"ليس من الضرورة أن تكون عميلاً لتخدم عدوّك، يكفى أن تكون غبياً".. كلمات للمرحوم الدكتور محمد الغزالى افتكرتها وأنا أتابع ما يحدث من محاولات تدويل مشاكلنا الداخلية أو استدعاء الخارج للتدخل فى الشأن الداخلى، وكأننا نجهل أو نتجاهل أن الخارج أصلاً متدخل من غير استدعاء، المشكلة ما نعيشه الآن من خلط غريب للأمور وقلب للحقائق وتوزيع التهم فى كل الاتجاهات، لتحويل الجانى إلى ضحية، وتحويل الشريف إلى جان، حاولت أهرب بمشاهدة عمل فنى يريحنى ويشغلنى قليلاً عما يدور.
لفت نظرى كلمات مقدمة مسلسل "اسم مؤقت" التى تقول "التشابه بين الشخصيات والأحداث مع الواقع لا يتحمل مسئوليته صناع المسلسل وإنما يتحمل مسئوليته من شوهوا هذا الواقع"، شاهدت الحلقة الأولى وأنا غير واثق أننى سأستمر فى متابعته ولكن كل حلقة كانت تشدنى للأخرى، بحثت فى جوجل عن المؤلف العبقرى محمد سليمان عبد المالك الذى فضح بحرفية عالية حقائق مثيرة وأمراض اجتماعية تغلغلت فى نسيج المجتمع الذى شوه بفعل فاعل، أهمها المستوى الفكرى والمهنى الذى يعيشه الأطباء لدرجة أن الطبيب يدخن الشيشة فى العيادة، خبايا الأطباء ومشاكلهم يعرفها جيداً المؤلف، لأنه خريج كلية الطب جامعة قناة السويس عام 2003، ويعرف كويس ما وصل إليه حال زملائه.
القنبلة الأخرى التى أطلقها مشكلة أطفال الشوارع وكيف يتم اصطيادهم للعمل لحساب الكبار وعمليات القتل التى تتم بدم بارد وبشكل غريب عن مجتمعنا، السبب أن البطل المليونير يوسف رمزى رجل الأعمال كان مجرد طفل من اطفال الشوارع وتحول لقاتل مأجور وادى الدور باقتدار ومعلمه الفنان يوسف الشريف، وأعتقد أنه سيصبح ممثلا ونجما متميزا، الحقيقه أن كل الممثلين كانوا ممتازين ولكن الكاميرا كانت ترهق العين وتفقدنا التركيز لتصويره فى لقطات كثيرة الجزء الأسفل من الوجه فى محاولة فاشلة للإيحاء بالغموض، القصة ببساطة أن البطل تعرض لحادثة يفقد على إثرها الذاكرة والمقصود منها ذاكرة الوطن التى يحاول البعض محوها.
يركز المسلسل على شخصيات المرشحين السابقين فى الانتخابات الرئاسية والصراع بين مرشح الدولة ومرشح الفوضى وإن فاز أحدهما فعلى الآخر أن يرحل فى الحال قبل أن يتم اعتقاله، فإما القصر أو الحبس، المسلسل يعرى ويفضح دور الشركات العملاقة التى تفرض قوانينها الخاصة، فى مواجهة الحكومات الساذجة أو المتواطئة وبتبرطع الآن فى بلدنا.
شوف يا صاحبى لما أقولك الشركات متعددة الجنسية كانت أداة لتعزيز مكانة دول المنشأ لكنها الآن أصبحت قوى عظمى مستقلة ولها أتباع تزرعهم فى مواقع مهمة فى الدول التى تتعامل معها، أتمنى أن يشاهد المسلسل من يريد أن يجد إجابة عما يحدث عندنا، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، لأننى بعده التزمت بدعاء أردده فى الصباح والمساء، "اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه".
* نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
عداك العيبه - لقد وصل التدويل الى درجة تحديد نوع ولون الاندر وير
بدون