الأسد يلعب بمهارة على أوتار المخاوف الغربية

الإثنين، 26 أغسطس 2013 07:16 م
الأسد يلعب بمهارة على أوتار المخاوف الغربية بشار الأسد
اسطنبول (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو كان "ائتلاف من الراغبين" عزموا نهاية عام 2011 على توجيه ضربة عسكرية للرئيس السورى بشار الأسد ربما كان سفك الدماء قد توقف لكن الآن أصبح الأمر أكثر صعوبة بكثير.

يحاول خبراء الأسلحة الكيمائية التابعون للأمم المتحدة مخاطرين بحياتهم اكتشاف ما إذا كان الجيش السورى قصف معاقل المعارضة السورية باستخدام الغازات السامة، ومن الممكن أن تقلب نتيجة هذا التحقيق الموازين فى حال قررت دول حلف شمال الأطلسى (ناتو) مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وتركيا خلال الأيام المقبلة المخاطرة بشن ضربة عسكرية فى سورية.

من جانبه قال لؤى المقداد من المعارضة السورية :"تلقينا معلومات أنه سيكون هناك رد فعل دولى (على استخدام الغاز السام) وعلى الأرجح فى صورة ضربة عسكرية وقريبا للغاية" مدعيا أن "بعض الدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حسمت أمرها فى هذا الشأن"، وتابع حديثه قائلا أنه فى حال تجمع بالفعل "ائتلاف راغبين" كما حدث فى عام 2003 قبل غزو العراق فإن ذلك سيكون نقطة التحول الحاسمة فى الحرب الأهلية السورية التى أودت بحياة أكثر من مئة ألف شخص.

غير أن هذه المرة لا يفكر أحد فى إرسال قوات برية إلى سورية لأن المسألة مختلفة عما حدث فى العراق عندما روجت أكاذيب دعائية لوجود أسلحة دمار شامل مزعومة كسبب لشن الحرب على العراق.

وتدور السيناريوهات التى يتم نقاشها حتى الآن حول إدارة لحرب عن بعد بأقل مخاطرة بالنسبة للجيوش المهاجمة. وهذا يعنى على الأرجح استخدام صواريخ كروز وتدمير صواريخ سكود السورية وترسانات الأسلحة الكيمائية وإقامة منطقة حظر طيران بالتزامن مع تعزيز مستوى تسليح كتائب بعينها فى قوات المعارضة السورية.

ولم يتحدث أحد حتى الآن عن إمكانية شن هجمات على معسكرات الكتائب الإسلامية المتشددة، لكن السؤال يطرح نفسه حول كيفية حرمان الاستراتيجيات الغربية للوحدات القتالية للإرهابيين من الاستفادة من إضعاف قوات النظام السورى عن طريق التدخل العسكرى الغربى.

من جانبه يقول خالد خوجه القيادى فى التحالف الوطنى السورى المعارض :"لا يوجد تنسيق مع التحالف بشأن انتقاء أهداف عسكرية بعينها" وتوقع أن تقتصر الجيوش الغربية فى ضربتها ضد نظام الأسد على تهديد المجموعات المتطرفة.

وثمة مهمة ليست سهلة تقع على عاتق الدبلوماسيين والعسكريين الذين يعملون فى هذه الأيام على تطوير الاستراتيجيات الخاصة بكيفية وقف قصف الأحياء السكنية بالمدفعية والصواريخ دون أن يؤدى ذلك إلى فراغ خطير فى السلطة على غرار ما حدث فى العراق. وبعد فشل عدة محاولات للتوصل إلى حل سياسى فإن من الصعوبة بمكان التخطيط لتدخل لا يخلف فى النهاية أرضا محروقة.

ويعتقد مراقبون أن إنشاء منطقة لحظر الطيران قبل عام ونصف العام كان الوسيلة لوقف نزيف الدماء، لكن أصبح من المشكوك فيه ما إذا كان هذا الإجراء يمكن أن ينجح اليوم حيث تشكلت عشرات الميليشات المختلفة من كتائب المعارضة. ويعرف الأسد هذه التشككات للساسة الغربيين حيث قال فى مقابلة مع صحيفة روسية فيما يجرى الآن فى لندن وواشنطن الإعداد للسيناريوهات الخاصة بالتدخل العسكرى "ألم يفهم هؤلاء أن كل هذه الحروب لم تؤد بهم لأن يكونوا موضع تقدير من قبل شعوب هذه المنطقة كما أنها لم تجعل هذه الشعوب يعتنقون المبادئ السياسية لهؤلاء".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة