أحمد الغربى يكتب: أدب الحوار

الأحد، 25 أغسطس 2013 02:17 ص
أحمد الغربى يكتب: أدب الحوار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلق الله- سبحانه وتعالى البشر مختلفين فى اللغة والفكر والعادات والتقاليد وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا فى حدود ما أعطاه الله لهم من قدرات وامكانيات تعينهم على الحياه فى كل زمان ومكان .

وقد ميز الله الانسان عن بقية المخلوقات بالعقل الذى به يفكر ويبدع ويميز بين الخير والشر ويستطيع تحمل المسئولية كاملة عن حرية اختياره ونتيجة أفعاله .واذا كان الاسلام دين الرحمة فهو يضع الوسائل المعينة على تحقيق حكمة الله فى خلقه من إعمار للأرض ونشر قيم المحبة والسلام بين الناس .

والحوار من هذه الوسائل العظيمة والتى لا غنى عنها فى عالم اليوم برغم كل هذه المظاهر الحضارية والتى قربت المسافات بين البشر وجعلتهم يعيشون فى قرية صغيرة تنتقل فيها الأخبار والمعلومات بسرعة فائقة .

نحن نعيش اليوم فى عالم تتصارع فيه الدول والأفراد ولا مجال للعيش فى امن وسلام الا بلغة الحوار الهادف الذى يجمع ولا يفرق.. يبنى ولا يهدم بل ويظل نبراسا لكل الفرقاء حتى يدركوا ان لغة العقل أسمى من لغة القوة.

وللحوار الذى دعا إليه الإسلام اداب جليلة يجب أن يتحلى بها المسلم فى حياته اليوميه حتى تتحقق الحكمة من ورائه ويتواصل الناس فيما بينهم على البر والتقوى لا على الاثم والعدوان,وقد بين القران الكريم والسنة النبوية ذلك فى كثير من الايات والأحاديث فمن وصايا لقمان الحكيم لابنه "واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" (سورة لقمان: آية 19)

كما يجب علي المسلم أن يتورع في النطق كما يتورع في المأكل والمشرب فيتجنب اللغو وما لا طائل وراءه كما يتجنب المحرمات والشبهات لقوله تعالي " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
وفي الحديث قال صلي الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)

والحوار الهادف الذى ندعو إليه تتوافر فيه كثير من الصفات من أهمها

1- الانصات الى المتحدث حتى يفرغ من كلامه فلا نقاطعه لعبر عن رأيه بكل حرية ولذلك قالوا :كن مستمعا جيدا لتكن متحدثا لبقا

2-اختيار أجمل الكلام وأحسن الأفاظ أثناء مخاطبة الناس لأن المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا
3-التهمل فى الكلام حتى يفهم المستمع المراد من الحديث

4-مخاطبة المستمع على قدر فهمه وبما يتناسب مع ثقافته فلكل مقام مقال

5-تجنب الخوض فى أحاديث لانعلم عنها شى أو لم نتاكد من صحتها

6-تجنب مقاطعة أحد أو تصحيح كلامه أو تجريحه أو تخطيه أو السخرية من كلامه قال الله تعالي "وقولوا للناس حسنا" البقره

7-التزام الهدوء والابتسام أثناء الكلام وعدم التجهم والعبوس في وجوه الناس عن أبي الدرداء قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يحدث حديثا إلا تبسم".

8-خفض الصوت وعدم رفعه أكثر من الحاجة وتجنب الصخب والضجيج والصراخ والانفعال قال الله تعالي "واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" لقمان آية 19

وقبل كذلك لا بد من توافر الارادة الحقيقية لنجاح أى حوار بين طرفين او عدة أطراف وألا يكون متوقفا على شروط معينة تقف حائلا أمام التعبير عن الراى وايجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة تواجه الاطراف المتنازعة . ولذلك يجب على كل المسئولين ان يدركوا أن حل المشكلات لا يكون بفرض الرأى واقصاء الآخر وانما بالحوار الجاد الذى يسعى لتحقيق أكبر قدر من الصالح العام .

واذا كنا بصدد الحديث عن اداب الحوار فلابد أن نذكر القائمين على تعليم أبناء مصر بضرورة تربية أولادنا على ثقافة الحوار وادابه العظيمة وأن تحتوى مناهجنا التربوية على تلك القيم النبيلة بعد أن سادت روح العصبية والحزبية بين أبناء الشعب الواحد .

و كما قال الشاعر :

إن الحوار سبيلنا وطريقنا .. لبلوغ عهد من عظيم رخــاء
فلنعتصم من أجل ثورتنا التى .. تأبى الرجوع لحقبة ظلماء
حفظ الله مصر وشعبها ورحم الله دماء الشهداء ...!!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة