان الموسم الدرامى الرمضانى المنقضى بمثابة موسم تصحيح المسار، ليعود النص الجيد والإدارة القوية للفنانين والصورة والأداء الإخراجى، هو المتصدر للمشهد الدرامى وهو البطل، وليس اسم النجم الذى اعتمد عليه صناع الدراما من منتجين ومخرجين على مدار سنوات طويلة، حيث كان هذا الموسم الدرامى بمثابة المفاجأة للجميع لينجح نجوم شباب يقدمون أولى بطولاتهم فى الدراما الرمضانية أمثال نيللى كريم وهانى سلامة، وتتراجع أسهم نجوم كبار بحجم نور الشريف ويسرا وليلى علوى وإلهام شاهين، وتنجح البطولات الجماعية بشكل لافت للنظر أمثال مسلسلات "موجة حارة"، لإياد نصار ورانيا يوسف ومعالى زايد، و"بدون ذكر أسماء"، لروبى وأحمد الفيشاوى وحورية فرغلى،و"نيران صديقة" لمنة شلبى وكندة علوش وعمرو يوسف، وتسقط بطولات النجم الأوحد، "اليوم السابع" التقت عددا كبيرا من النقاد لتعرف آراءهم فى الأعمال البارزة لهذا العام وكذلك التى أخفقت وجاءت على عكس المتوقع.
الناقدة ماجدة موريس قالت إن المنافسة هذا العام كانت قوية للغاية، حيث تواجد ما يقرب من 10 أعمال كانت على قدر كبير من القوة من حيث القصة وأداء الممثلين، منهم "العراف" و"موجة حارة" و"ذات" و"الداعية" و"تحت الأرض" و"حكاية حياة" و"فرعون" و"أهل الهوى" و"ربيع الغضب"، مشيرة إلى أن هناك العديد من الفنانين الذين شاركوا فى هذه الأعمال أثبتوا تميزهم بشكل كبير منهم عادل إمام ونيللى كريم وغادة عبد الرازق ومعالى زايد وإياد نصار ورانيا يوسف وخالد صالح وأحمد الفيشاوى وباسم سمرة وسيد رجب، وأوضحت موريس أن مسلسل "الداعية"، من الأعمال التى يحسب لها تلامسها مع هذه الأيام ومناقشتها لقضايا الوقت الحالى، من خلال الداعية المتأسلم الذى يحلل طبقا لأهوائه الخاصة ويحرم مايريد.
وأضافت موريس أن هناك العديد من الأعمال الجيدة مثل "ربيع الغضب"، حرمت من المشاهدة بسبب التسويق السيئ، حيث لفتت إلى أن العمل تطرق لعدد من القضايا الهامة والتى تعايشها المجتمع المصرى بشكل حقيقى ولكن أغفل عنها المشاهد، وفى المقابل قالت موريس أن هناك العديد من الأعمال السيئة تم مشاهدتها رغم رداءتها بسبب التسويق الجيد لها، وانتقدت الناقدة مسلسلات "خلف الله" للنجم نور الشريف، حيث أوضحت أن مخرج العمل حسنى صالح لم ينجح فى تقديم أى جديد مع الشريف، بل قدم له عملا تقليديا أضر النجم الكبير، ولفتت موريس إلى أن هناك العديد من الأعمال التى تعتمد على الألغاز وذهبت لتقليد الأعمال الأمريكية، مثل "نيران صديقة" و"اسم مؤقت"، ولذلك ابتعدت عنها لأنها تريد أعمالا يسهل فهمها وبلا تعقيدات.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للناقدة ماجدة خير الله، حيث أشادت بمسلسلات "موجة حارة" و"بدون ذكر أسماء" و"ذات" و"الداعية" و"نيران صديقة" و"تحت الأرض"، مشيرة إلى أن هذه الأعمال نجحت فى خطف أنظار الجمهور والالتفات لمتابعتها منذ الحلقات الأولى، مشيرة إلى أن جميع الأعمال الرمضانية هذا العام والتى صنعت خصيصا من أجل نجم بعينه فشلت فشلا ذريعا، وعلى رأسها مسلسل "مزاج الخير"، والذى تم صناعته خصيصا من أجل شعبان وكتب تحت إشرافه، وكذلك مسلسلات النجوم الكبار أمثال يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين، لافتة إلى أن فكرة قدوم الجمهور على نجم بعينه حتى فى حالة إقباله على عملا سيئا أصبحت تتآكل ولم يعد لها أى وجود، مشيرة إلى أن هذا حدث بالفعل أيضا بعد سقوط الجزء الثالث من مسلسل "الكبير أوى"، والذى كتب خصيصا لمكى، مؤكدة أن هذا العمل استنفذ طاقة الجمهور ولم يعد فيه إبداعا جديدا، وهو ما ساعد على ظهور مسلسل كوميدى جديد وهو "الرجل العناب"، والذى اعتمد على أكثر من بطل هم أحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو وصلاح عبد الله، وقالت خير الله أن السيناريو الجيد والمخرج القوى القادر على إدارة الممثلين بشكل قوى كانا البطل هذا العام، وهذا ما رأيناه فى أكثر من عمل، موضحة أن مسلسلات البطولة الجماعية كان لها نصيب الأسد فى النجاح هذا الموسم منها مسلسلات "موجة حارة" و"نيران صديقة" و"بدون ذكر أسماء"، بالإضافة إلى مسلسل "تحت الأرض"، والذى لم يعتمد صناعه على أمير كرارة فحسب، بل كانت هناك العديد من الأدوار الجادة والهامة المتنوعة من الممثلين والممثلات بجانب كرارة.
وأضافت خير الله أن مسلسل "أهل الهوى" من أكثر المسلسلات التى استفزتها هذا العام، والذى عانى فقرا فى كل شىء، على الرغم من وصول ميزانيته إلى 22مليون جنيه، حيث ظهر ضعف ديكوراته وضعف مخرجه عمر عبد العزيز الذى لم ينجح فى اختيار الشخصيات المناسبة للأبطال، حيث رشح فاروق الفيشاوى الذى يقترب عمره من الـ70، ليلعب دور بيرم التونسى فى فترة كان يبلغ فيها 26 عاما، وهو نفس الوضع للراحل سيد درويش، والذى أتى بحفيده إيمان البحر درويش، والذى يصل سنه إلى 60 عاما، ليجسد دور جده سيد درويش فى الوقت الذى كان يبلغ فيه18 عاما.
أما الناقد مجدى الطيب فيرى أن هناك طفرة فنية متميزة على مستوى الدراما المصرية بشكل عام، بعد فترة طويلة من الإهانة ساعدت على نجاح الدراما التركية والإيرانية واحتلالها للفضائيات المصرية والعربية، أدت إلى ذهاب المشاهدين من مصر ومختلف الدول العربية لها، وقال الطيب أن الطفرة التى جاءت للدراما المصرية هذا العام متمثلة فى التقنية التى اُستخدمت على مستوى الصورة والديكورات والكاميرات الحديثة المستخدمة فى التصوير، فضلا عن باقى العناصر الفنية من ممثلين وإخراج، لافتا إلى أنه خلال الأعوام والمواسم الرمضانية السابقة كان يستطيع فى وقت قصير أن يحدد المسلسل الأفضل، أما خلال العام الحالى فإختلفت الرؤية تماما وأصبح هناك حيرة شديدة فى اختيار المسلسل الأفضل، حيث أصبح هناك أكثر من 10مسلسلات فى المقدمة مثل "موجة حارة"و"بدون ذكر أسماء"و"نيران صديقة" و"وذات" و"آسيا" و"حكاية حياة"، بالإضافة إلى مسلسل "اسم مؤقت"، والذى تفوق على مستوى الصورة والإخراج، وقال الطيب أن هناك أكثر من عمل لازمه الفشل، نظرا للأسلوب التقليدى والضعيف فى تناوله الموضوع الذى يقدمه العمل مثل "طيرى ياطيارة"، من بطولة بوسي، و"كان ياما كان"، من بطولة كمال أبورية ونيرمين الفقى، و"أهل الهوى"، لفاروق الفيشاوى وإيمان البحر درويش، واللذين جاء اختيارهما خاطئا بشكل لافت للنظر لتجسيد أدوار بيرم التونسى وسيد درويش، فضلا عن مسلسلات "الزوجة الثانية" و"مزاج الخير".
