والنعمة أعلم تماماً ياعزيزى القارئ أن المقولة المشهورة المأثورة هى "العند يولد الكفر"، ولكنى فى حقيقة الأمر طالما تمنيت أن يكون لى مقولة مشهورة مأثورة (أتنطط) بها عليك عزيزى القارئ، ولكن حيث أنى لم أستطع حتى الآن إلى ذلك سبيلا فقد قلت لنفسى طالما لم أُدرِك شرف الإضافة فلا أقل من سهولة التعديل والتلفيق، ما علينا من ذلك التصرف البشرى الأحمق المهم إن ….. ثانية واحدة لو سمحت عزيزى القارئ، ماعلينا إزاى!، إن هذا لهو بيت القصيد (هذا أيضاً قول مأثور لا يخصنى، فيما يبدو أن من سبقونا خلصوا الأقوال المأثورة كلها)، حيث أن مثلما أن الرجوع للحق والإعتراف به بعدما يتبينه الإنسان الغافل ويتضح له يُعتبر فضيلة فأيضاً إن غَمطه (أى إنكاره للحق بعدما تبين له وإتضح وعلمه) فإنه ليس بخطيئة ولا ذنب ولا فجور ولكنه يؤدى والعياذ بالله إلى الكفر، والسؤال الذى تبادر إلى ذهنى أنا فقط (لأن أنا اللى بأكتب المقال) هو يؤدى بمن؟ وإلى أى كفر، أظن أنه قد يؤدى بصاحبه إلى الكفر الصريح مثل من ذكرهم القرآن بأنه قد تبين لهم الحق ولم يقروا به ويتبعوه بل أنكروه فكفروا، أو مثل إبليس الذى ما كفر بوجود الله ولكن أرغمه الكِبر على أن يُصر على أنه أفضل من سيدنا آدم بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى أوضح له وللملائكة تميز سيدنا آدم بعلمه للأسماء التى علمها له الله، فأوصله كِبره لمعصية الله ورد أمره، أو فى عموم الأمر قد يؤدى الكِبر بالإنسان إلى أشكال عده من معصية الله التى تستوجب عقابه، هذه واحده، أما الإجابة الأخرى على السؤال الذى تبادر لذهنى (أنا) منذ قليل فأظن أنه من الممكن أن كِبر شخص أو "جماعة ما" والذى يتجلى فى إنكاره أو إنكارهم الدائم للحق الذى يتبين لهم مرات ومرات قد يؤدى بالآخرين إلى الكُفر بمصداقيتهم وأخلاقيتهم وإنسانيتهم، بطبيعة الحال لا أقصد من يتيقن أنه على الحق وإن كان غير ذلك، فهذا لا نستنكر ما وهبه الله له من حق التفكر والتدبر ثم الإختيار، قُصره عزيزى القارئ (تنفع دى مقولة مأثورة؟، طب خلاص مش لازم طولة اللسان) لقد مررنا بفترات لَبس وتلبيس وتدليس وجدل وجدال شُوهت فيها الحقائق وزُينت الأكاذيب ووصل كل منا إلى قناعة ترضيه، لا بأس من كل ذلك، ولكن البأس كل البأس عندما تتبين الحقائق وتتضح رويداً رويداً فإنى أُحَذِركم وإياى من الكِبر الذى يولد الكفر.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة