فى ظل الأحداث الجارية من عمليات إرهابية على ارض مصر بسيناء، وأكثر المحافظات من قبل بعض العناصر الفلسطينية التى تنتمى إلى حركة حماس وكتائب عز الدين القسام، الذى بلغ عدد أكثر من 136 فلسطينيا، وتمكن القوات المسلحة المصرية من اعتقال 36 فلسطينى تابعين لحركة حماس والقسام والقبض على 50 أخرين بين معتقل ومصاب فى الاشتباكات مع الجيش.
فما هى الإستراتيجية التى من الممكن التعامل بها مع دولة فلسطين فى ظل هذه الأحداث الدموية التى شهدتها ارض مصر؟ ، والتى سال عليها دماء الجنود المصريين على يد بعض الإرهابيين التابعين لحركة حماس وكتائب عز الدين القسام، وهل سيتم الربط بين فلسطين كدوله وحركة حماس التى تمثل جزء من فلسطين؟؟، وهل سيؤثر هذا على مساعدة مصر ماديا ومعنويا لها؟؟.
قال خبراء وسياسيون وعسكريون بشأن العلاقات المصرية الفلسطينية ما يحدد مصير هذه العلاقات، حيث أوضح اللواء" سامح سيف اليزل " الخبير الاستراتيجى، إن مصر تهتم بالقضية الفلسطينية وستظل تهتم بها، ولا يمكن ان تتخلى عنها، لان الشعب الفلسطينى له الحق ان يعيش مثله مثل باقى الشعوب الأخرى.
وأضاف "سيف اليزل" فى تصريحات لـ" اليوم السابع "، أنه رغم التطورات الأخيرة من جانب فلسطين وحركة حماس وكتائب القسام بشان التدخل فى شان مصر، والجهود المستهدفة من حماس وكتائب القسام بمصر بالاشتراك مع الإخوان المسلمين فى القاهرة والمحافظات الأخرى، وبالإضافة إلى ما يحدث فى سيناء من عمليات إرهابيه، مكنت القوات المسلحة وقوات الأمن من اعتقال 36 فلسطينيا من حركة حماس وكتائب القسام و50 آخرين بين معتقل ومصاب و32 قتيل فلسطينى أثناء تطهير سيناء من البؤر الإجرامية.
وأشار "سيف اليزل"، إلى أن حركة حماس والقسام اشتركوا مع جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية بسيناء والقيام بعمليات إرهابية وقتل الجنود المصريين، بالرغم من دعمنا لفلسطين ماديا ومعنويا.
وأكد" سيف اليزل"، أن الأمر ألان بيد حركة حماس وليس القيادة المصرى، إذا أرادت حماس أن تكون العلاقات جيدة مع مصر فيجب أن تكف عن هذه العمليات والمحاولات فى التدخل فى الشأن المصرى حتى تستعيد علاقتها القوية مع مصر كما كانت.
وفى نفس السياق، قال اللواء "حمدى بخيت"، الخبير العسكرى، إن علاقة مصر بفلسطين وبالشعب الفلسطينى علاقة كبيرة وقوية ولا يمكن إضعافها، ولكن ما حدث من حماس يؤثر على علاقتنا مع حماس وليس مع فلسطين لان حماس جزء من فلسطين، وليست فلسطين.
وأضاف بخيت لـ" اليوم السابع "، أن حركة حماس لديها خلافات خارجية كمصر لديها أيضا خلافات ومعارضين مع فلسطينيين، مثل قطاع غزة وبعض الشعب الفلسطينى، الذى يعرف مدى حب مصر وشعبها لشعبهم ويعرفون أن مصر شريكة لفلسطين فى قضيتها، وليست وسيطة بينها وبين أحد، مؤكدا انه بعد ثورة 30 يونيو لن يكون هنا فى مصر أى مكان لأحد يتدخل فى شأن مصر كما كان أثناء حكم الإخوان من وجود مكتب خاص لحركة حماس.
فيما يرى اللواء محمد زكى، الخبير الأمنى، أن مصر وفلسطين يدوران فى فلك استراتيجى واحد ومصر تفاعلت مع الأوضاع الفلسطينية على نحو متفرد بدأ منذ الثورة الفلسطينية الاولى ثم 1948 وما تلاها فى 56 و67 وحرب الاستنزاف ثم 1973 وما تلتها من أوضاع.
وأضاف "زكي"، ان مدى انعكاس أسلوب الإدارة الفلسطينية نحو أسلوب سلبى مثل الإنفاق ومتغيرات الأوضاع على الساحة الملتهبة فى سيناء ونجاح المصرى فى التعامل على ارض الواقع واحتواء النشاط الضار والقوات المسلحة وما أوضحته من الحصار السريع لعناصر داخل المدن فى منطقة شرق غزة العريش والشيخ زويد ورفع، من عمليات لا يمكن وصفها بالمواجهة، بالإضافة إلى الاعتداء على مجندى الأمن والقوات المسلحة.
واشار "زكي" ، إلى أنه فى أقرب وقت ستتم عمليات تحديد عناصر الإرهاب التى تتجاوز 60 ألف كيلو متر مربع، ولها طبيعة جغرافية متفردة، نأمل أن تتمكن الجهود المبذولة على نحو إيجابى على الساحة المصرية، شاكرا ومقدرا للقوات المسلحة وقوات الأمن على الجهود المبذولة.
