انتبهوا يا سادة لما نحن مقبلون عليه من تحديات فى الفترة القادمة و لا تدعوا الأحداث الجانبية كالقبض على فلان أو براءة علان تشغلكم عن المعركة الرئيسية التى نحن بصددها و التى بذلنا من أجلها الغالى و النفيس لكى تنهض و تسير بلدنا على المسار الذى حلمنا به منذ ثورة 25 يناير و هذه المعركة هى خارطة الطريق و هذا لا يعنى إهمال باقى الأحداث بل المقصود أن نرتب الأحداث كأولويات . وجب علينا هنا توعية أكبر قدر من المواطنين بحيثيات خارطة الطريق و لماذا أنا أرى أنها هى التحدى الأكبر و الأصعب فى تصحيح المسار الثورى و حماية الثورة من أى خرق قد يحدث لها كما حدث من قبل فى عهد المجلس العسكرى عندما أصدر إعلانا دستوريا غير الذى نص عليه الاستفتاء الذى كان غير صالحا من الأساس و الذى كرس لبداية اعوجاج المسار الثورى مسار ثورة 25 يناير , و خارطة الطريق هذه المرة بكل بساطة تنقسم إلى ثلاثة مراحل رئيسية تنص على الاَتى , المرحلة الأولى هى إصدار دستور جديد للبلاد دستور يأتى هذه المرة توافقياً و معبراً عن كل فئات الشعب لا يستثنى أحداً , و هذا بالفعل ما تقوم به لجنة ال 50 حالياً , , لذا يجب علينا كنشطاء سياسيين أو حتى كأعضاء فى الجمعية العمومية للشعب المصرى أن نتابع كل ما يحدث داخل هذه اللجنة عن كثب و نتابع بدقة كل مراحل صياغة الدستور الجديد قبل الانتهاء منه ليكون عندنا فرصة كبيرة فى تحليل مواده و رصد إن كان بالفعل قد تم مناقشه ووضع ما تقدمنا به من طلبات أم لا و لكى تكون أمامنا فرصة سانحة فى أن نتقدم بطلبات تعديل بعض المواد التى قد نرى أنها تستحق التعديل , هذه هو ما يجب أن نفعله قبل أن تأتى مرحلة الإستفتاء و نجد أنفسنا مرة أخرى فى موقع الإختيار بين السىء و الأسوأ . و إلهابا لحماسة كل من يقرأ هذا المقال و بصفتى مواطن مصرى كنت قد تقدمت بطلب أتمنى أن يكون قد أخذ بعين الاعتبار من لجنة صياغة الدستور و هو أن تكون هناك مادة فى الدستور الجديد تنص على تفعيل دور المحليات و نظم الحكم المحلى لكى نقضى على المركزية التى أودت بنا لسنوات و سنوات , ها أنا قد شاركت بوجهة نظرى قدر المستطاع و فى إنتظار الصياغة فهيا يا كل مصرى حدد أهدافك و إحتياجاتك من الدستور و إبد رأيك فى صياغة دستور بلدك . بعد ذلك تنص المرحلة الثانية من خارطة الطريق على إجراء الإنتخابات البرلمانية عقب الإنتهاء من الإستفتاء على الدستور , و هذا أيضاً ما يجب أن نضعه فى عين الإعتبار و نعمل من الآن كأحزاب سياسية و قوى شبابية و ثورية على التواصل بأكبر قدر ممكن مع الشارع المصرى و ألا نكتفى فقط بالظهور فى الإعلام و نحاول التعلم من الأخطاء التى أخطأناها فى الإنتخابات السابقة خصوصاً و أن الشعب المصرى الآن أصبح يميز جيداً من يعمل لصالحه ممن يعمل لمصالحه , فدورنا الآن أن نتحد و أن نغلب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية لأننا بصدد فرصة ذهبية جاءت لنا هذه المرة و هى أننا يمكن أن نكون فى خانة الحكم لا أن نكتفى فقط بخانة المعارضة كما إعتدنا قبل ذلك , فعلينا الآن أن نعمل و على الشعب المصرى بعد ذلك الإختيار . و يجب على القوى و الأحزاب ألا تنسى أن الشعب المصرى يصنع المعجزات و أنه حتى و إن أتى بها فى الإنتخابات يمكنه أن يثور عليها كما ثار على من قبلها و من قبلهم و حينها فليس على هذه الأحزاب و القوى أن تلوم إلا أنفسها على عدم إنتهاز الفرصة . تتبقى الآن المرحلة الثالثة و الأخيرة من خارطة الطريق و هى تنص على إجراء إنتخابات رئاسية عقب الإنتهاء من الدستور و الإنتخابات البرلمانية و هنا لن نجد مجال للحديث كثيراً لأنى أعتقد أننا قد تعلمنا من خطأ الإنتخابات الرئاسية الماضية فى عدم التوافق على مرشح ثورى واحد هذا الخطأ الذى بدونه كانت الثورة قد انتصرت و بكل سهولة فى إنتخابات الرئاسة و بدأت فى تحقيق أهدافها دون أن تتعطل لمدة عام كامل من الحكم الفاشل على أيدى الجماعة التى ثار عليها الشعب فى الثلاثين من يونيو , لذا فالنصيحة هنا هى التوافق و التوحد على مرشح واحد من الآن و أن نعلى مصلحة مصر فوق كل شىء و الله ولى التوفيق .
