بنظارة طبية تخفى خلفها عينين ثاقبتين جلس اللواء ماجد المناديلى المنتدب من أحد الأجهزة السيادية، رئيسا لقطاع مكتب وزير التعليم، يتفحص كومة من الأوراق والملفات جاء بها زميله سكرتير الوزير الشخصى، قبل أن يجرى أولى جولاته بين أروقة ديوان الوزارة ليستكشف الأوضاع، ويتعرف على موظفى الديوان العام وقياداته.
أثناء جولته الأولى، دخل إلى مركز خدمة المواطنين الذى يتلقى الشكاوى والمظالم ويرد عليها وفق نظام إلكتروني، التقى رجل قبطى يتظلم من إلغاء امتحان نجله بالثانوية العامة وتحرير محضر غش كيدى لأسباب طائفية، فما كان منه إلا أنه استضاف الرجل فى مكتبه فى محاولة أخيرة لحل الأزمة.
اللواء المناديلى، الذى تولى منصبه منذ أقل من 72 ساعة تحدث مع الرجل، عن 147 طالبا تم إعفاؤهم من قرار إلغاء الامتحان بقرار من وزير التعليم، قبل أن أخطئ وأقول إنهم 150 حالة، فما كان منه إلا أن صحح الخطأ بدقة رجال المخابرات وقال "147"، وسرد لولى الأمر تفاصيل القرار الوزارى الخاص بأحوال الغش وخاصة حالة الغش بالمحمول وهى الواقعة محل التظلم، مما يعنى أن الوافد الجديد للوزارة حفظ عن ظهر قلب كافة القرارات الوزارية المنظمة للعمل داخل أكبر وزارة فى مصر ثم واصل نقاشه، ونصح ولى الأمر برفع دعوى قضائية أمام القضاء المستعجل لرد مظلومية نجله قبل انتهاء المرحلة الأخيرة من التنسيق.
حين انتهى من حديثه مع الرجل، اعتذر لى بلباقة عسكرى خلع للتو بدلته، وبدأ فى الحديث عن دور الإعلام فى بناء مؤسسات الدولة الجديدة وتوجيه ملاحظات للمسئولين خاصة فيما يتعلق بما يحدث فى الميدان وهو الأمر الذى قد لا يصل لأيدى المسئولين بمكاتبهم بالوزارات.
يقول الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، إن اللواء المناديلى يتمتع بالانضباط والدقة وأن أحد الجهات الرقابية تولت ترشيحه ليشغل هذا المنصب بالوزارة، وهو مدير مكتب الوزير وخازن أسراره، إلا أننى حين جلست معه وفى أقل من ساعة أدركت أن الدقة والانضباط ليست مجرد تصريحات يتشدق بها الوزير لمجاملة مدير مكتبه، بل هى واقع فرضه "المناديلى" فى وزارة كانت تضم بالأمس 16 قيادياً إخوانياً، غادر آخرهم الوزارة بعد يومين من تعيينه، مما أوحى لموظفى الديوان العام أن مهمة المناديلى أكبر من مجرد منصبه بل تتخطى ذلك لمهام أخرى عديدة فى أكثر الوزارات حساسية وتأثيرا لدى الرأى العام المصرى.
اللواء المناديلى، خريج أحد الكليات المدنية والتحق بعدها بجهاز سيادى بالقوات المسلحة، وتجمع خبراته بين انضباط العسكريين ومرونة المدنيين فى الحياة العامة.
مدير مكتب وزير التعليم الجديد.."مدنى" التحق بالقوات المسلحة.. استعان به "أبوالنصر" لتطهير التعليم.. حفظ القرارات الوزارية عن ظهر قلب.. بدأ عمله بجولة فى مركز خدمة المواطنين
السبت، 24 أغسطس 2013 09:09 م