ومن جانبه قال اللواء محمود منصور، الخبير العسكرى، فى التاريخ الحديث والقديم قدمت مصر الكثير من التضحيات لفلسطين منذ الملك فاروق فى 1948 ومشاركه الجيش المصرى معهم فى حربهم وليس حربنا وعبد الناصر فى 56 و67، وثم تتالت الأيام والسنوات ونجحت الغرب فى أخد بعض الأراضى الفلسطينية، وتوغلت فيها بالإضافة إلى سيناء، وكانت الضربة القاسمة لإرادة الغرب وإسرائيل فى تحطيم عبد الناصر وتقسيم العرب ولكنهم فشلوا بعد أن أعطتهم مصر درسا قويا لن ينسى فى أكتوبر 1973.
وأضاف "منصور" لـ"اليوم السابع"، أنه فوجئ فى الفترة الأخيرة بوجود حركة حماس وكتائب القسام، وتمردها على السلطة الفلسطينية، وعلى فكره استقلال أرضهم، وحماس قطاع من فلسطين وليست فلسطين، وأوضحت انجرافها إلى الإسلام المتطرف وغير الواقعى، والمفاجئة الأكبر أنها أصبحت تحارب المصريين وفضحت نفسها أنها السند للإرهاب فى سيناء بمساعده الإخوان لتؤكد أن الطرف الثالث فى مصر هم والإخوان.
وأشار "منصور"، إلى أن حماس هم الذين خانوا القضية الفلسطينية باعوها ويظنون انهم "رجال" وهم لو رجال لوقفوا أما العدو الإسرائيلى وليس أمام المصريين الذين ساندوهم سنين هذا هو "هنيه"، مضيفا، انه على كل شعب النضال والوقوف بجانب وطنه ويجب على الفلسطينيين الوقوف والنضال أمام "الشركة الصهيونية الحمساوية " على حد تعبيره.
واكد منصور، أن "الولد" الذى يدعى هنية، ماذا سيفعل بعد أسبوع، سيذهب ليقبل "جزمه" نتنياهو من أجل أن ياخد 5 كيلو دقيق، مضيفا ان أى احد يقوم بالاعتداء على الجيش المصرى ليس له أى حقوق علينا ويجب الانتقام منهم هؤلاء قتله ليس عندهم أى رجولة، لقد استوعبنا الدرس، ويجب على" أبو زهرى " أن يبرر لأهل غزة اسباب الجوع والعطش والظلام القادم عليهم قريبا، على حد قوله.
ومن جانب آخر قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الخبير السياسى، إن العلاقة مع فلسطين يجب التفكير فيها جيدا والوضع فى الحسبان أن فلسطين شىء وحماس شىء آخر، فحماس جماعة مسلحة وتستخدم الحدود المصرية لتهريب أسلحة ومسروقات وبضائع، ومن 2008 وهى تقوم بعمل إغراق سكانى وسمحت للفلسطينيين بالتدفق فى سيناء وكل هذا عن طريق الأنفاق.
وأضاف"السعيد" ،ان قطاع غزه به العديد من الجماعات المتطرفة التى لها ارتباطات مع تنظيم القاعدة، وسمحت لهم حماس أيضا بذلك وللأسف لم يحدث تقييم للتعامل مع حماس التى تتمتع بصفات عنيفة، مضيفا، انه قد ان الأوان لتقييم العلاقة مع فلسطين وحماس بالأخص، لأنها لم تحاصر فقط من إسرائيل أو قله الدواء، والأكل والشرب، بل هى الآن تقوم بمحاربه الاتفاقات مع مصر، وجاءوا ليشتركوا مع جماعة الإخوان فى الحرب على استقرار مصر وشعبها ويجب أن تحمى مصر نفسها من أى حرب عليها من أى طرف وأن لا نسمح لهم بقتل أى جندى مصرى آخر لأن دماء أبنائنا غالية.
فيما يرى الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون، أن فلسطين فيها حماس التى تقوم بعمليات إرهابية فى سيناء وحماس بجانب فلسطين وحماس تقوم بضغط على مصر لصالح الإخوان.
وأضاف إبراهيم، فى تصريحات لـ" اليوم السابع "، دولة فلسطين عبارة عن الضفة الغربية المحتلة من إسرائيل وغزة التى ليس معترف بها ويوجد توتر بيننا وبينهم لوجود حركة حماس التى تقوم بعمليات إرهابية فى أرضنا سيناء والتوتر لن ينتهى فى الوقت الراهن ،كما قال "الكتاتنى" من أعلى منصة رابعة العدوية ان الضرب لن يتوقف فى سيناء من حماس حتى تحقيق أغراضهم، وبالتالى لن يكون لحركة حماس أى مكاتب فى مصر لا هى ولا أى حركة أخرى تقوم بالتدخل فى الشأن المصرى.
عسكريون وسياسيون يؤكدون: علاقة مصر بفلسطين قوية ويطالبون بالفصل بين فلسطين وحماس.. سيف اليزل:مصر مهتمة بالقضية الفلسطينية.. بخيت: حماس لديها خلافات داخل وخارج فلسطين..زكى:مصر تقف بجانب فلسطين منذ 48
الأحد، 25 أغسطس 2013 06:24 م
صورة ارشيفية