ومنح الطيب جائزة أفضل فنانين هذا العام عن الموسم الدرامى المنقضى، لنيللى كريم عن دورها فى "ذات"، وإياد نصار عن "موجة حارة"، بالإضافة إلى منة شلبى ورانيا يوسف وكندة علوش وصبرى فواز وعمرو يوسف عن مسلسل "نيران صديقة"، بالإضافة إلى مؤلفه محمد أمين راضى كأفضل سيناريست، ومخرجه خالد مرعى كأفضل إخراج.
وأكد الناقد طارق الشناوى أن المنافسة الدرامية هذا العام كانت مختلفة عن الأعوام السابقة، حيث شهدت هبوط نجوم كبار أمثال نور الشريف ويسرا وليلى علوى وإلهام شاهين وفاروق الفيشاوى ومحمود حميدة، لافتا إلى أن عودة حميدة والفيشاوى كانت سيئة للغاية، وكانت بمثابة النكسة، ومنح الشناوى جائزة أفضل مسلسل لـ"ذات"، بقيادة كاملة أبوذكرى ونيللى كريم، مشيدا بالحالة الإبداعية العامة للمسلسل، وخاصة قيادة الممثلين من قبل أبوذكرى، فضلا عن رسم الإضاءة والديكور والموسيقى، كما أشاد الشناوى بمسلسلات "موجة حارة" للمخرج محمد ياسين و"نيران صديقة" للمخرج خالد مرعى و"بدون ذكر أسماء" للمخرج تامر محسن و"أسيا" للمخرج محمد بكير، و"فرعون" للمخرج محمد على.
ومنح الشناوى جائزة أفضل سيناريو لمريم ناعوم عن مسلسلى "ذات"و"موجة حارة"، وجائزة أفضل ممثلة لنيللى كريم، وجائزة أفضل ممثل منحها الشناوى لإياد نصارعن دوره بـ"موجة حارة"،وباسم سمرة عن دوره بمسلسل "ذات"، وأفضل أغنية تتر لمسلسل "الداعية"، للمطربة أمال ماهر من ألحان عمر خيرت وأشعار مدحت العدل، وأفضل تصوير أحمد يوسف عن مسلسل "نيران صديقة"، وأفضل ديكور محمد أمين عن نفس المسلسل، وأفضل ممثلة دور ثان انتصار عن دورها بمسلسل "ذات"، وعايدة عبد العزيز عن مسلسل "موجة حارة"، كما منح الشناوى جائزة أفضل ممثل دور ثان لكل من محمد فراج عن مسلسل "بدون ذكر أسماء"، وأحمد راتب عن مسلسل "الداعية"، وسيد رجب عن"موجة حارة"، وأفضل وجه جديد لسهر الصايغ عن "بدون ذكر أسماء".
وقال الشناوى، إن من أسوأ مسلسلات هذا العام هو "الزوجة الثانية"، وأسوأ مخرج هو خالد الحجر، وأسوأ ممثلة دور أول علا غانم عن "الزوجة الثانية"، كما أنها أسوأ ممثلة دور ثان عن مسلسل "مزاج الخير"، وأسوأ ممثل دور أول كل من فاروق الفيشاوى عن مسلسل "أهل الهوى" و عمرو عبد الجليل عن مسلسل "الزوجة الثانية"، وأسوأ ممثل دور ثان أحمد فلوكس عن "العراف"، وأسوأ كاتب سيناريو ياسين الضو وأحمد صبحى عن "الزوجة الثانية".
