معصوم مرزوق

الباب العالى.. وسياسة أمان يا لالالى!

الأحد، 25 أغسطس 2013 11:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن السيد أردوغان يعيش الدور ويتوهم أن زمن الباب العالى قد عاد، لذلك بدا يغنى «أمان يا لالالى»، ويواصل إصدار الفرمانات العثمانية إلى ولاية مصر، مطالباً بعودة الخديو مرسى وشماشرجية البلاط!
رغم أن أردوغان كان قد اكتسب شعبية كبيرة فى مصر والعالم العربى نتيجة لظهوره بمظهر المدافع عن القضية الفلسطينية، فإنه أثبت فى مواقفه الأخيرة المتتابعة أنه لم يكن يهدف إلا إلى نشر النفوذ والهيمنة التركية على المنطقة العربية كى يثبت للغرب أنه يستطيع أن يلعب دور شرطى المنطقة، وبذلك يقدم أوراق اعتماده كى يوافق الاتحاد الأوروبى على قبول دخول تركيا كعضو فيه.
تعكس تصريحات أردوغان كل يوم أنه فقد اتزانه وعجز أن يقدر بشكل صحيح مصالح بلاده الاستراتيجية، متوهماً أنه يستطيع كسب بعض مواقف تكتيكية، بل تعدى التصريح إلى السلوك العدائى، حيث حاول بجهد تدويل الأزمة فى مصر، وأصبحت كل طائرة ركاب قادمة من تركيا محل شك وريبة لما حمله بعضها من ملابس عسكرية مصرية، ومهمات ومعدات كى يستخدمها الإرهابيون فى مدن وقرى مصر.
ولا أجد فى الواقع لغة دبلوماسية يمكن الرد بها على مواقف وتصريحات أردوغان، وأشعر بالعبء الكبير الذى تحمله وزارة الخارجية المصرية التى تتميز بالأسلوب المهذب الرصين، كى ترد على الباشا الذى انتفخ مثل الديك الرومى، ولكننى أتصور أنه قد حان الوقت لمراجعة العلاقات والاتفاقات الاقتصادية مع تركيا، وأن تقود مصر مع ظهيرها العربى تحركاً لفرض عقوبات اقتصادية فعالة ضد تركيا، وأعلم يقيناً أن مجرد بضع تحركات متواضعة فى هذا الاتجاه سوف تؤثر بشكل كبير فى الاقتصاد التركى.. حرمان تركيا من سوق واسعة مثل السوق المصرية فضلاً عن أسواق عربية أخرى سوف يحرم الاقتصاد التركى من موارد هائلة تقدر بمليارات الدولارات، وقد بدأت ألاحظ حملة شعبية تتزايد لحرمان السوق التركية من السياحة العربية التى تمثل نسبة تزيد على %30 من إجمالى عدد السائحين.
ومن ناحية أخرى، ولكى نؤكد لأردوغان تقديرنا لاهتمامه بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد يكون من المناسب أن نتبنى حقوق الإنسان الكردى فى تركيا، وأن نبحث فى كيفية دعم الشعب الكردى فى مطالبه المشروعة.. أن أردوغان يشن حرباً وحشية ضد هذا الشعب ويقتلهم بكل ما يملك من قدرات الجيش التركى، وأظن أنه قد حان الوقت لدعم مطالب الأكراد العادلة فى تقرير المصير، وربما نذكر أردوغان أيضاً أن قبرص أكثر قرباً لنا من تركيا!
من المؤسف أن يختار أردوغان هذا الموقف السلبى ضد إرادة شعب مصر، لأن التقدير الاستراتيجى السليم كان يفترض تعاوناً وتنسيقاً إقليمياً بين الدولتين، ولا أظن أن ذلك الموقف الشاذ يعكس مجرد انحياز أيديولوجى لجماعة الإخوان المسلمين، وإنما هو محاولة بائسة من زعيم سياسى يريد أن يضع على رأسه تاج سلاطين الدولة العثمانية، وأن يستخدم دول المنطقة كما فعل أسلافه من حكام الباب العالى ويقايض بها أهل الفرنجة كى يرضوا عنه.
وختاماً ينبغى على أولئك العبيد الذين يهللون لعودة حكم وتحكم سلاطين الباب العالى أن يعرفوا أن شعب مصر قد ثار على سلطة الوالى العثمانى قبل ما يزيد على مائتى عام، وأن تصرفات أردوغان ستجعلهم يقاطعون كل شىء مذاقه تركى حتى القهوة التركى والجبنة الاستانبولى!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

مسألة كرامة!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

عاصفة فى فنجان

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

الباشا أردوغان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة