السلطات السورية تحذر أمريكا من أى إجراء عسكرى ضد سوريا..وإيران تقول لواشنطن: لا تتجاوزى"الخط الأحمر"..وبعثة الأمم المتحدة تصل دمشق لزيارة مواقع القصف الكيماوى فى الغوطة ولكن"دون تفتيش"

حالة من الثقة بالنفس تسيطر على الرئيس السورى بشار الأسد فى تعامله مع إدارة الأزمة السورية، التى تدخل عامها الثالث قريبا، وقد تجلت ثقة بشار بنفسه ونظامه فى تصريحاته التحذيرية الأخيرة التى وجهها للدول الغربية، خاصة أمريكا وبريطانيا بعد أن ترددت أنباء عن اعتزام الدولتين قيادة تحالف من عدة دول عربية وغربية للتحضير إلى تدخل عسكرى فى سوريا بعد أن دخلت الأزمة منعطفا شديد الخطورة يستخدم فيه السلاح الكيماوى لقتل المدنيين العزل.

فقد حذرت السلطات السورية الولايات المتحدة من اتخاذ أى إجراء عسكرى ضد سوريا قائلة: "إن ذلك سيوجد كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته"، وقال عمران الزعبى، وزير الإعلام السورى، متهكما على أمريكا: "إن أى إجراء عسكرى تقوده الولايات المتحدة "ليس نزهة".

وقد استخدم النظام السورى هذا الأسلوب فى الحديث مع أمريكا بعد تلميح عضوين بارزين فى الكونجرس الأمريكى منذ وقت قريب عن إمكانية التدخل العسكرى الغربى فى سوريا إذا ثبتت مسئولية النظام السورى عن الهجوم الكيمائى فى ضواحى دمشق الذى راح ضحيته 350 قتيلا ومئات المصابين، خاصة وأن الإدارة الأمريكية تكاد تجزم الآن بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية ضد مدنيين الأسبوع الماضى.

يأتى ذلك بالتزامن مع وصول بعثة الأمم المتحدة إلى سوريا اليوم، الاثنين، لزيارة مواقع القصف الكيميائى الذى وقع فى منطقة الغوطة القريبة من دمشق الأسبوع الماضى، وراح ضحيته مئات القتلى، وذلك بعد أن توصلت إلى اتفاق بهذا الشأن مع الحكومة السورية.

وقال السيناتور الأمريكى بوب كوركر، العضو الجمهورى فى لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس "أعتقد أننا سنرد عبر عملية جراحية وكلى أمل أن يطلب الرئيس، بمجرد عودتنا إلى واشنطن، من الكونجرس أن يجيز له القيام بعمل بكيفية جراحية وملائمة جدا".

وأضاف "عمل يثير انتباههم ويدفعهم إلى فهم أننا لن نجعل مثل هذا النوع من النشاط يمر هكذا".

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، قال عمران الزعبى وزير الإعلام: "إن دمشق ستتعاون بشكل كبير وشفاف مع تحقيقات الأمم المتحدة، لكنها لن تسمح على الإطلاق بوجود لجان تفتيش تحت أى ذريعة".

وأضاف: "الأمر متعلق بالتحقيق بحوادث معينة وثابتة كما حصل فى خان العسل ولا يتعلق بالتفتيش الذى فيه مساس بالسيادة الوطنية".

ومن جهتها، أدانت أمريكا الموقف السورى من تحقيقات الأمم المتحدة وقال البيت الأبيض فى بيان أن السلطات السورية لم تسمح لمفتشى الأمم المتحدة بالدخول الفورى لمواقع يقال إنها شهدت أخيرا استخدام أسلحة كيميائية، مشددا على أن ذلك يدل على الرغبة فى طمس أدلة بشأن استخدام تلك الأسلحة.

وأشار البيان إلى أن "رفض نظام الأسد المتكرر للسماح لمفتشى الأمم المتحدة بالدخول الفورى وإعاقة تفتيش الموقع محل الهجوم بعدة وسائل من بينها استمرار استهدافه قوضت قدرة المنظمة الدولية على التحقيق فى الواقعة".

وعلى النقيض، رحبت روسيا، الحليف الرئيسى للنظام السورى، بتوصل سوريا والأمم المتحدة إلى تفاهم مشترك للتحقق من استخدام أسلحة كيميائية فى ريف دمشق الشرقى، لكنها حذرت الغرب من استباق النتائج.

وقالت الخارجية الروسية "نحن نحض، الذين يسعون من خلال فرض نتائجهم على خبراء الأمم المتحدة، إلى شن عملية عسكرية محتملة فى سوريا أن يفكروا بشكل منطقى حتى لا يرتكبوا أخطاء مأساوية".

كما حذرت إيران على لسان مسعود جزايرى نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الولايات المتحدة من تجاوز ما وصفته بـ"الخط الأحمر" بشأن سوريا، وقالت إن عواقب ذلك ستكون وخيمة - حسبما أفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء".

وقال جزايرى "أمريكا تعلم حد الخط الأحمر للجبهة السورية وأى تجاوز للخط الأحمر السورى سيكون له عواقب وخيمة على البيت الأبيض".

كان خبير الأسلحة الدولى، جون باسكال زاندرس، قال فى وقت سابق إنه متأكد من أن سلاحاً كيماوياً قد استخدم فى ريف دمشق، دون أن تتضح طبيعته، مرجحاً أن تكون سحابة من الدخان السام قد غطت منطقة واسعة، وتسربت إلى أقبية لجأ إليها المدنيون، مضيفا أن العالم أمام واقعة خطيرة، وإن كانت تفاصيلها ما زالت غامضة.

وقال زاندرس، فى مقابلة مع CNN: "أعتقد، وبناءً على الصور العديدة واللقطات التى شاهدناها، أنه يمكننى القول بثقة بأن أمراً خطيراً قد وقع.. يمكننا القول أن مادة كيماوية سامة قد استخدمت فى الهجوم، ولكن يصعب تحديد نوعها بمجرد الاعتماد على الصور".