ويرى الناقد رامى عبد الرازق أن أكثر مما يميز دراما رمضان الحالى، تصدر النص الجيد للمشهد الدرامى بصرف النظر عن حجم النجم الذى يقدمه وبصرف النظر عن شعبيته مع الجمهور ليكون الموضوع هو البطل وليس النجم الأوحد، مشيرا إلى أن هذا الموسم كان بمثابة تصحيح المسار، فسقطت النجمات والنجوم الذين اعتمدوا على أسمائهم فقط دون أن يقدموا جديدا، أمثال يسرا وإلهام شاهين وأحمد مكى، مشيرا إلى أن مسلسل "فرح ليلى"، للنجمة ليلى علوى، كان من أكثر المسلسلات سوءا وضعفا، خاصة أنه جاء بعد عدة نجاحات لعلوى فى الفترة الأخيرة منها مسلسل "حكايات بنعيشها"،بأجزائه الأربعة والتى وصلت كل قصة فيها إلى 15 حلقة فقط، فضلا عن دورها المميز فى مسلسل "نابليون والمحروسة"، حيث عاب الناقد الشاب على "فرح ليلى"، بما فيه من جميع العناصر القائمة عليه من ممثلين وإخراج وتأليف، وهو نفس الوضع بالنسبة لمنى زكى التى كانت عودتها سيئة للغاية من خلال مسلسل "أسيا"، عن قصة ضعيفة لعباس أبو الحسن، وهو نفس الحال لمسلسل "خلف الله"، للمخرج حسنى صالح، الذى لم يعتمد سوى على نجاحه فى تقديم أعمال صعيدية سابقة وفشل فى تقديم شيئا جديدا هذا العام، كما عاب عبد الرازق على سيناريو وحوار مسلسل "الداعية"، للكاتب مدحت العدل، والذى قال عنه رامى أن الحوار جاءا مباشرا وضعيفا فى التناول، على عكس هانى سلامة الذى قدم أولى تجاربه فى الدراما التليفزيونية بشكل أكثر من جيد، خاصة أنه تعود منذ بداية دخوله الوسط الفنى على العمل السينمائى ليفاجئ الجمهور فى أولى تجاربه فى الدراما التليفزيونية.
وأشاد عبد الرازق بالعديد من الأعمال مثل "ذات"، لنيللى كريم، و"بدون ذكر أسماء"، لوحيد حامد، و"موجة حارة"، لمحمد ياسين، و"نيران صديقة"، لمنة شلبى ورانيا يوسف و"القاصرات" لصلاح السعدنى، والمخرج مجدى أبو عميرة، مشيرا إلى أن جميع الفنانين والمخرجين القائمين على هذه الأعمال نجحوا فى تقديم دراما جيدة، حيث ساعدوا الدراما المصرية على النهوض وجعلها تستطيع أن تفعل مالم تفعله السينما خلال السنوات الأخيرة من التقدم والإزدهار، فضلا عن تناول صناع الدراما لهذا العام للعديد من الروايات مثل مسلسل "موجة حارة"، والمأخوذ عن رواية منخفض الهند الموسمى للراحل أسامة أنور عكاشة، و"ذات" عن رواية صنع الله إبراهيم تحمل نفس الإسم، مشيرا إلى أننا نبحث منذ فترة عن عملا سينمائيا يقدم عن رواية، ولكن صناع السينما يتخوفون من هذا، ويقبلون على قصص تقليدية.
وقال عبد الرازق أن باسم سمرة كان من أكثر الفنانين تميزا هذا العام، حيث قدم 3مسلسلات هي"ذات"، و"الوالدة باشا" و"آسيا"، وعلى الرغم من هذا قدم شيئا مختلفا فى كل شخصية من الشخصيات الثلاثة، واستطاع أن ينغمس فى كل من هذه الشخصيات بحرفية عالية، وهو نفس الوضع بالنسبة لرانيا يوسف وسيد رجب، وأضاف عبد الرازق أن من أسوأ مسلسلات هذا العام مسلسلات "مزاج الخير"، لمصطفى شعبان، للكاتب أحمد عبد الفتاح، والمخرج مجدى الهوارى، و"الزوجة الثانية"، لعمرو عبد الجليل وآيتن عامر، منددا بأداء علا غانم والذى جاء مفتعل بجميع الأعمال التى شاركت فيها.
النقاد: "موجة حارة" و"ذات" و"العراف" و"حكاية حياة" و"نيران صديقة" و"بدون ذكر أسماء" و"القاصرات" الأفضل فى رمضان.. والأسوأ "مزاج الخير" و"الزوجة الثانية" و"خلف الله"و"آسيا" ومسلسلات قطاع الإنتاج
الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 03:39 م
أبطال مسلسل حكاية حياة